الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رمضان.. شهر تغتسل فيه القلوب من الذنوب

7 أكتوبر 2006 22:12
تأخذنا الحياة بمشاغلها ونلهث وراءها طلبا للمال وغيره من المغريات· نزاحم هذا وذاك· نقاطع الأخ ونقسو على الصديق· تصبح كلمة ''الأنا'' هي العليا في هذه الدوامة اليومية التي نغرق فيها طوال السنة· ثم يأتي الشهر الفضيل فنتوقف قليلا لنعود إلى الله، ويبدأ حساب النفس العسير، أين أنا وماذا فعلت بنفسي وأحبابي؟ فداء طه: فرصة كبيرة للتصالح مع النفس والآخرين يقدمها لنا شهر رمضان الكريم كل عام، ليمنحنا مجالا للتطهر من المعاصي والذنوب ويجدد حبنا لأنفسنا ومن حولنا، فنبحث عنهم نريد أن نقربهم منا لنتقرب إلى الله، نريد أن نفرح بلقاء الشهر ونتذوق معا حلاوة طعمه· شهر رمضان بكل ما فيه من طقوس ومعانٍ دينية وروحانية مناسبة لتجديد العلاقات وتقويتها، للتأليف بين القلوب ورأب العلاقات المتصدعة· ولهذا ينتظره الكثيرون بفارغ الصبر وثمة آخرون ينتظرونه على أحر من الجمر إذ يحمل البشرى والأمل بحل مشاكلهم العالقة· فيه تحنُّ القلوب يقول أحمد جلال، رمضان يمنحنا فرصة كبيرة للتصالح مع النفس ومع الآخرين، إذ تكثر فيه فترة التواجد في البيوت واللقاءات بين الناس، كما أن زيادة الوازع الديني وقراءة القرآن الكريم تجعل الناس يحاسبون أنفسهم ويتذكرون أخطاءهم· ويعتقد موسى الزبيدي أن قلوب الناس تكون أحنّ في رمضان ويزول الحقد من بينهم· وفي هذا الشهر الفضيل فرصة ليس لحل الخلافات وحسب وإنما لتقوية العلاقات بين الناس وإنشاء علاقات جديدة· تجمع وقربى من جانبه يقول ممدوح سعيد: ''إن النفوس تهدأ في رمضان وتصبح الأجواء مفعمة بالحب والتسامح ويتسابق الناس إلى فعل الخير· كما أن تجمع الأهل والأصدقاء على ولائم الإفطار وفي البيوت والمساجد يمنح الناس فرصة الالتقاء معا ورأب الخلافات وتقريب وجهات النظر''· ويضيف ممدوح: ''رمضان شهر التجمع والقربى والناس تقبل على فعل الخير، وأنا شخصيا أحب أن أتصل بأهلي وأقاربي وأصلهم في هذا الشهر الكريم ناسياً كل الأشياء السلبية، خاصة وأنني في الغربة وبعيد عنهم لذلك يجب أن تظل علاقتي بهم جيدة''·دينامو العام ويرى محمد حمدي أن رمضان شهر ديني وروحاني واجتماعي، وهو بمثابة شحن إيجابي لبقية العام· وكونه عازبا ومغتربا يقول حمدي: ''العلاقات الاجتماعية هي أهم شيء بالنسبة إلينا نحن العزاب، إنها المؤنس والمسلّي بعد فراق الأهل، ولهذا نحرص وخاصة في رمضان على إصلاح أي علاقة متوترة أو خلاف بين الأصدقاء من خلال التجمعات والولائم الرمضانية، وعن نفسي أحرص على دعوة أصدقائي ومعارفي على الإفطار كل رمضان من أجل تعميق العلاقات وتوثيقها''· حلاّل المشاكل جردة مع النفس وفرصة للتوبة، هكذا يرى محمد موسى الشهر الفضيل، ويضيف: ''رمضان شهر خير وتسامح وهو مناسبة للتجمع والالتقاء إذ لا يستغني الناس عن بعضهم البعض· إنه فرصة لكي يعيد الإنسان النظر في أخطائه التي ارتكبها في الماضي والحاضر· رمضان فرصة كبيرة للتأمل وحساب النفس والتوبة إلى الله''· بالنسبة لإيهاب عيسى فهو ينتظر قدوم الشهر على أحر من الجمر، لكنه من الآن يخطط لاستقباله ويحاسب نفسه بكل جرأة وعلانية قائلا إنه يريد أن يعود إلى الله ويلتزم بالعبادات والفرائض· من جهة أخرى يريد أن يبادر لحل خلاف بينه وبين أحد أصدقائه ومصالحته رغم أنه ليس المخطئ بحقه· وبدون ذكر التفاصيل قال أيمن بشير إن لديه مشكلة كبيرة مع طرف آخر، لم يذكره، يتمنى أن يحلها في رمضان، فهذا الشهر فرصة لكي تهدأ النفوس وتكون أقرب إلى الله، وفرصة للتفكير الهادئ العقلاني وتقريب وجهات النظر بين الأطراف وحل المشكلة· تسامح دائم الخبير التربوي الدكتور عارف الشيخ، دكتوراه في الدراسات الإسلامية، يعتقد أن التسامح يجب أن يكون خلق المسلم ليس فقط في رمضان وإنما في كل الأحوال، لأن دين الإسلام يدعو إلى الحلم والصفح والعفو عند المقدرة والصبر والتحلي بالأخلاق الفاضلة والترفع عن سفاسف الأمور· هذه المبادئ يفترض أن تكون ديدن المسلم في كل الأيام، صحيح أن شهر الصوم يعلم الصبر والأناة لكن المسلم مطالب بالحلم وترك الغضب في كل الأوقات، لذلك نجد الصحابي عندما سأل النبي عليه الصلاة والسلام أن يوصِهِ قال النبي: ''لا تغضب''، لأن الإنسان عندما يغضب يفقد صوابه ولا يصدر أي حكم بشكل صائب· ونحن مطالبون بأن نحكم عقلنا وليس العاطفة، وإذا لم نستطع التحلي بهذه الأخلاق ولم نستطع أن نمسك أنفسنا في 11 شهرا فعلى الأقل ينبغي أن نجدد العزيمة في رمضان لكي نعود إلى رشدنا وحلمنا الذي لم نستطع أن نطبقه في سائر الشهور· تذكير وتنبيه ويضيف الشيخ، لحكمة جعل الله خلال السنة شهرا واحدا هو رمضان ليكون بمثابة تذكير للمسلم بأن المطلوب منه أن يعيد حساباته، فالشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ولا نستطيع أن لا نغضب ولكن المطلوب أن لا نبقى على الخطأ، ''فكل ابن آدم خطاء وخير الخطّائين التوابون''· نحن ربما نقع في معاصي كثيرة ونرتكبها بحق أنفسنا والناس طوال السنة، فالذي يدخن ويشرب الخمر على سبيل المثال تجده يمسك عنها في رمضان احتراما للشهر وهذا يعني أنه يستطيع أن يمسك عنها دائما، وقيسي على ذلك أمور أخرى كثيرة· إن بإمكان الإنسان إصلاح أخطائه فيعود بقلب صاف كما خلقه الله· إذ ليس من المفروض الرد على الناس الصاع صاعين، فإذا استطعت أن أمسك نفسي عن الطعام والشراب وإمساك لساني عن العثرات فهذا يعني أن باستطاعتي أن أتجاوز عن أشياء كثيرة بيني وبين إخوتي في الإسلام أو في الإنسانية· ما أتمناه أن لا تكون هذه العبادة عادة عند الناس بحيث يفعلون ذلك في السنة مرة، نحن نريد من رمضان أن يكون مذكرا فقط لتصحيح الأخطاء التي ارتكبناها طوال العام وليس مناسبة نحتفل فيها بالتوبة ثم نعود لارتكاب نفس المعاصي بعد انتهاء الشهر· والتسامح أيضاً يجب أن يكون مبدأ للمعاملة عند جميع الناس، ويكون الإنسان سمحا مع نفسه وغيره والتسامح مطلوب مع الحيوانات والجماد· إن رمضان فرصة للتنبيه والتذكير ومناسبة لتصحيح الأخطاء والثبات على السلوك، فالتوبة تعني الندم على ما فات وعدم العودة إليه ثانية، وإذا لم يتحقق هذان الشرطان فلا معنى للتوبة إذن·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©