الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العيد.. عيالة وحربية وحلوى وأهازيج شعبية

العيد.. عيالة وحربية وحلوى وأهازيج شعبية
8 أغسطس 2013 21:34
أيام العيد فرحة غامرة تتجدد عاماً بعد آخر، أهم ملامحها أن يستقبلها الناس في أجواء من المودة والتراحم والتواد، إذ إن نفوس أفراد المجتمع تصفو وتتسامح، في جلسات عنوانها الدفء الأسري وتتجدد الذكريات عن حياة الآباء والأجداد، وعن طقوس أيام العيد في الماضي، وما جد عليها من تغيرات في وقتنا الحالي، ويتبادل أطراف الحديث شواب الجلسة وصغارها، وكل منهم يدافع عن أيامه. وتمر السنون وتندثر عادات بفعل الناس وتبقى أخرى بسبب إصرار بعض أهل الإمارات على أن تظل باقية تتناقلها الأجيال، وإذا كان أهل الاختصاص والباحثين في التراث يغوصون في الماضي البعيد ليوازنوا بين العيد قديماً وحديثاً، فإن الباحثة التراثية بمركز زايد للدراسات والبحوث ناجية الكتبي تختزل في ذهنها عبر بحوث أجرتها عادات أهل الإمارات في عيد الفطر عبر الماضي البعيد، والحاضر الذي نعيشه ونعرف الكثير من تفاصيله. مبدأ المشاركة حول مظاهر عيد الفطر في الماضي والحاضر تقول ناجية الكتبي: عيد الفطر السعيد هو شكر الله على إتمام عبادة الصوم، وهو يوم تصفو فيه النفوس، ويتشارك الناس فيه الفرح والبهجة، ويعد فرصة للتواصل والتزاور بين الناس، وإذا أردنا أن نقارن بين العيد في الماضي والحاضر، فإننا سنتطرق إلى مظاهر الاحتفال بالعيد التي تغيرت عبر السنين بسبب الطفرة الاقتصادية التي صاحبت اكتشاف البترول، أما بالنسبة للعادات والتقاليد فلا يزال شعب الإمارات متمسكاً بها، وما نفقده في الحاضر هو مبدأ المشاركة، والذي كان يعطي العيد نكهة خاصة فقد كانت النساء في الماضي تضرب لنا أجمل صور التكافل والترابط الاجتماعي، فقد كن يجتمعن لخياطة الملابس وتجهيز الطعام من تصفية الحبوب وطحنها بالرحى وحمس القهوة، وتحضير الحناء لتخضيب أياديهن ليلة العيد، فضلاً عن القيام بتنظيف المنزل وشراء المستلزمات الجديدة، كل على قدر حاجته. ملابس زاهية وتتابع الكتبي: يوم العيد يستعد الرجال والنساء لصلاة العيد مرتدين أزهى الملابس، حيث يرتدي الرجال الكندورة، والغترة، والعقال، وقد يضع البعض الخنجر، أما بالنسبة للنساء فيرتدين الملابس الزاهية والمطرزة، والثوب والشيلة والعباءة، ثم يتجه الجميع إلى مصلى العيد، والذي يكون في العادة مكاناً مفتوحاً لأداء صلاة العيد وسماع خطبته التي تحثهم على التسامح، والتزاور، وعلى إظهار الفرحة بالعيد، وما إن تنتهي الصلاة حتى تبدأ التهاني، والسلام على الناس الموجودة هناك، ثم يتجهون بعد ذلك إلى منازلهم لاستقبال المهنئين، ومن ثم تبدأ زيارة الأقارب والأرحام، وعادة ما تجتمع العائلات في مجلس كبير العائلة، إما الجد أو أحد وجهاء القبيلة، ويتشاركون الطعام والتهاني. طعم المشاركة وبخصوص الطعام تذكر ناجية الكتبي أنه عبارة عن القهوة العربية، والتمر والحلوى العمانية، والفواكه والهريس، والخبيص والثريد، وأطباق تقليدية أخرى تختلف من مكان لآخر، وتبدأ الرقصات الشعبية «العيالة والحربية» من فترة العصر إلى المساء، تعبيراً عن الفرح والسرور، وللأطفال طقوسهم الخاصة فمجرد الانتهاء من التهاني وزيارة الأقارب ينطلقون في الحي «الفريج» يطرقون الأبواب لجمع العيدية، التي تكون إما نقودا أو حلوى، ومن ثم يذهبون إلى أماكن اللعب ليتشاركوا مع أقرانهم بهجة العيد، وترديد الأهازيج الشعبية، أما في عصرنا الحاضر فقد اقتصر البعض على إرسال التهنئة عبر رسائل نصية قصيرة أو رسائل إلكترونية عبر البريد الإلكتروني، وهنا يفقد الناس الإحساس بطعم مشاركة فرحة العيد. توسع عمراني أوضحت الباحثة التراثية بمركز زايد للدراسات والبحوث ناجية الكتبي أن الزيارات تضاءلت بين الناس، وذلك بسبب التوسع العمراني الذي جعل الكثير من العائلات تنتقل بعيداً عن الأهل ومراكز تجمعاتهم، فالأحياء القديمة التي كانت تجمع العائلة والأصدقاء والأقارب لا وجود لها الآن، لدرجة أن البعض قد لا يعرف جاره، وهذا ما يحدث في المدن الكبيرة عادة، أما بعض القرى الصغيرة، فلا تزال متمسكة بأصالتها العريقة، كما أن وجود المراكز التجارية والملاهي ووسائل الترفيه الكثيرة قد أسهمت في تغيير أنماط الاحتفال بالعيد.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©