الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أوسطه مغفرة

10 أغسطس 2011 22:50
رمضان شهر المغفرة ومحو الذنوب، وهذا أكبر نعمة امتن بها الله تعالى على عباده المسلمين، لأن الصيام حقيقة جهاد للنفس وانتصار للإرادة والعزيمة، لأن العبادات كلها مشاهدة قد يداخلها الرياء إلا الصوم فإنه عبادة لا أثر لها في الخارج، تمنع المسلم من إشباع غرائزه، فهو تشبه بالملأ الأعلى، ينسلخ الإنسان من غرائزه مرضاة لله، فالصوم لله، لذلك قال الله تعالى في الحديث القدسي: «إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به»، ما تتوقعون جزاء الكريم الذي لا يضاهى كرمه؟ ماذا تتوقعون جزاء مالك كل شيء، الذي لا ينقص من ملكه شيء؟ ماذا تتوقعون من خير ونعيم جزاء الصيام إذا قبله رب العزة، إنه ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. فرمضان شهر المغفرة والعفو، ومطمع كل واحد منا أن ينظر الله إليه بعين الرضا والقبول والمغفرة والتجاوز، ويقول له: إني عفوت عنك، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: أعطيت أمتى في شهر رمضان خمساً لم يعطهن نبي قبلي، أما واحدة فإنه إذا كان أول ليلة من شهر رمضان نظر الله إليهم ومن نظر الله إليه لم يعذبه أبداً، وأما الثانية فإن خلوف أفواههم حين يمسون أطيب عند الله من ريح المسك، وأما الثالثة فإن الملائكة تستغفر لهم في كل يوم وليلة، وأما الرابعة فإن الله يأمر جنته فيقول لها استعدي وتزيني لعبادي أوشكوا أن يستريحوا من تعب الدنيا إلى داري وكرامتي، وأما الخامسة فإنه إذا كان آخر ليلة غفر لهم جميعاً فقال رجل: أهي ليلة القدر؟ قال لا. ألم تر إلى العمال يعملون فإذا فرغوا من أعمالهم وفوا أجورهم (شعب الإيمان). فمن فضائل هذا الشهر الفضيل أن صيامه وقيامه مغفرة للذنوب، قال النبي صلى الله عليه وسلم: مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ (البخاري). فرحمة الله في هذا الشهر عامة شاملة لكل من أراد أن ينعم بآثارها، فكل ذنب ارتكبه الإنسان، أو انحراف زل به عن منهج الله، كل ذلك لا يقضي على النفس، ولا يقضي عليها باليأس، ولكن يفتح لها أبواب الرجوع ومسالك الأوبة إلى الله، يفتح أبواب الأمل والرغبة في التغيير. فلا شك في أن الصائم يجد في الخير الذي أعده الله له ما يخفف عنه آلام الجوع والعطش، ويدفع به إلى الاستزادة منه، فعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: يَا رَسُولَ اللَّهِ مُرْنِي بِعَمَلٍ قَالَ عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لاعَدْلَ لَهُ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مُرْنِي بِعَمَلٍ قَالَ عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لاعِدْلَ لَهُ (النسائي).
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©