الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

هل ينقذ دفن ثاني أكسيد الكربون المناخ؟

7 أكتوبر 2006 22:04
لندن - أوسلو - رويترز: برز دفن غازات الاحتباس الحراري تحت الأرض كأهم سلاح للبشرية في مواجهة ارتفاع حرارة الأرض وأشادت به صناعة النفط والفحم وأيضاً المدافعون عن البيئة رحبوا به بحذر· ويبدو الأمر سهلاً· تجميع ثاني أكسيد الكربون الذي يسبب الاحتباس الحراري من محطات توليد الطاقة والمصانع التي تستخدم الوقود الحفري ونقله في أنابيب ثم دفنه في صخور مسامية على عمق عدة كيلومترات تحت سطح الأرض· لكن المسألة تحتاج إلى أساليب تكنولوجية جديدة لتقليص التكلفة المرتفعة التي من شأنها أن ترفع تكاليف الطاقة المنزلية قبل الحديث عن ''فحم نظيف''· كما أن هناك مشاكل تتعلق بمنع ومراقبة التسرب وتحديد المسؤولية عنه· غير أن احتمال تجاوز الاقتصاد العالمي الذي يعتمد على الوقود الأحفوري للمستويات المستهدفة لانبعاثات الغازات الضارة بحلول عام 2050 وما يرتبط بذلك من مخاوف من تغيرات مناخية خطيرة هو الدافع وراء الأبحاث التكنولوجية· وينظر إلى هذا الحل باعتباره سهلاً نسبياً حيث يقوم على استمرار توليد الطاقة باستخدام الوقود الأحفوري بدلاً من استبدال جزء كبير بالطاقة التي تولد باستخدام الريح والطاقة الشمسية والنووية أو بأساليب أكثر كفاءة في استخدام أنواع الوقود العادية· وقال آل جور نائب الرئيس الأميركي السابق خلال زيارة لأوسلو للترويج لفيلمه الوثائقي عن تغير المناخ ''لي صديق يقول· لا يوجد حل سحري واحد لحل (مشكلة) التغير المناخي بل توجد عدة حلول سحرية·'' وأضاف ''من الواضح أن تجميع الكربون أحد تلك الحلول· ربما يحالفنا الحظ ويكون هو الحل الواحد السحري·'' وتشير دراسات الأمم المتحدة إلى أن دفن ثاني أكسيد الكربون يمكن أن يكون له دور أكبر في مكافحة ارتفاع درجة حرارة الأرض خلال القرن الحالي من أي إجراء آخر· وقال روبرت سكولو أستاذ الهندسة الميكانيكية والفضاء بجامعة برينستون: ''هناك اهتمام من الصناعة والحكومة على السواء· آخذ في التزايد'' مقدراً أن المؤسسات وأصحاب المصالح العامة والخاصة يشركون حالياً عشرة آلاف باحث في هذا الموضوع· وتوقع سوكولو أن يضيف تجميع الكربون وتخزينه نحو 0,2 دولار إلى تكلفة الكيلوواط-ساعة من الكهرباء المولدة من محطات الطاقة التي تعمل بالفحم و50 في المئة إلى تكلفة توصيل الطاقة إلى الشبكات ويرفع تكلفة الاستهلاك المنزلي للكهرباء ربما بمقدار الخمس· ومن شأن تحقيق النجاح في تجميع الكربون أن يعزز صناعة الوقود الأحفوري الأمر الذي سيبطئ بدوره التحول إلى أنواع الطاقة المتجددة في إطار مكافحة ارتفاع درجة حرارة الأرض الذي قد يسبب مزيداً من الموجات الحارة والجفاف والفيضانات والأمراض ويرفع منسوب المياه في البحار· وقال جيف تشابمان الرئيس التنفيذي لاتحاد تجميع وتخزين الكربون الذي شكل خلال العام الجاري وأصبح يضم 36 عضواً منهم شركات للنفط والغاز مثل رويال دتش شل وبي·بي·و(ار·دبليو·ئي) و(ئي·وان) ''من المستحيل في الإطار الزمني المتاح لنا أن نجد بدائل للوقود الأحفوري·'' وتقول بعض الجماعات المدافعة عن البيئة إن تجميع الكربون نوع من التفكير الخيالي يؤجل التحول إلى الطاقة المتجددة· لكن جماعات أخرى متحمسة له على فرض أنه سيثبت جدواه· وقال ستيفان سينجر رئيس وحدة سياسات المناخ والطاقة الأوروبية التابعة لصندوق حماية الحياة البرية: ''استخدام الطاقة بكفاءة والمصادر المتجددة هي الخيار الأفضل لكن تجميع وتخزين الكربون نوع من مخارج الطوارئ·'' وأضاف'' إذا ثبتت جدواه فسيكون بالقطع جزءاً من الحل·'' وذكرت الوكالة الدولية للطاقة في تقرير رفعته إلى زعماء مجموعة الدول الثماني خلال الصيف الجاري أن الوضع إذا استمر على ما هو عليه فستزيد انبعاثات الغازات الضارة إلى أكثر من مثلى مستواها الحالي بحلول عام 2050 وخلصت إلى أن تجميع وتخزين الكربون حل رئيسي من شأنه تحقيق ما يصل إلى 28 في المئة من الخفض الذي يمكن تحقيقه· وقدر تقرير أعده عدد من العلماء يقدمون المشورة للأمم المتحدة عام 2005 وجود سعة تحت الأرض لتخزين انبعاثات ثاني أكسيد الكربون على مدى 80 عاماً أي نحو 2000 مليار طن· لكن هؤلاء العلماء ذكروا أن تكلفة ثاني أكسيد الكربون ينبغي عندئذ أن تتراوح بين 25 و30 دولاراً للطن كي تكون مجدية اقتصادياً وهي تكلفة تزيد كثيراً على أسعاره في أسواق الاتحاد الأوروبي التي تتراوح بين 12 و16 يورو (15 و20 دولاراً) للطن· ولم يعد ينقص هذا الحل سوى أن تثبت جدواه الاقتصادية وأن تشمله الإرادة السياسية· ويشير الخبراء إلى وجود مخاطر رغم أن ثاني أكسيد الكربون ليس ساماً عند مستويات التركيز المنخفضة العادية· لكنه يمكن أن يسبب الاختناق لأنه أثقل من الهواء· وكان 1800 شخص قد لاقوا حتفهم في الكاميرون عام 1986 بسبب انبعاث ثاني أكسيد الكربون من بحيرة بركانية· ويجري العمل حاليا في مشروعات في هذا المجال في النرويج والجزائر وكندا ودول أخرى· كما تنتظر ستة مشروعات لتجميع وتخزين الكربون موافقة الحكومة في بريطانيا· وتقول المفوضية الأوروبية أيضا إنها تبحث كيفية استخدام هذه التكنولوجيا· وتنبأ أوتمار ايدنهوفر كبير الخبراء الاقتصاديين بمعهد بوتسدام لأبحاث التأثير المناخي في ألمانيا بأن التكنولوجيا الأميركية ستكون رائدة في هذا المجال· وقال: ''في السنوات العشر المقبلة سنرى إما في الصين أو الولايات المتحدة أول محطة لتوليد الطاقة خالية من الانبعاثات تعمل باستخدام الفحم· ليس في أوروبا'' مضيفاً أن الصين ستستخدم تكنولوجيا أميركية· ويمكن أن يؤدي تحقيق انفراج في هذا المجال في الولايات المتحدة إلى تعزيز موقف الرئيس الأميركي جورج بوش الذي انتقد كثيرون من حلفائه قراره عام 2001 بالانسحاب من معاهدة كيوتو التي وضعتها الأمم المتحدة بهدف تقليص انبعاث غازات الاحتباس الحراري في نحو 35 دولة صناعية·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©