بدايات

ربما نبحث عن حلول كثيرة لمشاكل قد تعترضنا وتقف عثرة أمام تقدمنا، فكم مرة سلكت طريقاً؟ ثم فكرت ألف مرة بالرجوع عنه ونسيان الأمر نهائياً، والتراجع عن كل خطوة إيجابية نحو الأمام· ترى عندما نفكر كذلك أو بتلك الطريقة الى ما سيقودنا هذا التفكير وما الذي سيجره علينا من تبعات ثقيلة تثقل كاهل الصدر الطافح بالأحزان والهموم، قد يخالج النفس الشعور بعدم الرضا عما نقوم بها، أو نشعر بالتقصير تجاه أمر أقدمنا على فعله، أثناء ذلك نشعر بالتخاذل فيقودنا ذلك الى جحيم التفكير بالانسحاب والتهاون· كل بداية صعبة شائكة، محفوفة بالمخاطر والمجازفات التي لا حصر لها، فكم هي العثرات، وكم هي المطبات التي يجب أن نتوخى فيها الحذر·· وندرك حقاً أنها مطب في الطريق وتمر بسلام، ولا يجب أن تشغل تفكيرنا وتؤرق هواجسنا التي لا تخلو من ألف خاطر يمر في خلال ثوان معدودة· ربما تعيش عصر الألفية، ولكن تذكر أنك لست وحدك فيها إنما الألوف المؤلفة تتنفس معك في وقت واحد، لذا أحذر أن تكون نسخة مكررة من تلك الألوف، ولكن اصنع ما يجعلك مميزاً عنهم، وانجز إنجازاً له طابع خاص، تعكس فيه مدى أهمية وجودك في هذا العالم المتغير المتبادل، رقم ضآلة حجمك، وضعف أدائك وقلة عملك، ومحدودية خبرتك في سجلات الحياة· واعلم أن هذه الحياة محطات تتوقف فيها لتتزود، فتزود بالتقوى فإن خير الزاد التقوى، ولا تكون مقلداً فكر قبل أن تقلد، وليكن شعارك على مرآة أعمالك تنظر إليه يومياً، وقف لتحاسب نفسك، ولو تتبعت الآيات الكريمة لوجدتها تقول ''وليحملن أثقالهم وأثقالاً مع أثقالهم وليسألن يوم القيامة عما كانوا يفترون''، وإنك لتشعر عندما تقف عند الآية بعظمة الإعجاز البلاغي فيها، وبجمال تركيبها، فقد بدأت بفعل مضارع لحقت به نون التوكيد، وتوسطها أيضاً فعل مضارع لحقت به نون التوكيد (ليحملن - ليسألن) بدأت بتأكيد وكررت كلمة أثقال ثلاث مرات كذلك لتأكيد هذا التهديد والوعيد لمن يتبع الكافرين، وهنا لا نتكلم عن الدين إنما الاتباع ليس في هذا فقط إنما اتباعهم بالقول والتأييد وفي الملبس والتصرفات وغيرها من الأمور، لذا ننظر الى أنفسنا في كل صباح ونتأكد قبل أن تؤكد علينا الآية قولها· المعلمة/ وضحة النيادي