الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

النفس المستكبرة مطرودة من رحمة الرحمن

النفس المستكبرة مطرودة من رحمة الرحمن
10 أغسطس 2011 22:47
حث الإسلام على تواضع الناس بعضهم لبعض حتى تسود بينهم المودة والمحبة والتعاون على فعل الخير، كما نهى عن التكبر والخيلاء والتعالي على الناس لأن ذلك يتنافى مع الأخلاق الإسلامية التي جاء بها القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة والتكبر صفة شيطانية وأول ذنب ارتكب في الوجود حيث رفض إبليس أمر الله له بالسجود لآدم عليه السلام قال تعالى: (ما منعك أن تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج إنك من الصاغرين”، فطرد إبليس من الجنة بسبب تكبره، وكذلك كل نفس مستكبرة تطرد من رحمة الله الرحمن الرحيم. الإنسان المفسد يقول الدكتور عادل عبدالله هندي - الأستاذ بجامعة الأزهر - جاء ذكر النفس المتكبرة في قول الله تعالى: (ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام. وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد. وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد) “سورة البقرة الآيات 204-206”، وصفت هذه الآيات الإنسان المفسد في الأرض المتكبر وعندما أمر الله عباده الإكثار من ذكره أخبر بحال من يتكلم بلسانه ويخالف فعله قوله ويؤكد ما يقول بأن الله يشهد على ما في قلبه وأن ما في قلبه موافق لما نطق به وهو كاذب في ذلك لأنه يخالف قوله فعله ولهذا إذا خاصمته وجدت فيه التعصب وهذا الذي يعجبك قوله يجتهد في فعل المعاصي والإفساد في الأرض مما يسبب تلف ونقص الزروع والثمار والمواشي وتقل بركتها بسبب ارتكاب المعاصي والله تعالى يبغض العبد المفسد في الأرض وإن قال قولاً حسناً وهذا المفسد في الأرض بمعاصي الله إذا أمر بتقوى الله تكبر وأنف وأخذته العزة بالإثم وإذا وعظ في كلامه وفعله وقيل له اتق الله وارجع عن قولك وفعلك امتنع وأبى وأخذته الحمية والغضب بالإثم فجمع بين فعل المعاصي والكبر وهذا المتكبر جزاؤه جهنم دار العاصين والمتكبرين يستقرون في عذاب دائم ويأس مستمر لا يخفف عنهم العذاب ولا يرجون الثواب جزاء لما ارتكبوه من أعمال وجرائم. آيات الله من تكبر على العباد حرمه الله خيراً كثيراً وخذله ولم يفقه من آيات الله ما ينتفع به. وقال تعالى: (كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار) “سورة غافر، آية 35”، أي كما طبع الله على قلوب آل فرعون يطبع على قلب كل متكبر في نفسه على الحق وعلى الخلق باحتقارهم. السنة النبوية وتحدثت السنة عن النفس المتكبرة في مواضع كثيرة قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: “يقول الله تعالى الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحداً منهما ألقيته في جهنم ولا أبالي”. وقال - صلى الله عليه وسلم: “لا ينظر الله إلى رجل يجر إزاره بطرا”. وعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: “لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر فقال رجل إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسناً، فقال: إن الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس” وبطر الحق الاستعلاء عن قبوله ورده والنظر إليه بعين الاستصغار للترفع والتعاظم وغمط الناس: ازدراؤهم واحتقارهم والله تعالى جميل في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله يحب الجمال الظاهري والباطني والجمال الظاهر كالنظافة فـي الجسد والملبس والمسكن والجمال الباطني التحلي بالأخلاق الحسنة ولهذا كان دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم: “اللهم اهدني لأحسن الأعمال والأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عني سيئ الأعمال والأخلاق لا يصرف عني سيئها إلا أنت”. أشكال الكبر والكبر له أشكال متعددة منها ظلم الناس وتسفيههم واحتقارهم والتهوين من شأنهم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: “يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر على صورة الناس يغشاهم الذل يدوسهم الناس بأقدامهم”. ومنه الاختيال في المشية.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©