الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

من قصص العرب

7 أكتوبر 2006 22:15
عقيلة بنت الضحاك···وفاء حتى الموت من قصص العرب قصة عقيلة بنت الضحاك مع الشاعر همام بن غالب الشهير بالفرزدق، وهي تدلل على عظم الحب وأثره في قلوب المحبين، وتسطر قصة وفاء نادرة وصلت إلى الحد الذي مات فيه الحبيبان معاً، في الوقت نفسه، رغم بعدهما الجغرافي، وانفصال كل منهما المكاني عن صاحبه، ونحن نوردها باختصار وتصرف: روي عن الفرزدق أنه قال: هرب غلامان لرجل منَّا يقال له الخَضِر، فحدَّثني قال: خرجت في طلبهما، فلما صرتُ في ماء لبني حنيفة ارتفعت سحابةٌ فرعدت وبرقت وأمطرت، فعدلت إلى بعض ديارهم وسألت القِرى؛ فأجابوا· فدخلت دارا لهم، وجلست تحت ظل من جريد النخل، فدخلت جارية كأنها سبيكة من فضة، فسلمت، فرددت عليها السلام؛ فقالت لي: ممن الرجل؟ فقلت: من بني حنظلة· فقالت: من أيِّهم؟ قلت: من بني نَهْشَل· فتبسَّمت وقالت: أنت إذن ممن عناه الفرزدق بقوله: إنَّ الذي سمك السماء بنى لها بيتاً دعائِمٌهُ أعزُّ وأطولُ بيتاً بناه لنا المليك وما بنى ملك السماء فإنَّهُ لا يُنْقلُ بيتاَ زٌرَارَةٌ بِفنائه ومُجــاشِعٌ و أبو الفوارس نهشلُ فقلت: نعم، جٌعِلتٌ فداكِ! وأعجبني ما سمِعتٌ منها· فضحكت وقالت: فإن ابن الخَطَفَى (تعني جرير) قد هدم عليكم بيتكم هذا الذي فخرتم به حيث يقول: أخزى الذي رفع السماءَ مُجاشعاً و بنى بناءَك بالحضيض الأسفل بيتاً يُـحَمَّمُ قَيْنُـكم بفِنانِهِ دَنِساً مَقَاعِدُهُ خبيثَ المَدخَل فوجَمْتُ· فلما رأت وجومي؛ قالت: لا عليك! فإن الناس يُقال فيهم ويقولون· ثم قالت: أين تُؤِّمُّ؟ قلت: اليمامة· فتنفَّستِ الصُّعداء؛ ثم أنشأت تقول: تذكرني بلاداً خير أهلي بها أهل المروءة والكرامة ألا سقى الإله أجَشَّ صَوْباً يَسُحٌّ بدَرِّهِ بَلَدَ اليمامة قال: فأنِستُ بها وقلت لها: أذاتُ خِدْنٍ أم ذاتُ بعلٍ؟ فأنشأت تقول: إذا رقد النيام فإن عمرو تؤرقه الهموم إلى الصباحِ تقطع قلبه الذكرى وقلبي فلا هو بالخَلِّيِ ولا بِصاحِ سقى الله اليمامة دار قوم بها عمروٌ يحنًّ إلى الرَّواحِ ثم سكتت سكتة كأنها تتسمع إلى كلام، أو كأن أحداً يخاطبها، وأنشأت تقول: يخيل لى هَيا عمرو بن كعب كأنك قد حملت على سرير يسير بك الهوينى القوم لما رماك الحب بالعَلَق العسير فإن تك هكذا يا عمرو إني مبكرة عليك إلى القبور ثم شهقت شهقة فخرت ميتة· فقلت لهم: من هذه؟ فقالوا: هذه عقيلة بنت الضحاك· فقلت لهم: فمن عمرو هذا؟ قالوا: ابن عمها، وارتحلت من عندهم· فلما دخلت اليمامة سألت عن عمرو هذا؛ فإذا هو قد دفن في ذلك الوقت الذي قالت فيه ما قالت!
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©