الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مستشار الكونجرس وليد فارس لـ «الاتحاد»: استراتيجية أميركية جديدة لضرب الإرهاب العقائدي

10 ديسمبر 2017 00:58
قال المستشار بالكونجرس الأميركي وليد فارس، إن هناك تطوراً في السياسة الأميركية للأمن القومي فيما يتعلق بمواجهة الإرهابيين بشكل عام، والتكفيريين بشكل خاص، بمن فيهم أعضاء داعش والقاعدة وغيرهم من المجموعات الإرهابية ودخول هذه القوى وعملها ضمن الولايات المتحدة. وأكد في اتصال هاتفي مع «الاتحاد» من واشنطن أن الهجمات التي تعرضت لها عدد من المدن الأوروبية العام الماضي والهجمات التي طالت كاليفورنيا وفلوريدا وقبلها، هي محاولات مختلفة لهذه المجموعات بعد انهيارهم في العراق وسوريا. وأشار إلى أن إدارة الرئيس دونالد ترامب كما وعدت في حملتها الانتخابية تسير في جبهتين لمواجهة هذه الاختراقات، الأولى والأسرع والأهم هي محاولة ضبط الاختراقات قبل أن تحدث، والثانية هو تمكين السلطات من ضبط الإرهابيين قبل دخولهم إلى الولايات المتحدة. ورأى فارس أن أي شبكة يستخدمها الإرهابيون، سواء كانوا جماعات أو أفراداً للدخول يجب ملاحقتها، فهناك سيناريوهات متعددة لدخول اللاجئين إلى الولايات المتحدة واختراق الحدود وتجنيد عقائدي لأفراد موجودين أساساً في الولايات المتحدة، سواء كانوا لاجئين أو مواطنين عاديين. وشدد على وجود سيناريوهات يمكن جميعها أن تحدث، ولكل من هذه السيناريوهات استراتيجية جديدة تحاول إدارة ترامب أن تنفذها. وأوضح أن الإدارة السابقة رفضت أن تذهب بعيداً في عمليات التجنيد العقائدي بينما إدارة ترامب تحاول إصلاح الوضع، وهي بالتأكيد لم تحقق بعد كل ما تهدف إليه. وأضاف «أما المحور الثاني لمواجهة هذا الإرهاب هو المحور العقائدي. إدارة ترامب تحاول أن تبني مدماكاً عقائدياً تنتج عنه استراتيجيات وسياسات جديدة لضرب ما يسمى بالتجنيد العقائدي وتفشي الأيديولوجيات، والمشكلة التي تتعرض لها إدارة ترامب أنها تجد معارضة عند القوى السياسية التي لا تزال تحاول مقاربة إدارة أوباما بإدارة ترامب، ولكن هناك قوى في الإعلام والسياسة لا يزالون يرفضون أن تقوم إدارة أميركية في مواجهة عقائدية، وبالتالي إدارة ترامب تحتاج إلى مساعدة من حلفائها وشركائها الاستراتيجيين العرب والمسلمين. فعندما ذهب ترامب إلى الرياض واجتمع مع 50 زعيماً عربياً ومسلماً، كان هذا بمثابة البداية لما يجب أن يكون، وهي شراكة استراتيجية قوية بين الولايات المتحدة والتحالف العربي الإسلامي، ومن أهم توصيات مؤتمر الرياض كانت إقامة مركز للمواجهة الفكرية العقائدية للإرهاب في الرياض، وبالفعل تم تدشين مركز «اعتدال»، ومن قبله تم إنشاء مركز «صواب» في الإمارات. وهذه المراكز تمثل الجهود العربية الأميركية للمواجهة الفكرية العقائدية، والأهم أن يكون هناك تعاون مطلق بين هذه المراكز التي تساوي الجهود العربية الإسلامية والولايات المتحدة، وليس فقط على صعيد الإدارة. وأكد فارس دعم الولايات المتحدة الكامل للدول العربية والإسلامية لمواجهة تفشي العقيدة التكفيرية لكن باللغات الأجنبية. فهناك جهود كبيرة في الإمارات والمملكة العربية السعودية ومصر لمكافحة الإرهاب، ونحن ندعو بقية الدول العربية أن يكون لها دور أكبر ومزيد من الجهد المشترك العربي الإسلامي الأميركي الغربي، وهو ما يهم في المرحلة القادمة. استراتيجية «الذئب المنفرد» من جهته، قال فريد فلايت نائب شؤون الأمن القومي والمحلل السابق في الاستخبارات الأميركية «سي آي إيه» لـ«الاتحاد» إن العديد من العمليات الإرهابية تتحملها التنظيمات الراديكالية في مختلف أنحاء العالم مثل داعش والقاعدة. ورأى أن الأساس في مكافحة الأيديولوجية الجديدة وانتقال أفكارها التكفيرية المتشددة عبر الإنترنت، وبالتالي لا يمكن اختزال استراتيجية «الذئب المنفرد» بالتخطيط والتنفيذ ضمن الإمكانات الذاتية دون عامل الإسناد والارتباط التنظيمي لأحد التنظيمات العابرة للحدود كتنظيم داعش أو القاعدة. وعلى سبيل المثال، فقد ثبت تلقي الداعشي خالد مسعود (52 عاماً) الذي نفذ هجوم ويستمنستر وجسر لندن 2017 الدعم والمساندة وحصل على توجيهات مباشرة من التنظيم الأم، ولم يقتصر موقفه على التبني الأيديولوجي بعد مسارعة تنظيم داعش إلى تبني العملية، ووصف خالد مسعود بأنه «أحد جنودها». وشدد على ضرورة محاربة الأيديولوجيا الراديكالية أولاً قبل أي شيء. ورأى أنه من الصعب تطبيق الحل الأمني في هذه المرحلة، فمهما بلغت التشديدات الأمنية، فلا يمكن وضع قوات أمنية في كل شارع في أوروبا أو أميركا أو الشرق الأوسط. ولكن البداية يجب أن تكون من أئمة المساجد في أوروبا الذين يشجعون على تكفير المجتمع، فإما أن يندمجوا في المجتمع أو يتم ترحيلهم، وهكذا الحال حتى في الشرق الأوسط، فالعديد من المفكرين الراديكاليين الذين يقومون بغسل عقول الشباب يجب ضبطهم وإعادة النظر فيما يقولون ويكتبون. وأشار فرايت إلى أن الأيديولوجيا الإرهابية للجماعات المتشددة لم تبدأ منذ أحداث سبتمبر، ولكن من قبل الثلاثينات إلى الستينات مع صعود جماعة الإخوان الإرهابية في الشرق الأوسط، فهناك العديد من الإرهابيين. فأسامة بن لادن ليس الوحيد الذي حمل أفكاراً تكفيرية، ولكن تمت تعبئة المجتمع بأفكاره العنيفة، ما نتج عنه جيل جديد من الإرهابين والتكفيريين، ولذا يجب أن نركز على النظريات والاستراتيجية التي يبنى الإرهاب عليها وليس الإرهاب نفسه، فنظريات الخلافة باقية مع أن أسامة بن لادن ذهب ولكن أفكاره موجودة. وأضاف فرايت أن الولايات المتحدة تكافح الإرهاب منذ أعوام في أفغانستان والعراق وسوريا، ولكن الراديكاليين المتشددين نجحوا. وأبدى تخوفه من الإرهابيين المتطرفين الذين يعيشون في بريطانيا، وتساءل ماذا ستفعل بريطانيا في عدد الإرهابيين الموجودين على أرضها في مسمع وتحت نظر رجال الأمن هناك. وشدد على ضرورة قيام الأمم المتحدة بخطوات ملموسة لمكافحة الإرهاب. أما عن الاتحاد الأوروبي، فهو يفعل أقصى ما يمكن فعله. والواضح الآن أنهم أدرجوا خطورة إدخال هذه المجموعات الكبيرة من اللاجئين دون التدقيق جيداً فيهم، ما أثمر عنه دخول العديد من المتشددين والإرهابيين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©