الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«كودات البناء» تعزز نهضة أبوظبي العمرانية وتحقق التنمية المستدامة

«كودات البناء» تعزز نهضة أبوظبي العمرانية وتحقق التنمية المستدامة
22 يناير 2012
حمد الكعبي (أبوظبي) - استقطبت “كودات أبوظبي الدولية للبناء” التي تعمل دائرة الشؤون البلدية على ترسيخها كنظام جديد للإنشاءات والبناء في الإمارة اهتماماً كبيراً من قبل المسؤولين والاستشاريين والمقاوليين والخبراء، لما له من تأثير كبير في تعزيز نهضة أبوظبي العمرانية وتحقيق التنمية المستدامة. وأبدى عدد من ملاك الأراضي والمطورين إعجابهم بذلك النظام الذي يضع القطاع المعماري على مستويات متقدمة ومتطورة في التعامل مع الظروف والمتطلبات، نظراً لما تتمتع به من خصائص تسهم في ترشيد استهلاك الطاقة وتحقيق التنمية المستدامة في الإمارة، وذلك من خلال الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة والبديلة. وتأتي أهمية هذه “ الكودات “ في الارتقاء بالمعايير والمقاييس الداخلة في صناعة البناء والتشييد في أبوظبي ، وتوحيد ممارسات البناء في مختلف أنحاء الإمارة. وكان من بين هذه “الكودات “ التي أعدتها دائرة الشؤون البلدية بالتعاون مع “مجلس الكود الدولي “، مشروع “ كود أبوظبي الدولي للبناء “ الذي يرتقي بالمعايير المهنية في صناعة البناء والتشييد، والذي يتطرق للمرة الأولى إلى الأحمال الزلزالية الخاصة بإمارة أبوظبي والتي تستخدم في عمليات الهندسة وتخطيط وتصميم المباني، و”كود ابوظبي الدولي” لترشيد استهلاك الطاقة، الذي يساعد في تقليل استهلاك الطاقة بنسبة تصل إلى 70% في المباني الجديدة ، و”كود أبوظبي الدولي لصيانة العقارات” الذي يحدد مسؤوليات ملاك العقارات والشركات المسؤولة عن صيانة المباني بما يعزز من جودة إدارة المباني وعملية الصيانة والخدمات المقدمة للقاطنين في مباني الإمارة. كما تشمل أيضاً” كود أبوظبي الدولي للأعمال الميكانيكية “، الذي يحدد للمرة الأولى معايير تصميم أنظمة التبريد والتكييف والتهوية المستخدمة في المباني وذلك بما يتفق مع درجات الحرارة والرطوبة الخاصة بالبيئة المحلية. ويترتب على هذا “الكود” توفير الطاقة المستهلكة في مجال التكييف والحد من انبعاث الغازات المضرة بالبيئة، كما تشمل “الكودات “، و”كود أبوظبي الدولي للصرف الصحي الخاص “، والذي يتطابق مع المقاييس العالمية والشروط المتطلبة من قبل هيئة أبوظبي للبيئة، وبما يسهم في ترشيد استهلاك المياه في هذا القطاع، وبما يساعد في عملية إعادة تدوير المياه وتطهيرها وتحسين مستوى مياه الصرف المعالجة، مع إنتاج مياه عالية الجودة تصلح للأغراض الزراعية وري البساتين. وتسهم جميع هذه الكودات في تعزيز مستويات الصحة والسلامة والأمان لسكان الإمارة والعاملين في قطاع البناء والتشييد، كما تسهم في خفض كلفة البناء وترشيد استهلاك الطاقة وتخفيض نفقات الصيانة والتشغيل، وإطالة العمر الافتراضي للمباني. كما تتيح هذه “الكودات” الفرصة لاستخدام أنظمة بناء بديلة تساعد في تأسيسس بيئة عمرانية مستدامة تتمتع بأعلى معايير البيئة والأمان والصحة والسلامة. وقال معالي ماجد المنصوري رئيس دائرة الشؤون البلدية إن “كودات أبوظبي الدولية للبناء “ تأتي انطلاقا من حرص النظام البلدي على الارتقاء بمعايير البناء والتشييد وتحقيق التنمية المستدامة في هذا القطاع . وأضاف قائلاً: “ التنمية المستدامة والاعتماد على الطاقة المتجددة يتصدر الأجندة التنموية لحكومتنا الرشيدة في إطار رؤية أبوظبي 2030، وبالتالي فإن جميع المشروعات التي تقوم بتنفيذها دائرة الشؤون البلدية تأتي انطلاقا من حرصنا على تحقيق هذه الرؤية فيما يتصل بالعمل البلدي “. وأضاف رئيس دائرة الشؤون البلدية أن “ الكودات “ تحدث نقلة نوعية في قطاع البناء والتشييد، وتسهم في ترشيد استهلاك الطاقة والمياه، وتخفيض النفقات التشغيلية، وإطالة العمر الافتراضي للمباني الجديدة التي يتم تشييدها في الإمارة لتتكامل بذلك مع برنامج أبوظبي للاستدامة، وتدعم “ الكودات “ إقامة مجتمعات سكنية مستدامة تتمتع باعلى معايير البيئة والأمان والصحة والسلامة لأفراد المجتمع كافة، وهذا يشكل أولوية قصوى من أولويات الأجندة التنموية للحكومة. ومن جانبه قال المهندس أحمد الشريف وكيل دائرة الشؤون البلدية : “ تأتي هذه “ كودات البناء” ضمن استراتيجية الدائرة الهادفة إلى مواكبة التطور الذي تشهده الإمارة في مختلف المجالات، والارتقاء بالخدمات التي يقدمها النظام البلدي لسكان الإمارة من خلال إدخال آخر التقنيات الصديقة بالبيئة والمرتبطة بالطاقة النظيفة“. وتساعد “ كودات أبوظبي الدولية للبناء” في ضبط عمليات تصميم المباني وفق معايير موحدة والتركيز على جودة الأداء، حيث إن “نظام كودات البناء الدولية “هو نظام شامل يؤسس الحد الأدنى للمقاييس الموجب تطبيقها في أبنية أبوظبي باستخدام تطبيقات وترتيبات دقيقة ومحددة ترتقي بالأداء والجودة. كما ستضع “كودات البناء الدولية” الحد الأدنى من المتطلبات التي تؤمن حماية الصحة العامة، والسلامة، والمصلحة العامة من خلال عوامل عدة من بينها ترشيد استهلاك الطاقة، أنظمة الإنارة والتهوية المناسبة، النظام المتكامل للصرف الصحي، تأمين ممرات الهروب أثناء الطوارئ، التغييرات على البناء، عمليات التوسيع، عمليات الهدم، وغيرها من الأعمال المتصلة بقطاع البناء والتشييد. وعكفت دائرة الشؤون البلدية على إيجاد “كود أبوظبي للبناء” وتعتمد حالياً على “الكودات العالمية “ التي أقرتها مع مجلس الكودات العالمي بعد إجراء الدارسات اللازمة التي تضمن ملاءمة تلك “الكودات “مع البيئة والطبيعة الإماراتية، ويلزم مع تطبيق برنامج استدامة تطبيق كودات البناء الذي يصب كل منها في هدف واحد لخلق بيئية عمرانية صحية وتتمتع بالأمان والسلامة العالية، مشيراً الى أن “ كودات البناء “ تحدد أداء المواد من خلال التركيز على جودتها وأدائها من متطلبات الاستدامة. وتهتم “الكودات “ بسلامة المبنى والساكنين أو المستخدمين له في كافة الجوانب من جانب ملاءمة البيئة مع الصحة، ورفع معدل السلامة في حال نشوب حرائق في المبنى وتمكين المستخدمين من مغادرة المكان في الوقت المناسب. وقال محمد علي أحد ملاك الأراضي في أبوظبي، “إن إمارة أبوظبي وضعت التنمية المستدامة ضمن خطتها التطويرية، ومعياراً أساسياً في عملية التنمية الشاملة”، موضحا بأن “ الكودات “ تتناسب مع معايير الاستدامة من خلال المواصفات والشروط التي تبنتها الإمارة لخلق بيئة عمرانية آمنة وتتمتع بديمومة مستمرة في المباني والبيوت. وقال محمد علي إنه مع تطبيق برنامج استدامة أصبحت “ الكودات “ أكثر حاجة من قبل، وحان موعدها لبدء تطبيقها لتحقيق الغاية التي تسعى إمارة أبوظبي لتحقيقها في القطاع البناء والإنشاءات. وأشار الى أنه بدأ العمل بمشروع “الكودات “ في الدائرة منذ عام ونصف العام، من خلال دراسة الوضع العمراني ومتطلباته وفق “ كودات البناء العالمية “. ومن جانبه قال صلاح حميد أحد المقبلين على بناء منزله الخاص إن الاستدامة مظلة كبيرة لجميع القوانين والتشريعات والمجالات، التي تعمل بها حكومة أبوظبي، لافتاً الى أن قطاع الإنشاءات يعتبر جزءاً من ذلك، ويتطلب الأمر خلق الشروط والمواصفات التي تضمن حماية لهذه المشاريع من خلال الأدوات والمواد المستخدمة فيها. وأفاد صلاح حميد بأن “كودات البناء “ تنظر الى سلامة المبنى من جميع جوانبه، وتحقيق عنصر الديمومة فيه من خلال العناصر الأساسية للمبنى والأدوات والأجهزة الكهربائية فيها منها أجهزة التبريد، من خلال الحفاظ على الطاقة والسعي لترشيدها بمقدار 50 بالمئة عن الوضع الحالي. وأشار الى أن التجهيزات الداخلية والتمديدات والصرف والأدوات تعمل بشكل منظومة متكاملة لخفض استهلاك المياه والطاقة وذلك عند تطبيق “ كودات البناء “، مما يعني أن المنفعة تتحقق لساكن والمجتمع بأكمله. أهداف «رؤية أبوظبي 2030» قال المهندس أحمد الشريف وكيل دائرة الشؤون البلدية، إن مشروع كودات أبوظبي الدولية للبناء يأتي في إطار التأكيد على أهمية تحقيق التنمية المستدامة والاعتماد على الطاقة المتجددة في مسيرة النمو والتطور التي تشهدها الإمارة، خاصة أن النظام البلدي حريص كل الحرص على اعتماد أعلى معايير الاستدامة الدولية في المشروعات التي ينفذها، وذلك بما يمكنه من تعزيز جودة الحياة لسكان الإمارة والمساهمة في تحقيق “ رؤية أبوظبي 2030 “ الرامية إلى أن تصبح حكومة أبوظبي واحدة من بين أفضل الحكومات في العالم من حيث الخدمات التي تقدمها لسكان الإمارة ومستثمريها وزائريها، وذلك ضمن بيئة اقتصادية مستدامة تمكن من تنويع مصادر الدخل وترشيد استهلاك الطاقة والحفاظ على الموارد الطبيعية. أفضل الحكومات أعدت دائرة الشؤون البلدية “ كودات البناء” في إطار حرصها على تلبية متطلبات “رؤية أبوظبي 2030 “ الرامية إلى أن تصبح حكومة أبوظبي واحدة من أفضل خمس حكومات في العالم من حيث الخدمات التي تقدمها لسكان الإمارة ومستثمريها وزائريها، وذلك ضمن بيئة اقتصادية مستدامة تعزز من جودة الحياة لسكان الإمارة، وفي نفس الوقت تمكن من زيادة الاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة والحفاظ على الموارد الطبيعية. وتتطلب “كودات البناء” مواصفات معينة في عملية التخطيط من جانب حجم ومساحة الشبابيك الموجودة في المبنى، الى جانب مواد العزل المستخدمة في تلك الشبابيك والنوافذ، وإيجاد البدائل من جانب محاولة استخدام الإضاءة الطبيعية والتهوية الطبيعية للبيت لأكبر قدر ممكن من خلال تعديل التصاميم بما يتماشى مع تلك الخطط.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©