الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

سلطان بن زايد يشهد ندوة حول التعددية في الفكر الإسلامي

سلطان بن زايد يشهد ندوة حول التعددية في الفكر الإسلامي
7 أكتوبر 2006 00:57
بحضور سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس نادي تراث الإمارات نظم نادى تراث الإمارات الليلة قبل الماضية ندوة فكرية بعنوان'' التعددية والتنوع في الفكر الإسلامي'' قدمها معالي رياض نعسان اغا وزير الثقافة السوري والمفكر والباحث العربي محمد طيب تيزيني بمسرح نادي تراث الإمارات بكاسر الأمواج وذلك في إطار فعاليات برنامج القرية التراثية الرمضاني الذي ينظمه النادي· واستهل آغا محاضرته بالإشادة بدور صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' في دعم أواصر التعاون العربي ومد جسور الإخاء والمحبة بين الأشقاء للمحافظة على الهوية العربية وتعزيز ثقافة الإسلام مستمداً ذلك من نهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان'' طيب الله ثراه'' وهو الذي خط بيديه خطوط دولة التعددية القائمة على مبادئ الحريات والتكافل الاجتماعي والعطاء من أجل رفعة الإنسان· وثمن وزير الثقافة السوري جهود سمو رئيس النادي في بناء صرح مثالي وهو نادي تراث الإمارات الذي أصبح ملتقى للثقافة العربية والعالمية ونشر التراث الوطني والإنساني· وقال: ''ليس عجباً أن يبلغ النادي هذه المكانة الرفيعة لأنه يستمد مشروعه من جهود وفكر سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان المعروف بحبه للثقافة ودورها في تنمية الإنسان وهي التي ترتقي به وبثقافته نحو مواجهة حقيقية لمجريات العصر· الإمارات وحيثيات التعددية وأوضح آغا أن من يريد التعرف على حيثيات التعددية في الإسلام فحسبه ان يزور الإمارات التي تحتضن نخباً من شعوب العالم بأديانها وثقافاتها وأعراقها المختلفة· وبين المحاضر أن هناك هجمة ضخمة على الإسلام تريد أن تصوره أحادياً مع أننا نؤمن بكل الديانات التي أنزلت والإسلام وحده دون الديانات الذي يؤمن بكل الأديان· وعبر عن أسفه لأن هذه الهجمة الخارجية الشرسة على الإسلام لا تجد في مواجهتها منابر كثيرة· ولكننا بالمقابل نعتقد أننا أصفى وأنقى من قدم رؤية عادلة للسيد المسيح عليه السلام كما نقر بأن الإسلام عظيماً لأنه ضم في جنباته خير ما وجد في الديانات السابقة لذلك ترون القرآن الكريم يكاد ينوب عن كل الكتب السماوية فهو يحتوي قصصاً من التوراة والإنجيل، وعرج آغا على تنوع المذاهب في الإسلام معتبراً ذلك حالة صحية ولا يتنافى مع العقل الصحيح· مشروع عربي لمواجهة الحملات وأشار آغا إلى أن الغرب الجامح لا يريد أن يعترف برؤية التسامح في الإسلام لأنهم يخشون ذلك ويعمل البعض في الخفاء على تشويه كل ما هو جميل في هذا الدين العظيم ''ونحن بحاجة إلى مشروع عربي أصيل للوقوف في وجه الحملات الدعائية المشوهة للإسلام· فيما استهل المفكر العربي محمد طيب تيزيني محاضرته باعتبار لقائه مع جمهور المحاضرة لقاءً استثنائياً لأننا نعيش حالة استثنائية عربياً وعالمياً، مشيراً إلى أن العولمة هي احد أهم الأخطار التي نواجهها اليوم· وخصص حديثه حول التعددية من خلال منحى تاريخي وآخر دنيوي وبين أن الإسلام لم يأت قاطعاً بل جاء متمماً وهو حالة تاريخية فقد أخذ من الأديان والحضارات السابقة ووضعها في سياق إنساني جديد للتأكيد على تعدديته فهو إذن دين متمم مكتشفا أن تاريخ البشر لا يمكن القطع معه وهذا ''الموزاييك'' الهائل الذي سبق الإسلام تم اكتشاف أهم وأجمل ما فيه وتم تقديمه للعالم بصورة أكثر تقدماً· وقال علينا أن ندرك أن صراعنا اليوم ليس صراع أفكار فقط إنما هو صراع خفي على استراتيجيات كثيرة ولهذا ندعو إلى وجود مراكز دراسات وأبحاث عربية مؤهلة لمواجهة هذا الصراع العالمي وتعمل على بناء مشروع عربي تنويري جديد· ''أكون أو لا أكون'' وبين المحاضر أن العولمة اليوم قد رفعت سقف معركتها مع الإسلام ولم يعد حوار الحضارات عقلانياً بل مشوباً بأشياء كثيرة مما يطرح علينا تساؤلات خطيرة أهمها·· هل نستطيع مناقشة هذه القضايا المؤرقة في مساحات ضيقة ؟· وتعرض تيزيني إلى واحدة من أهم وأخطر قضايا العصر الحالي وسيطرة ما سماه بالسوق الكونية الجديدة وهيمنتها ومحاولتها تفكيك هويات وثقافات الشعوب التي اصبحت مطالبة أن تستمد شرعيتها من هذه السوق المتسلطة· وقال الإسلام هو من أكثر الأديان خطراً على هذه السوق وهو يعيش اليوم مرحلة جديدة لم يعشها من قبل· ولكنني أشدد على أن الإسلام أتى منتمياً إلى السماء والأرض وبالتالي فقد وضع أسساً ثابتة راسخة أكثر من ذلك فقد نجح في أن يقدم نفسه صيغة وحالة مفتوحة تتقبل ما هو قادم من الخارج لذلك لايمكن القبول بالقول الغربي من انه متشدد''· واختتم تيزيني محاضرته بقوله إن الإسلام اليوم وضع أمام السؤال الهام والشهير ''أكون أو لا أكون''· وكان الدكتور يوسف الحسن قد افتتح المحاضرة التي احتشد المئات لمتابعتها حيث رحب بحضور سمو رئيس النادي مشيداً بدوره في دعم الثقافة والفكر الأصيل وحرصه الدائم على دعم التراث وحماية الهوية الوطنية وتطلعه الدائم نحو الدولة الحديثة التي أرسى قواعدها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''رحمه الله'' ويقودها بحكمة صاحب السمو رئيس الدولة ''حفظه الله''· وعقب المحاضرة أتيحت الفرصة لجمهور الحضور بعرض أسئلتهم واستفساراتهم·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©