الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

هاجس الحرب الأهلية في صنعاء يثير مخاوف اليمنيين

هاجس الحرب الأهلية في صنعاء يثير مخاوف اليمنيين
26 أغسطس 2014 23:55
بات هاجس الحرب الأهلية المذهبية يسيطر على كثير من اليمنيين خصوصا سكان العاصمة صنعاء حيث تسود حالة من التوتر والرعب في ظل استمرار المتمردين الحوثيين الاحتشاد عند مداخل المدينة وبالقرب من منشآت حيوية بينها وزارة الداخلية ومبنى التلفزيون الحكومي. وقال بشير الكحلاني، وهو حارس عمارة سكنية في صنعاء في الأربعين من عمره، :»أخذت عائلتي إلى القرية في محافظة حجة (شمال غرب) خوفا من نشوب حرب بين الدولة والحوثيين داخل العاصمة»، مضيفا لـ(الاتحاد) :»الوضع خطير جدا هنا. . ستندلع الحرب في أي لحظة». ومنذ يوم الجمعة الماضي يعتصم المئات من مؤيدي المتمردين الحوثيين جوار وزارات الداخلية، الاتصالات، الكهرباء، والتلفزيون الحكومي في شمال العاصمة صنعاء بينما يواصل آلاف المسلحين التابعين للجماعة التمركز عند مداخل المدينة منذ عشرة أيام للضغط باتجاه إقالة الحكومة الانتقالية والتراجع رفع الدعم عن الوقود الذي دخل حيز التنفيذ أواخر يوليو. واتهمت جماعة الحوثيين أمس وزارة الداخلية بنشر مسلحين بزي مدني داخل حديقة عامة مجاورة لمخيم أنصارها على الطريق المؤدي إلى مطار صنعاء. وذكر موقع «أنصار الله» التابع للجماعة، أن «المسلحين شوهدوا يحفرون متاريس وخنادق داخل الحديقة»، مضيفا أن وزارة الداخلية التي وجهت بتشديد الإجراءات الأمنية حول المنشآت الحكومية في تلك المنطقة «تقوم بحرف المتارس والخنادق للمسلحين». ويرى مراقبون أن اندلاع حرب عسكرية داخل صنعاء بات أمرا وشيكا بعد فشل مفاوضات أخيرة بين الحكومة والجماعة المسلحة وفي ظل استمرار التصعيد الإعلامي بين الجانبين وتضارب الرؤية السياسية لمنع انفجار الوضع. وتجاهل الإعلام الحكومي أمس الإشارة إلى مبادرة للتهدئة قدمها زعيم المتمردين، عبدالملك الحوثي، الاثنين، غداة اتهامه رسمياً برفض كل الحلول التي قدمها أعضاء الوفد الرئاسي الذي زاره مؤخرا إلى معقله الرئيس في محافظة صعدة الشمالية. وأفاد التلفزيون اليمني الرسمي بأن الحكومة الانتقالية ناقشت أمس في صنعاء تقريراً عن المفاوضات التي أجراها الوفد الرئاسي مع زعيم الحوثيين، وذلك في اجتماع رأسه رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة الذي عاد الاثنين إلى صنعاء بعد أسابيع من الراحة قضاها في الخارج، ويطالب الحوثيون منذ نحو شهر بإقالته. وذكر أن الحكومة أقرت مواصلة مناقشة التقرير في جلسة أخرى اليوم الأربعاء، كما أقرت البدء بصرف علاوات مالية لموظفي الدولة ومنتسبي قوات الجيش والأمن في إطار إجراءاتها الاقتصادية للحد من أضرار قرار رفع أسعار المشتقات النفطية بنسب تتراوح بين 70 و100 في المائة. ولم يتطرق اجتماع الحكومة إلى مبادرات التهدئة للأحزاب السياسية والمشاورات المكثفة التي يقودها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر بهدف التوصل إلى حلول توافقية للأزمة. وقال الكاتب والصحفي اليمني، عارف أبو حاتم، لـ(الاتحاد) إن تعدد المبادرات «يمنح الحوثيين مزيدا من الوقت لتفكيك أجهزة ومعسكرات الدولة»، مشيرا إلى أن دولة إيران تدعم بقوة جماعة الحوثيين «لتعويض خسارة نفوذها في العراق بعد تنحي رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي». وذكر أن صدور قرار دولي حازم ضد جماعة الحوثيين من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في جلسته المقررة بعد غد الجمعة، «السبيل الوحيد لمنع الحوثيين من السيطرة على العاصمة صنعاء»، زاعما بوجود تواطؤ بين قيادة كبيرة في الجيش والجماعة المذهبية المتمردة في الشمال منذ عام 2004 وتنامى نفوذها بشكل كبير بعد إطاحة الرئيس السابق علي عبدالله صالح. ولفت إلى أن حزب «المؤتمر الشعبي العام» الذي يرأسه صالح ويعد أكبر الأحزاب السياسية في البلاد، «منقسم» إزاء التمدد الحوثي نحو العاصمة، دون أن يستبعد إمكانية استخدام الرئيس السابق صالح «الحوثيين» من أجل القضاء على نفوذ خصومه في جماعة الإخوان المسلمين داخل العاصمة بعد خسارة الجماعة قوتيها القبلية والعسكرية في محافظة عمران في فبراير ويوليو الماضيين. واستنكر حزب «المؤتمر الشعبي العام» أمس الدعوة إلى لقاء موسع اليوم الأربعاء مدينة مأرب (شرق) يضم العشائر القبلية والأحزاب السياسية في محافظات مأرب والبيضاء والجوف، ويهدف إلى الخروج برؤية موحدة إزاء تطورات الوضع في البلاد ومنها التصعيد الحوثي ضد الحكومة في صنعاء. وقال مصدر مسؤول في «المؤتمر» في تصريح نشره الموقع الإلكتروني للحزب :»فوجئنا بهذه بالدعوة دون أن يكون هناك اي تنسيق مسبق بشأن مبررات وأهداف وموضوع هذا اللقاء». وأضاف أن هذا اللقاء «لا يعنينا ولا يمثلنا» وأنه «خاص بحزب معين»، في إشارة إلى حزب الإصلاح الذي يخوض اتباعه في محافظة الجوف معارك عنيفة ضد الحوثيين منذ أسابيع، مؤكداً أن قيادات حزب المؤتمر في المحافظات الثلاث متمسكة بمبادرة المصالحة الوطنية الشاملة التي أعلنها الحزب مؤخرا وتستند إلى الحياد إزاء الصراع الدائر في شمال البلاد. وكان محافظ مأرب، سلطان العرادة، وهو قيادي في حزب الإصلاح، قال إن اللقاء يهدف إلى تدارس القضايا التي تهم هذه المحافظات الشرقية، داعياً «مواجهة تحديات المرحلة الراهنة» عبر «توحيد الخطاب الذي يجمع ولا يفرق ويبني ولا يهدم»، بحسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية. ومن أبزر أهداف اللقاء تعزيز «الاصطفاف الوطني» وهي الدعوة التي أطلقتها الحكومة الانتقالية والأحزاب السياسية الموالية للتصدي لمحاولة الحوثيين السيطرة على العاصمة صنعاء. وتواصلت أمس، لليوم الثالث على التوالي، المعارك بين مسلحين قبليين موالين لحزب الإصلاح وآخرين تابعين لجماعة الحوثيين في مديرية الغيل بمحافظة الجوف (شمال شرق) التي تشهد صراعات متقطعة بين الطرفين منذ مطلع يوليو. وأعربت المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا، عن قلقها إزاء سلامة الصحفيين في اليمن بعد مقتل إعلامي ينتمي إلى جماعة الحوثيين برصاص مسلحين في صنعاء منتصف الشهر الجاري. ودانت بوكوفا مقتل المنتج والمهندس الإذاعي عبد الرحمن حميد الدين، معبرة عن ثقتها بأن السلطات «ستقوم بكل ما في وسعها للتحقيق في هذه القضية وذلك في إطار جهودها الهادفة للحد من تزايد عدد الهجمات على الإعلاميين في الأسابيع الأخيرة». وحثت على اتخاذ تدابير للحفاظ على سلامة الصحفيين باليمن، وأضافت أن «الصحافة الحرة ضرورة لتعزيز الحوار العام، ومساعدة المواطنين على فهم المسائل التي يواجهونها والاختيارات التي يقومون بها».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©