الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شجرة الدر.. أول ملكة في الإسلام

7 أكتوبر 2006 22:14
ذاعت شهرتها عبر العصور كامرأة قوية، ذكية، واسعة الحيلة، وعاشقة للملك والسلطة، وملأت سيرتها الكتب والأوراق التي أرخت لحياتها، ونسبها، وما مر بها من الأحداث الجسيمة التي انتهت نهاية مأساوية· شجرة الدر، أو الملكة عصمة الدين، أو الملكة أم خليل المستعصمية، هي أول ملكة في الإسلام، تربعت على عرش دولة إسلامية كبيرة، بعد أن كانت جارية من جواري السلطان الأيوبي الصالح أيوب· اختلف المؤرخون في تحديد جنسيتها، فمنهم من قال إنها تركية ومنهم قال إنها جركسية أو رومانية· أعجب بها الملك نجم الدين واشتراها، ولقبها بشجرة الدر، وحظيت عنده بمنزلة رفيعة· تميزت شجرة الدر بسداد الرأي، ورجاحة العقل، وعندما توفي السلطان الصالح أيوب، كانت قوات الصليبيين تزحف من الناحية الشرقية للنيل لمهاجمة القوات المصرية عند المنصورة، فأخفت خبر وفاة السلطان، وكانت تُدخل الأدوية والطعام إلى غرفته كما لو كان حيًا، واستمرت الأوراق الرسمية تخرج كل يوم وعليها ختم السلطان· واستطاعت شجرة الدر أن تقوم بمهام الدولة وأمورها من دون أن يشعر بموت الملك أحد، وأرسلت إلى توران شاه ابن السلطان المتوفى ليتولى قيادة البلاد· في غضون ذلك، قامت شجرة الدر بوضع خطة حربية مع أمراء المماليك وظلت تشرف على تنفيذها، ومراقبة سير المعركة في المنصورة عن قرب حتى انتصر المسلمون· ورغم الفترة القصيرة التي تولت فيها الحكم، كان عهدها زاهياً وزاهراً، وتنعم الفقراء بحسناتها، وأمن الناس خلال فترة حكمها· وكانت تسيِّر المحمل كل عام من مصر إلى الحجاز في موسم الحج· ولما رفض الخليفة العباسي المستعصم بالله أن تتولى عرش مصر لأنها امرأة، اضطرت إلى الزواج من الأمير عز الدين أيبك· وقبل أن يعقد عليها اشترطت عليه أن يطلق زوجته ويتخلى عن ولده المنصور علي، حتى لا ينتقل العرش إليه· ومرت الأيام وأصبح زمام الأمور داخل مصر وخارجها، في يد زوجها الملك المعز· وبلغها أن زوجها يريد خطبة ابنة الملك بدر الدين لؤلؤ، صاحب الموصل، فغضبت غضباً شديداً لأنها طعنت في مشاعرها وكبريائها· وعندما تأكدت من عزمه على التخلص منها، ونبذها، قررت أن تتخلص منه· فدعته ذات يوم واستقبلته بصدرٍ رحب وبشاشة، حتى شعر بالطمأنينة ودخل الحمام، فانقض عليه خمسة من غلمانها الأقوياء، وضربوه إلى أن مات· أشاعت شجرة الدر أن المعز أيبك مات فجأة بالليل، ولكن مماليك أيبك لم يصدقوها؛ فقبضوا عليها، وحملوها إلى أم علي زوجة عز الدين أيبك التي أمرت جواريها بقتلها فضربنها بالقباقيب إلى أن فارقت الحياة·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©