الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

خطة إعلامية وتثقيفية للتشجيع على التبرع بالأعضاء بعد الوفاة

خطة إعلامية وتثقيفية للتشجيع على التبرع بالأعضاء بعد الوفاة
6 نوفمبر 2010 23:27
بدأت دولة الإمارات بالتنسيق مع دول مجلس التعاون الخليجي بإعداد خطة إعلامية وتثقيفية لحفز الجمهور العام على تقبل فكرة التبرع بالأعضاء ما بعد الوفاة. وتأتي الخطة في الوقت الذي يجري فيه تنسيق الجهود والتواصل مع الجهات المعنية في الدولة لتمهيد دخول قانون تنظيم نقل وزراعة الأعضاء البشرية ما بعد الوفاة حيز النفاذ. وفيما يخص القانون، أوضح الدكتور علي عبد الكريم العبيدلي رئيس اللجنة الوطنية لتنظيم نقل وزراعة الأعضاء البشرية واستشاري أمراض وزراعة الكلى بمدينة الشيخ خليفة الطبية والمدير التنفيذي للشؤون الطبية بشركة أبوظبي للخدمات الصحية، أن المرحلة الحالية هي مرحلة تنسيق الجهود والتواصل مع الجهات المعنية من وزارة العدل والأوقاف بما يضمن التطبيق الأمثل للقانون. وتتمثل أهمية صدور اللائحة التنفيذية لقانون تنظيم نقل وزراعة الأعضاء التي صدرت بقرار من المجلس الصحي في أبريل الماضي في تمكين التبرع بعد الوفاة لتشمل بالإضافة للكلى بقية الأعضاء الحيوية الأخرى كالكبد، الرئتين، البنكرياس والقلب على مراحل حسب الحاجة نظراً للظاهرة العالمية لنقص توفر الأعضاء المتبرع بها لزراعة الأعضاء. وقال العبيدلي، خلال مؤتمر زراعة الأعضاء الذي انتهت أعماله أمس بحضور 180 طبيبا وممرضا، إن هناك تنسيقا مع دول مجلس التعاون الخليجي للاستفادة من خبراتهم في هذا المجال، وتنسيق لتكون هناك خطة إعلامية وتثقيفية حول موضوع التبرع بالأعضاء ما بعد الوفاة. وحول توفر الإمكانات الفنية لإجراء عمليات نقل وزراعة الأعضاء ما بعد الوفاة، أوضح العبيدلي أن الإمكانات الفنية فيما يخص زراعة الأعضاء بين الأقارب متوفرة، حيث قامت مدينة الشيخ خليفة الطبية بإطلاق برنامج ناجح للتبرع بالكلى بين الأقارب وتقوم حالياً بتطوير البنية التحتية لتمكين تبرع الأعضاء المتعددة بعد الوفاة. وعن ثقافة التبرع، أفاد العبيدلي بوجود دراسة عرضت نتائجها على هامش اليوم العالمي للتبرع بالكلى بينت أن أكثر من 55% من المواطنين لديهم الرغبة بالتبرع ما بعد الوفاة و60% من الوافدين لديهم الرغبة ذاتها. وحذر دكتور أبرار خان مدير شعبة زراعة الكلى وجراحة الكبد والقنوات المرارية في مدينة الشيخ خليفة الطبية، خلال المؤتمر أمس من ازدياد مرضى الكلى مرجعا ذلك إلى ارتفاع نسبة الإصابة بأمراض السكر وارتفاع ضغط الدم في الدولة. حفل تكريمي ونظمت مدينة الشيخ خليفة الطبية بإدارة كليفلاند كلينيك أمس حفلاً تكريمياً لتسعة عشر متبرعا ومتبرعة بالكلى خلال المؤتمر السنوي الثاني لزراعة الأعضاء، ووفقاً للإحصائيات، فقد تراوحت أعمار المتبرعين التسعة عشر بين 22 و61 عاماً، بينما تراوحت أعمار متلقي الكلى بين 4 و56 عاماً. ومن بين المتلقين كان هناك 11 ذكراً و8 إناث، في حين بلغ عدد الذكور من المتبرعين 8 والإناث 11. كما اختلفت صلة قرابة كل متبرع بمتلقي الكلية، فقد كان هناك من بين المتبرعين زوجتان، وزوج واحد، و5 أمهات، ووالدان، و3 شقيقات، وابنان، وابنا عم، وعم واحد وأخت لزوجة المريض. وتنوعت جنسيات المتبرعين والمتلقين لتشمل دولة الإمارات واليمن وفلسطين والسعودية ومصر والسودان والهند والفلبين وباكستان وبنغلاديش وجنوب إفريقيا. وقال الدكتور خان “إن هذا المؤتمر السنوي هو الثاني حول زراعة الكلى والكبد، وقد قمنا خلال العام الماضي بتكريم المتبرعين الستة عشر في احتفالية مميزة شبيهة باحتفالنا هذا. ويشرفنا هذا العام الاحتفاء بالتسعة عشر متبرعا الذين تبرعوا بإحدى كليتيهم خلال عام 2010.” وعن حصيلة عمليات زراعة الكلى التي تمت منذ فبراير 2008، أفاد خان أنه تم إجراء 35 عملية لزراعة الكلى كانت نتائجها الطبية بجودة النتائج المنشورة عالمياً أو تفوقها، ومن بين تلك العمليات عمليتان أجريتا لطفلين يقل عمرهما عن 10 سنوات، علما بأن نسبة الرفض كانت 14% ولكن كلها خضعت للعلاج.” وأثنى كارل ستانيفر، الرئيس التنفيذي لشركة صحة خلال حفل التكريم على جهود الفريق الطبي لزراعة الكلى في مدينة الشيخ خليفة الطبية قائلاً “تفخر كل من شركة صحة ومدينة الشيخ خليفة الطبية بنجاح برنامج زراعة الكلى في المدينة الطبية ويأتي ذلك تماشياً مع رؤية شركة صحة وأهدافها في توفير الرعاية الصحية بمعايير دولية لسكان إمارة أبوظبي، مما يعفي مرضانا تكبد عناء السفر للخارج لتلقي العلاج، ويوفر جواً ملائماً للمريض وعائلته.” وقال الدكتور تيج مايني خلال حفل التكريم “إنه لشرف لي أن ألتقي خلال هذا اليوم المميز المتبرعين التسعة عشر الذين تبرعوا بِإحدى كليتيهم خلال هذا العام، ولا يسعني في هذه المناسبة إلا التعبير عن إعجابنا الشديد بسخائهم، ودون شك فإن المتبرعين هم أناس مميزون للغاية. وإننا هنا لتكريمهم وشكرهم لشجاعتهم ونبلهم.” وعن جراحة زراعة الأعضاء البشرية قال العبيدلي إنني “أكاد أجزم بأن زراعة الأعضاء البشرية قد تكون من أكثر التخصصات الطبية تعقيداً ولا يعود السبب إلى الجراحة نفسها فقط وإنما إلى البنية التحتية اللازمة والخدمات المساندة الضرورية لإنشاء قسم لزراعة الكلى بالإضافة إلى الفريق الطبي الذي يحقق نتائج ناجحة كالنتائج التي أحرزتها مدينة الشيخ خليفة الطبية والذي يعتبر دليلاً واضحاً لارتقاء الخدمات الطبية في أبوظبي إلى المعايير العالمية”. وأضاف أن “نجاح برنامج زراعة الكلى في مدينة الشيخ خليفة الطبية يظهر مدى التزام كل من شركة صحة ومدينة الشيخ خليفة الطبية بتوفير خدمات الرعاية الصحية بمعايير عالمية ودعم زراعة الأعضاء في دولة الإمارات العربية المتحدة.” وقال الدكتور أتول مهتا رئيس إدارة الخدمات الطبية في مدينة الشيخ خليفة الطبية “إننا فخورون بإنشاء أول برنامج دائم لزراعة الكلى في مدينة الشيخ خليفة الطبية في أبوظبي والذي بدأ عام 2008، كما أننا ملتزمون التزاماً تاماً بدعم التطور السريع للبرنامج، وهذا بدوره يؤدي إلى النهوض بجودة الرعاية الصحية في إمارة أبوظبي”. دور الأشعة وفي محاضرة عن دور الأشعة التداخلية في عمليات زراعة الكلى، أوضح دكتور جمال القطيش استشاري أشعة تداخلية في مستشفي العين أن الأشعة التداخلية تفيد في إزالة التخثر أو الانسداد في الشرايين أو الوريد الكلوي الذي يحدث عادة ما بعد إجراء عملية زراعة الكلية، ويكون فتح الشريان عبر وضع شبكية داخل الشريان لإعادة الدم إلى الكلية المزروعة. كما يفيد تخصص الأشعة التداخلية، وفقا للقطيش، في توسيع الشريان بالبالون، وفتح المجاري البولية المسدودة عن طريق وضع شبكة في الحالب المزروع. وأوضح القطيش أن 9% ممن يجرون عمليات زراعة الكلية قد يصيبهم تخثر في الوريد الكلوي أو تضيق في الشرايين والذي قد يؤدي إلى عدم نجاح عملية الزراعة وخسارة الكلية. وعن تجربتها بعد إجراء عملية زراعة كلية، قالت وفاء المهيري 26 عاما إنها بزراعتها للكلية في مايو الماضي تخلصت من المعاناة التي رافقت غسيل الكلى الذي كانت تقوم به لمدة سنتين، مؤكدة أن حالتها الصحية الآن جيدة، كما أن صحة والدتها التي تبرعت لها بكليتها جيدة. وأكدت المهيري أن مستوى الخدمات الطبية المقدمة لها خلال إجراء العملية كانت عالية، وهو ما دفعها إلى إجراء عملية الزراعة في الدولة دون تكبد عناء السفر إلى الخارج لإجراء العملية. أصغر متلقي التبرع كانت هاجرة قدوس 5 سنوات أصغر من خضعت لعملية تبرع، حيث تبرع عمها محمد أنجم وهو باكستاني الجنسية لابنة أخيه بكليته بعد حدوث التطابق. وأكد أنجم أن حالته وابنة أخيه الصحية جيدة بعد مرور ثمانية أشهر على إجراء العملية، مشيدا بالخدمات الطبية والفنية المتوفرة في المدينة، والتي تقارب الخبرات العالمية.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©