الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زيارة البيت الحرام تذكرة بيوم الحشر

زيارة البيت الحرام تذكرة بيوم الحشر
10 أغسطس 2011 22:48
في كل فريضة من فرائض الإسلام امتحان لإيمان المسلم، وعقله، وإرادته وللحج أسرار بديعة، وحكم متنوعة، وبركات متعددة، ومنافع مشهودة سواء على مستوى الأفراد أو الأمة فهو فريضة كبرى وشعيرة عظمى جعل الله تعالى فيها من المنافع الدينية والدنيوية ما لا يحصى عده، حتى إنه حينما تحدث القرآن الكريم عن الحكمة من وراء تلك الفريضة الجامعة ذكر إقامة الشعائر والذكر جنباً إلى جنب مع المنافع. وقد شرع الله سبحانه وتعالى الحج لحكم كثيرة وأسرار عظيمة ومنافع جمة أشار إليها سبحانه في قوله عز وجل : (وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق) "الحج: 27، 28، 29". منافع عدة وقال العلماء والمفسرون: جاءت كلمة "منافع" في الآية الكريمة نكرة لتفيد عموم المنافع في كل العصور ولم يتم قصرها على منفعة دون أخرى، وهي بذلك تفتح السبيل أمام حجاج بيت الله الحرام للاستفادة من تلك المنافع، ومنهم بالطبع رجال الأعمال، فلا حرج عليهم ولا جناح في أن يكون الحج موسماً يجمعون فيه بين منافعهم الدينية والدنيوية. وقال ابن جرير الطبري: "ليشهدوا منافع لهم من العمل الذي يرضى الله والتجارة، وذلك أن الله عم منافع جميع ما يشهده الموسم، ولم يخصص من ذلك شيئاً من منافعهم، فذلك على العموم في المنافع التي وصفت. وقال القرطبي: المنافع أي المناسك كعرفات والمشعر الحرام، وقيل المغفرة، أو التجارة، أو عموم منافع لهم بما يرضي الله تعالى من أمر الدنيا والآخرة، فإنه يجمع ذلك كله من نسك وتجارة ومغفرة ومنفعة دنيا وآخرة. وقال ابن سعدي: أي لينالوا ببيت الله منافع دينية من العبادات الفاضلة والعبادات التي لا تكون إلا فيه، ومنافع دنيوية من التكسب وحصول الأرباح الدنيوية، وكل هذا أمر مشاهد، والكل يعرفه. وقال الشنقيطي إن الله سبحانه وتعالى لم يبين هذه المنافع ما هي وقد جاء بيان بعضها في بعض الآيات القرآنية، وأن منها ما هو دنيوي، وما هو أخروي، أما الدنيوي فهو مثل أرباح التجارة وما يصيبونه من البدن والذبائح. وقال ابن باز: أوضح الله سبحانه في هذه الآيات أنه دعا عباده للحج ليشهدوا منافع لهم، ثم ذكر سبحانه منها أربع منافع الأولى ذكره عز وجل في الأيام المعلومات، وهي عشر ذي الحجة وأيام التشريق والثانية والثالثة والرابعة أخبر عنها سبحانه بقوله: "ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق". وأعظم هذه المنافع وأكبرها شأناً ما يشهده الحاج من توجه القلوب إلى الله سبحانه، والإقبال عليه والإكثار من ذكره بالتلبية وغيرها من أنواع الذكر، وهذا يتضمن الإخلاص لله في العبادة، وتعظيم حرماته والتفكر في كل ما يقرب لديه ويباعد من غضبه. إعلاء التوحيد ومن منافع الحج وفوائده العظيمة أنه يذكر الآخرة ووقوف العباد بين يدي الله يوم القيامة، لأن المشاعر تجمع الناس في زي واحد، مكشوفي الرؤوس من سائر الأجناس، يذكرون الله سبحانه ويلبونه، وهذا المشهد يشبه وقوفهم بين يدي الله يوم القيامة في صعيد واحد، وذلك مما يبعث في نفس الحاج الخوف من الله ومراقبته، والإخلاص له في العمل. وفي الحج فوائد أخرى ومنافع متنوعة خاصة وعامة منها إعلاء شعار التوحيد والبراءة من الشرك بأعماله وأقواله كله ذكر لله عز وجل، ودعوة إلى التوحيد والاستقامة على الدين والثبات على ما بعث الله به رسوله محمداً عليه الصلاة والسلام. وفيه تدريب على الجهاد في سبيل الله وتحمل المشاق، وبذل الغالي والنفيس في سبيل الله وأنه ميدان خصب للدعوة فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف على القبائل في منى يدعوهم إلى توحيد الله ونصرة دينه. فالحج مجمع حافل كبير يضم جميع وفود المسلمين من أقطار الدنيا في زمن واحد، ومكان واحد، فيكون فيه التآلف والتعارف والتفاهم مما يجعل المسلمين أمة واحدة وصفاً واحداً فيما يعود عليهم بالنفع في أمر دينهم ودنياهم.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©