السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

إلى أين يقود دونادوني منتخب الآزوري؟

7 أكتوبر 2006 00:50
إعداد - أنور إبراهيم: الى أين يقود روبرتو دونادوني منتخب ''الآزوري'' الايطالي؟ تساؤل يتردد في الشارع الكروي الايطالي والصحافة الايطالية التي انقسمت على نفسها فيما يتعلق بمدى صلاحية وكفاءة هذا اللاعب المعتزل حديثا وتحديدا منذ اقل من ست سنوات، لقيادة بحجم وثقل منتخب ايطاليا بطل العالم المتوج، والحقيقة ان مشاعر خوف الطلاينة من فشل هذا النجم السابق الذي لطالما تألق وهو لاعب خط وسط في صفوف ناديه ايه·سي·ميلان الى ان اعتزل وهو في السابعة والثلاثين من عمره، قد ازدادت بعد البداية الباهتة التي بدأ بها منتخب ايطاليا التصفيات الأوروبية المؤهلة لكأس الأمم التي ستقام في النمسا وسويسرا عام ·2008 دونادوني لعب مباراتين في تصفيات هذه البطولة في بداية شهر سبتمبر الحالي فتعادل في الأولى على ارضه مع فريق ليتوانيا الضعيف 1/1 وخسر في الثانية بعدها بأربعة ايام فقط من منتخب فرنسا وصيف بطل العالم وكانت مباراة ثأرية حسمها الفرنسيون لصالحهم 3/،1 ويا لها من بداية سيئة بالنسبة لمدير فني جديد يتولى قيادة الفريق منذ فترة قصيرة وتحديداً منذ يوم 13 يوليو الماضي·· وباتت النقاط الخمس التي فقدها منتخب ايطاليا في بداية مغامرته الأوروبية عامل ضغط اضافيا على دونادوني وهو يفكر في المباراة الثالثة التي سيخوضها المنتخب في هذه التصفيات نفسها اليوم أمام منتخب اوكرانيا ومن بعدها مباشرة المباراة الرابعة يوم 11 اكتوبر امام منتخب جورجيا·· الأولى سيلعبها دونادوني في ايطاليا والثانية سيلعبها في جورجيا·· والمباراتان سيكون لهما تأثير كبير -سواء بالسلب أو الإيجاب- على استمرارية هذا النجم الايطالي الكبير الذي أسعد الجماهير الايطالية وخاصة جماهير ميلان كثيرا وهو لاعب خط وسط متألق ولكنه لم يفلح حتى الآن في اسعادها وهو مدير فني· واذا كانت تجارب النجوم الكبار الذين تولى عدد منهم قيادة منتخباتهم الوطنية أو أندية كبرى مثمرة أمثال القيصر بيكنباور ومواطنه كلينسمان أو الايطالي دينو زوف والفرنسي ميشيل بلاتيني وحتى الهولندي فرانك ريكارد المتألق كمدرب مع برشلونة الإسباني مثلما كان متألقاً كلاعب مع اياكس امستردام ومن بعده ميلان، فإن التشاؤم فيما يتعلق بفرص دونادوني مع منتخب ايطاليا اكبر من التفاؤل تجاهه وخاصة انه لا يتمتع بنفس الجاذبية و''الكاريزما'' التي يتمتع بها نجوم التدريب الطليان الكبار أمثال اريجو ساكي وفابيو كابيللو وسيزار مالديني أو مارشيللو ليبي الذي قاد منتخب ايطاليا للفوز بكأس العالم الرابعة في تاريخ هذا البلد· الصحافة الإيطالية منقسمة ورغم ذلك فإن رأي ليبي في دونادوني ايجابي للغاية حيث يراه مناسبا جدا بقيادة منتخب الآزوري وطلب الصبر عليه حتى يأخذ فرصته كاملة، كما أكد هذا الكلام ايضا كانافارو نجم ريال مدريد الجديد وكابتن منتخب ايطاليا والذي اعتبره رجل هذه المرحلة، أما الصحافة الايطالية فستبقى منقسمة على نفسها فيما يتعلق بدونادوني الى ان يثبت لها انه جدير بهذه الثقة التي اولاها له الاتحاد الايطالي لكرة القدم والذي فضل -بعد رحيل ليبي- الاستعانة بمدرب شاب يملك الطموح ويسعى الى حفر اسمه بحروف من ذهب في تاريخ كرة القدم في بلاده· وحتى تكون صورة دونادوني أوضح للقارئ وحتى يستطيع أي أحد التعرف على شخصيته وطبيعته، أنقل هنا مقتطفات من تحقيق نشرته صحيفة ''ليكيب'' الفرنسية عن المدير الفني لمنتخب ايطاليا والذي أوقعته القرعة -قرعة كأس الأمم الأوروبية 2008- في مجموعة تضم فرنسا واوكرانيا واسكتلندا وليتوانيا وجورجيا وجزر الفارو· خجل واستقامة وجدية الصحيفة قالت ان دونادوني المولود في التاسع من شهر سبتمبر عام 1963 والذي اكمل مؤخرا عامه الثالث والاربعين، مشهور باستقامته وخجله وجديته، وفي الوقت نفسه هو عنيد وغالبا ما يتشبث برأيه وهي صفات تحلى بها منذ بداياته الأولى كلاعب كرة قدم في صفوف فريق اتلانتا بيرجامي في سنوات الثمانينات·· ودونادوني -والكلام للصحيفة- كاثوليكي متدين، لا ينسى أبدا ان يلقى بالسلام على الآخرين ويبدو دائما في صورة رجل صارم وهو لا يشرب الخمر ولا حتى القهوة· ويعترف فيليبو جالي مدافع نادي ميلان السابق والصديق القديم لدونادوني قائلا: دونادوني ليس شخصا منعزلا تماما وانما هو يحتاج دائما الى بعض الوقت لكي ينفتح على الآخرين، وهو متواضع ويعرف معنى التضحية· أما مدربه الأول رافايللو بونيفاكيو عندما كان لاعبا في اتلانتا فيقول عن تولي دونادوني لتدريب منتخب ايطاليا ان الله كافأه على خصاله الحميدة ومهاراته وموهبته الكروية الفريدة، ويضيف بونيفاكيو قائلا: لم يكن دونادوني يستجيب للاستفزاز رغم الضربات الكثيرة الموجعة التي تلقاها وهو لاعب ولم يكن في يوم من الأيام يعتمد على موهبته وحدها وإنما كان يعمل اكثر من الآخرين وهو مبدأ احترمه حتى لحظة اعتزاله الكرة واستمر معه وهو مدرب· تجسيد لحلم ضائع ومن اسباب اختلاف الطلاينة على دونادوني ايضا انه يجسد في نظرهم صورة حلم ضائع وهو حلم الفوز بكأس العالم 1990 التي استضافتها ايطاليا·· وقتها اضاع دونادوني ضربة الترجيح التي تصدى لها في مباراة الدور قبل النهائي للمونديال امام منتخب الارجنتين وهي المباراة التي انتهى وقتها الأصلي والاضافي بالتعادل 1/1 وانتهت 4/3 بضربات الترجيح لصالح منتخب الارجنتين، وفي اليوم التالي لهذه المباراة كان اسم دونادوني هو مانشيت صحيفة ''لاجازيتا ديللوسبورت'' ومن وقتها أصبح فعلاً رمزاً للحلم الضائع· والغريب ان دونادوني علق على ما حدث آنذاك واضاعته لضربة الترجيح قائلا: لقد كان الحارس جيداً وأنا لم أكن كذلك، ولم يذكر كلمة واحدة تنم عن أسفه أو حزنه واكتفى بأن توارى وانزوى وانغلق على نفسه· ويتذكر ديميتريو ألبرتيني زميل دونادوني في ميلان أيضاً ونائب رئيس الاتحاد الايطالي لكرة القدم حالياً، عندما تم تعيينه خلفاً للمدرب القدير ليبي، أنه كان يريد شاباً لا تشله فكرة أن يكون أقل في المستوى التدريبي من سابقه، بل قال ألبرتيني وقتها: فلنترك له الوقت لكي يخطئ! وبالفعل أخطأ دونادوني وحقق تعادلاً بطعم الخسارة مع منتخب ليتوانيا 1-1 في إيطاليا ثم خسر 1-3 من منتخب فرنسا· صلابة وحزم وانضباط ولكن دونادوني نفسه يقول: لا أعترف بالصعاب ولكنني لا أريد ايضاً أن يتم الحكم على شخصي بالنظر إلى الماضي· أما صديقه القديم جالي فيقول متذكراً الأيام الخوالي في ميلان: لقد كنا نطلق على دونادوني لقب ''العظمة'' لشدة صلابته وانضباطه والتزامه· ويضيف قائلا: في الغرفة التي كانت تجمعنا سوياً في المعسكرات والمباريات الخارجية كان يذكرني دائماً بالنظام لو تركت شيئاً مبعثراً· وصرامة دونادوني وتشبثه برأيه وصلابته صفات يؤكدها ايضاً بعض لاعبي فريق ليفورني الإيطالي (درجة أولى) آخر فريق دربه دونادوني قبل أن يتولى قيادة المنتخب، ومن بين هؤلاء اللاعبين الفرنسي مارك بفيرتزيل الذي اعترف بأن دونادوني كان صارماً جداً في تدريباته، ويقوم بوزن اللاعبين دون سابق اخطار واذا وجد أحدهم يزيد بمقدار 800 جرام يقوم بتغريمه على الفور·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©