بيروت - ''الاتحاد'': تبادل لبنان وإسرائيل التهديدات كل على طريقته الخاصة، على خلفية تداعيات العدوان الإسرائيلي الاخير على لبنان، وتحول القصف المدفعي والصاروخي الى قصف سياسي، ولكن مضامينه إعلامية·
ففيما هدد وزير الدفاع الاسرائيلي عمير بيريتس أن اسرائيل سترد بحزم على اي استفزاز عنيف من ''حزب الله'' رد رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري بتهديد مماثل، وأكد أن المقاومة ما زالت على جهوزيتها التامة لاستكمال التحرير في أي وقت· وقال الرئيس بري في تصريح نشر في بيروت امس: ''أن المقاومة ستعود الى سلاحها اذا ماطلت اسرائيل بالانسحاب من مزارع شبعا''· لكنه لم يحدد موعداً معيناً لذلك في مسعى لإعطاء الدبلوماسية فرصة أخيرة بقيادة الأمم المتحدة لتسوية مشكلة المزارع، والاّ فان الحرب قادمة، بمعزل عن عسكرة الجنوب بآلاف الجنود اللبنانيين والدوليين· ووصف بري القرار 1701 بالفرصة التاريخية ولكنه شكك بنوايا اسرائيل المبيتة ضد لبنان· ودعا بري قوات الطوارئ الدولية الى اتباع نص القرار 1701 حرفياً، إذ ان مهمة هذه القوات ان تؤازر الجيش اللبناني في مهامه وهي الدفاع عن لبنان وسيادته كما عبر قائد الجيش ميشال سليمان·
في وقت أكد مسؤول ''حزب الله'' في الجنوب الشيخ نبيل قاووق مجدداً بأن المقاومة متواجدة وبقوة مضاعفة عن السابق على طول الخط الأزرق الحدودي، وتراقب عن كثب كل ما يجري على الأرض، ولا يمكنها ان تصبر طويلاً على العدوان الاسرائيلي المستمر على السيادة اللبنانية·
ولاحظ المراقبون أن الحرب الاعلامية التي تجددت بين لبنان واسرائيل، وقد تنطوي على مفاجآت، وسط توقعات بانسحاب اسرائيلي مفاجئ من مزارع شبعا اللبنانية من جانب واحد، ودون تنسيق مع ''يونيفل'' بهدف إثارة قلاقل بين القوات الدولية والمقاومة· ولم تستبعد المصادر المراقبة إمكانية قيام المقاومة بعمليات عسكرية ضد الجيش الاسرائيلي في المزارع المحتلة والرد على الاستفزازات الاسرائيلية المتمادية ضد السيادة اللبنانية·
وفي مسعى من قبل قائد الجيش اللبناني الجنرال ميشال سليمان لإزالة بعض التوتر الذي رافق إعلان قيادة ''يونيفل'' في الجنوب عن تغيير قواعد الاشتباك قال: إن ''يونيفل'' ابلغت الجهات المعنية في الجنوب بانه ليس هناك نية لاصطدام قوات ''يونيفل'' بأحد في المنطقة·
وأضاف: إن لا مشكلة مع ''يونيفل'' حتى الآن وان القوات الدولية تبدي كل تعاون مع الجيش اللبناني الذي تعود له وحده الامرة في الجنوب· وأعرب قائد الجيش عن تفاؤله بأن تسير الأمور بشكل طبيعي بحيث يتمكن الجيش اللبناني خلال أشهر قليلة من القول للقوات الدولية شكراً لقد انتهت مهمتكم وامل بان لا تمضي قوات ''يونيفل'' المعززة الصيف المقبل في لبنان، ما يعني ان تكون كل القضايا التي انتدبت هذه القوات من أجلها قد حلت بالكامل، واستعاد لبنان آخر شبر من أرضه المحتلة وأسراه من السجون الإسرائيلية·
وكانت وحدات الجيش اللبناني قد واصلت أمس تعزيز مواقعها على طول الخط الأزرق وسيرت دوريات مؤللة على الطرقات الرئيسية بالتنسيق مع ''يونيفل'' التي سيرت بدورها دوريات مماثلة في مناطق انتشارها· وأفادت التقارير الأمنية الواردة من جنوب لبنان أمس بأن قوات الاحتلال الاسرائيلي وضعت في حالة تأهب قصوى على طول الحدود، وتتخذ مواقع قتالية متقدمة، دون معرفة الأسباب، في حين بدأت فرق فنية على محور بلدة الغجر عملية تفكيك السياج الذي أقامته إسرائيل مؤخراً وضمت البلدة بكاملها الى الاراضي المحتلة·
وأوضحت المصادر أن إجراءات امنية اسرائيلية مشددة جداً فرضت على منطقة المزارع وصولاً الى مرتفعات كفرشوبا، وحتى الغجر ونبع الوزاني· وحلق الطيران الحربي والاستطلاعي الاسرائيلي في الأجواء اللبنانية، خصوصاً فوق الجنوب والبقاع الغربي والشمال منفذاً غارات وهمية فوق أقليم التفاح والنبطية، كما خرق جدار الصوت أكثر من مرة فوق العديد من البلدات اللبنانية في المناطق كافة·
عدد اليوم
