الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

متاجر سعودية ترفض العمل بفتوى «تحريم الكاشيرات»

6 نوفمبر 2010 23:20
واصلت مراكز تجارية في مدينة جدة غرب السعودية تشغيل عدد من الفتيات على صناديق القبض، متجاهلة فتوى التحريم التي أصدرتها هيئة الإفتاء السعودية بحجة منع الاختلاط، بحسب ما أكد مسؤولون في هذه المحال أمس لوكالة الأنباء الفرنسية. وواصلت الفتيات اللواتي يعرفن محلياً بـ”الكاشيرات” العمل في محال “مرحباً” التجارية بعد ستة أيام على الفتوى التي أصدرها الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ مفتي عام المملكة وستة من أعضاء هيئة كبار العلماء. وتناقض هذه الفتوى المثيرة للجدل والتي باتت تعرف بفتوى “تحريم الكاشيرات”، توجه الحكومة السعودية في إيجاد فرص عمل جديدة للنساء، مع العلم أن وزارة العمل سبق أن سمحت بعمل النساء في هذه المهنة ضمن ضوابط. وأكد مصدر مسؤول في محال “مرحبا” أن عمل الفتيات سيستمر حتى يأتي قرار رسمي من وزارة العمل يقضي بوقف عمل “الكاشيرات”، وتسريحهن من وظائفهن نهائياً. وقال مدير أحد المراكز التجارية المشغلة للفتيات، رافضاً ذكر اسمه “سوف تستمر الفتيات في وظائفهن، لم نتلق أي خطاب رسمي من وزارة العمل بوقف المهنة أو تحريمها، وبناء عليه العمل متواصل في جميع فروعنا”. وأضاف “لدينا أكثر من 25 فتاة سعودية يعملن في كافة فروعنا وفقاً للضوابط التي وضعتها وزارة العمل، ولا توجد أي مخالفات”. وأشار إلى أن معظم الموظفات “ينفقن على عائلاتهن وهن من الطبقة الفقيرة، كما أن هناك فتيات من حملة الشهادات الجامعية واللواتي لم يجدن وظائف لسنوات”. وكانت الفتوى التي منعت النساء من العمل على صناديق القبض في المحال التجارية في المملكة أحدثت ردود أفعال شديدة من قبل العديد من الرجال والسيدات على حد سواء، واعتبر كثيرون أن الفتوى محبطة لآمال آلاف الفتيات السعوديات في الحصول على عمل. وطالب الكاتب في صحيفة “عكاظ” عبدالله أبو السمح هيئة في عموده أمس هيئة الإفتاء بتصويب الفتوى والرجوع عنها خصوصاً أنها “تفتقد للتأصيل وللدليل الشرعي الواضح”، على حد قوله. وأضاف “لا يمكن تقسيم العمل في المجتمع إلى ذكوري ونسائي؛ لأن المجتمع والحياة البشرية بصفة عامة رجل وامرأة، ولا يمكن الفصل بينهما، أما القول بسد الذرائع فإن عمل المرأة (كاشيرة) ليس فيه فتنة، وكما أن المرأة تقف في السوبر ماركت تدفع قيمة مشترياتها لرجل، فهو العمل ذاته لو كانت امرأة (كاشيرة) تقبض الثمن” من رجل. وتابع “هذه الفتوى متعجلة دون دراسة للواقع وللأحوال المعاصرة وبرغبة للالتفاف على عمل المرأة بصفة عامة مع الرجال والذي يسمونه الاختلاط المحرم”. وفي السياق ذاته، تمنى الكاتب في صحيفة “الوطن” صالح الشيحي عدم الزج بهيئة كبار العلماء في مثل هذه الأمور. وقال في مقال نشر أمس “لم أكن أتمنى أن تصبح الهيئة الموقرة... أداة في يد هؤلاء المتحمسين يستخدمونها في حروبهم ومعاركهم”. وصدرت فتوى لجنة الإفتاء الدائمة برئاسة المفتي العام الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ بعد أربعة أشهر من سماح وزارة العمل من دون ضجة لمحال تجارية في مدينة جدة بتوظيف النساء على الصناديق، بهدف إيجاد مزيد من فرص العمل للنساء في المملكة. وقامت متاجر في جدة بتوظيف العشرات من الفتيات على الصناديق. وعلى الرغم من معارضة بعض رجال الدين في السابق، إلا أن هذه الفتوى هي أول رفض ديني بهذه القوة لمبدأ توظيف النساء على الصناديق. وجاء في نص الفتوى أنه “لا يجوز للمرأة ان تعمل في مكان فيه اختلاط بالرجال، والواجب البعد عن مجامع الرجال والبحث عن عمل مباح لا يعرضها للفتنة أو للافتتان بها”.
المصدر: جدة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©