الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

لو كنت كاتانيتش للعبت بثلاثة مهاجمين من البداية!

لو كنت كاتانيتش للعبت بثلاثة مهاجمين من البداية!
20 يناير 2011 22:54
“من يريد المكسب، فعليه أن يذهب إليه، فلن يأتي وحده في كرة القدم، “الأبيض” كان في مأزق، وهو الذي وضع نفسه فيه من البداية، عندما تعادل مع كوريا الشمالية، وكان لابد أن يفوز، ثم أصبح في ورطة، عندما خسر من العراق، وأمام إيران لم يكن لديه شيئاً ليخسره، ولو كنت مكان كاتانيتش للعبت بثلاثة مهاجمين، وكنت سأطلب من إثنين منهم البقاء في منطقة جزاء إيران، ولكن هذا لم يحدث للأسف، والفريق نزل بنفس فكر وتكتيك المباريات السابقة، بينما كان الموقف قد تغير ولم يستفد “الأبيض” وكاتانيتش من التغييرات الجوهرية التي قام بها أفشين قطبي مدرب إيران على التشكيلة الأساسية، حيث دفع بـ 9 وجوه جديدة من البدلاء ولاعبي الصف الثاني”. جاءت هذه العبارات على لسان البرازيلي فييرا محللنا الفني لبطولة أمم آسيا عندما بدأ يرصد ملاحظاته على مباراة الإمارات وإيران في الجولة الثالثة من الدور التمهيدي، ضمن لقاءات المجموعة الرابعة، ويواصل فييرا حديثه عن هذه المباراة ونترك له المجال ليرسم الملامح الفنية لتلك المواجهة التي جاءت على عكس كل التوقعات، وقال: لدي أمر مهم يجب أن أبدأ به عندما أتحدث عن مباراة الإمارات وإيران، وهو الخاص بالجرأة، فقد كان على المنتخب الإماراتي أن يحرص على إجراء تغييرات ملموسة في شكل أدائه، ومضمونة بتلك المباراة لعدة أسباب. أولاً: كان يجب أن يوضح للفريق الإيراني أنه يلعب من أول دقيقة بشكل ضاغط من أجل الفوز بأهداف كثيرة، لأن الفوز وحده، ربما لم يكن يجعل “الأبيض” يتأهل، وبالتالي كان سيجعل الإيراني أكثر حذراً وخوفاً وقلقاً، وأكثر تراجعاً، وبالتالي لن يترك له الفرصة للهجوم، ولكن “الأبيض” احترم “الإيراني” أكثر من اللازم، وبدأ كيفما يبدأ كل مباراة، ووجد لاعبو المنتخب الإيراني أنفسهم أمام فريق بلا مهاجم صريح داخل منطقة جزاء الخصم، فلا زال إسماعيل مطر يأتي من الخلف، ولا زال الحمادي على الطرف، ولا زال أحمد خليل بعيداً عن صندوق التهديف، ومن هنا تجرأ بدلاء إيران على المباراة، وبدأوا يأخذون المبادرة، وحتى الفرص التي أتيحت لـ”الأبيض” لم تستغل لعدم وجود المهاجم الصريح. ثانياً: كان يجب أن يكون مدافعو الإمارات أكثر حرصاً، مما كانوا عليه في المباراة، ولا يتركون المساحات للاعبي إيران، حتى يتحركون بها، خصوصاً أن لاعبي إيران أفشين غلامي ورضا رضائي كانوا أسرع من لاعبي الإمارات، والسرعة لا يمكن إيقافها إلا بغلق المساحات. ثالثاً: هناك طريقة أخرى لتحجيم طموحات الإيراني، وهي التقدم بانضباط من الأطراف والعمق، حتى لا نترك لهم المجال يتقدمون، فلو أن الجبهة اليسرى تحركت مثل اليمنى وساندت الهجوم، لما وجدنا أفشين أو رضا رضائي أو غلامي يتحركون ويهددون المرمى الإماراتي. مساحة عامر الفريق الإماراتي لعب بطريقة “4 -2 - 3 - 1” والأجدر أنه كان يجب أن يلعب بطريقة “4 - 3 - 3”، والفريق الإيراني لعب بطريقة “4- 1 - 4 - 1”، مستغلاً سرعة الطرفين، وبخصوص لاعبي الوسط في الإمارات في هذه المباراة فقد كانوا لغزاً كبيراً، حيث اختفى عامر عبدالرحمن، لأنه لم يجد المساحة، التي يلعب فيها لقرب الثلاثي، سبيت وإسماعيل مطر والحمادي منه، ولم يكن هناك انسجام أو تفاهم بين الوسط والدفاع، وكانت هناك مساحة فارغة بين لاعبي الارتكاز، والمهاجمين، ولحسن الحظ لم تستغل بالشكل الجيد من الإيراني الذي أجهد الأبيض في الشوط الأول، ثم أجهز عليه في الشوط الثاني. أما بخصوص المنظومة الهجومية، فإن الأرقام هي التي يجب أن تتحدث عنها، وأهم رقم هنا هو أن “الأبيض” لم يسجل ولا هدف في هذه البطولة، وهذا شيء يدعو للدهشة، ولو أن كاتانيتش اعترف بهذه المشكلة من البداية لعالجها، ولكنه لم يعترف بها حتى النهاية، وعلى الرغم من التغييرات التي طرأت على المنافسة من مباراة لأخرى لم يغير تكتيكاته وفقاً للظروف والمستجدات، حتى أن تغييراته الهجومية في كل مباراة عندما تصبح الكلمة كلمته في اللقاء تكون دائماً متأخرة. مفتاح معطل النقطة المهمة أيضاً التي أحب أن أشير إليها هي عدم الاستغلال المناسب لقدرات على الوهيبي اللاعب السريع الذي يمكن أن يزعج أي خط دفاعي من سرعاته وقدرته على تغيير الاتجاهات، هذا اللاعب لم يجد من يدعمه بالقدر الكافي في الجانب الهجومي، ولو أنه توفرت له الظروف لكان مفتاح الفوز الحقيقي القادم من الخلف وغير المراقب في كل المباريات، ولكن أحداً لم يتعاون معه، وأحدا لم يدعمه. سر التحول أما عن نقطة التحول في المباراة من وجهة نظري، فإنني أراها نزول اللاعب الإيراني رضا رضائي، الذي قلب كل الموازين بسرعته وتحركاته، ووضع المنتخب “الأبيض” في موقف رد الفعل في الكثير من الأوقات، وتبلور ذلك في تزايد عدد التمريرات المقطوعة من لاعبي الوسط في “الأبيض”، وفقدان التركيز، والعصبية الزائدة، وغياب الانضباط الدفاعي والهجومي الذي كان الفريق عليه أمام العراق.. فإنني ما زلت أرى أن الإمارات لعبت أفضل مباراة لها أمام العراق على الرغم من الخسارة، ولعبت بشكل جيد أمام كوريا الشمالية رغم التعادل، أما في مواجهة إيران فإنني لم أرَ منتخب الإمارات في حالته الطبيعية وكانت أقل مباراة فنياً للأبيض في البطولة. فارق اللياقة والأمر المهم الآخر الذي يجب أن نعترف به، فهو فارق اللياقة البدنية عند لاعبي الأبيض، وإيران، والذي يصب بالطبع في صالح الفريق الإيراني الذي سجل الأول وهو بحاجة فقط للتعادل، ثم واصل الهجوم، وسجل الثاني، ثم واصل الهجوم، وسجل الثالث ولو امتد الوقت لسجل أكثر، وأعتقد أن “الأبيض” استهلك جانباً كبيراً من طاقته أمام العراق، وكان يجب التجديد في الصفوف أمام إيران، كما يبدو أن طريقة “الأبيض” في التعامل مع الضربات الحرة المباشرة ليست صحيحة، لأن الفريق أتيحت له الكثير من الضربات الحرة المباشرة، في كل المباريات ولم يستثمرها على الإطلاق، بعكس كل الفرق الأخرى، ويمكنني أن ألتمس العذر للاعبين في مباراة إيران لأنهم كانوا في ملعب قطر بأجسادهم، وفي ملعب الريان بعقولهم وكانوا مضغوطين كثيراً. حديث الأرقام وبالتحول إلى الأرقام والإحصاءات فسوف نجد أمراً غريباً فيها، وهو أن الفريق الإيراني سدد 50 تسديدة على مرمى ماجد ناصر، مقابل 19 للأبيض، وذلك على الرغم من أن “الأبيض” كان الأكثر احتياجاً للفوز.. وحصل الأبيض على 4 ضربات ركنية مقابل 3 لإيران، وتقاسم الفريقان الاستحواذ بنسبة 50 % لكل منهما، وفي الوقت الذي قام فيه لاعبو الإمارات بـ17 فرملة انزلاقية لم يقم فيه المنتخب الإيراني إلا بإثنين فقط، أما عدد “الفاولات” فقد كان متعادلاً 18 مقابل 18 ولكن مخالفات الفريق الإيراني كانت في الوسط مواجهة لمرماهم، فيما كانت مخالفات “الأبيض” على الطرفين، وفي الوقت الذي قام به منتخب الإمارات 240 تمريرة معظمها عرضية، قام لاعبو الإيراني بـ 264 تمريرة معظمها أمامي.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©