الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حركة النشر الإماراتية.. حلم الألف ميل

حركة النشر الإماراتية.. حلم الألف ميل
28 أغسطس 2014 14:10
إنها أكثر من خطوة، تحققت حتى الآن على طريق الألف ميل. واللافت في الأمر، أن هذا المتغير، حصل في زمن قياسي. والمقصود هنا، هو حركة النشر الإماراتية، التي تسجل نشاطا متنوعا ودؤوبا في مجالات عدة، سواء في القطاعين الرسمي والخاص. يتذكّر كتّاب ومثقفون إماراتيون، أنهم إلى سنوات خلت كانت خياراتهم لنشر كتبهم محدودة في ثلاث أقنية: إما عن طريق إحدى المؤسسات الرسمية المهتمة بهذا الشأن، وإما باللجوء إلى إحدى الدور العربية في القاهرة وبيروت وغيرهما، أو باعتماد أسلوب النشر الشخصي، دون الأخذ في الاعتبار مستلزمات التوزيع وإيصال المنتج أي الكتاب إلى جمهور القراء. خلال العشر سنوات الأخيرة بدأ المشهد يتغير. زاد عدد المؤسسات الرسمية، في أغلب الإمارت التي أخذت على عاتقها مهمة تطوير صناعة الكتاب في الدولة. وظهرت دور خاصة، أسسها بالدرجة الأولى، مثقفون وكتّاب، ربما حدت بهم مصاعب النشر الأولى إلى سلوك هذا الطريق. وشجع على ذلك الاهتمام الكبير الذي تجده دور النشر المحلية لدى المسؤولين في المؤسسات الثقافية والتعليمية، من خلال اقتناء عدد مهم من المطبوعات الإماراتية لمكتباتها. وبحسب الأرقام المسجلة في الدورة الرابعة والعشرين لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب، فقد ظهرت زيادة ملموسة في أعداد دور النشر المحلية المشاركة، إذ بلغت هذا العام (2014) أكثر من 99 داراً (ومؤسسة)، فيما شاركت 32 داراً في دورة العام الماضي، فضلاً عن زيادة في عدد الإصدارات الإماراتية بشكل لافت للانتباه. . هذا الواقع الجديد، يحيل الى الكثير من الاستنتاجات التي لابد منها لمعرفة التفاصيل الدقيقة لحركة النشر الإماراتية الوليدة التي يقف وراءها عدد من الكتّاب خاصة، وكثير من المهتمين بالشأن الثقافي عامة. فزيادة عدد دور النشر الإماراتية المشاركة بنسة 200 في المئة، فضلاً عن زيادة بلغت 300 في المئة في أعداد الإصدارات الإماراتية عن العام الماضي، يؤكد بشكل قاطع أن دولة أن الإمارات ستصبح واحدة من العواصم العربية في عالم النشر وصناعة الكتاب قريباً، الأمر الذي من شأنه أن يساهم في نمو الحركة الثقافية بأشكالها المتنوعة، البحثية والإبداعية والنقدية، وخصوصا أن العناوين الإماراتية الصادرة عن مختلف الدور الرسمية والخاصة، تتنوع موضوعاتها بين مختلف الأجناس الأدبية فضلا عن مجالات أخرى مثل الشأن العلمي والخدماتي والاقتصادي والسياسي وما شابه. في ما يلي جولة استعراضية لأهم الجهات الإماراتية الناشطة في مجال صناعة الكتاب، وهي جولة لا تدعي تغطية شاملة لهذا الحراك المتخصص في الساحة الثقافية، لكنها تقف على أغلب مفاصلها، ولعلها تحفز على جهد متتابع لإظهار صورته الكاملة. أول الكنوز تأسست دار الكتب الوطنية في العام 1981 لتكون واحدة من أضخم كنوز المعرفة في الإمارات العربية المتحدة ومورداً بالغ الأهمية للمفكرين والباحثين والعلماء. وتعمل دار الكتب الوطنية على تطوير وتوسيع أنشطتها في كل أرجاء إمارة أبوظبي عبر افتتاح مكتبات مكرسة لخدمة مختلف المناطق والتجمعات السكنية والأطفال بالإضافة إلى المكتبات المتنقلة. وقد كان لها إسهامها الكبير في نشر العلوم والثقافة في المجتمع المحلي تحقيقاً للأهداف المتمثلة في تحقيق النتاج الفكري العربي والإسلامي والعالمي، بالاعتماد على مصادره المعرفية الأصيلة مع التركيز على القضايا ذات الصلة بالإمارات العربية المتحدة وإرساء وتنظيم قناة وصول سهلة لمصادر المعلومات ودعم وتشجيع حركة النشر المحلية وترجمة أمهات الكتب العالمية. وكذلك تشجيع الموهوبين من المؤلفين والباحثين الإماراتيين عبر نشر مؤلفاتهم وأعمالهم الأكاديمية. وتنشر دار الكتب الوطنية عناوين متنوعة من الكتب في شتى المواضيع، مع إيلاء اهتمام خاص لتاريخ الإمارات العربية المتحدة والمنطقة عموماً. كما تترجم المراجع العالمية والمخطوطات القديمة. من كل اللغات منذ عام 2007، تحققت لقطاع النشر الإماراتي خطوة نوعية بتأسيس مشرع "كلمة" التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة. وهي خطوة مزدوجة، نظرا لمجال تخصص "كلمة". فهو مشروع يقوم بالدرجة الأولى على قضية الترجمة من وإلى اللغات الأجنبية، وبالتالي فإن هذا الجهد سرعان ما تحول بالمشروع إلى ما يشبه أكثر دور النشر نشاطا، بالتعاون طبعا مع دور معنية في عدد من العواصم العربية. وبحسب التعريف الذي يحمله الموقع الرسمي للمشروع، فإنه قام كمبادرة من أجل التصدي لمشكلة مزمنة عمرها ألف سنة. . إنها النقص الذي تعاني منه حركة الترجمة في العالم العربي والذي يتمثل في ندرة الكتب المتميزة المترجمة من اللغات الأجنبية إلى اللغة العربية. وقد أدّى هذا النقص إلى حرمان القرّاء العرب من الاستمتاع بأعمال أعظم المؤلفين والمفكرين على مرّ التاريخ، وحرمانهم من التعلم من هذه الأعمال أيضاً. وبحسب الدكتور علي بن تميم مدير المشروع، فإن إصدارات "كلمة" قد تجاوزت الـ 700 عنوان تغطي مجمل مجالات المعرفة وتم ترجمتها لأكثر من 13 لغة وتتضمن نحو 300 عنوان للطفل والناشئة، كما أصبح لدى المشروع قائمة مترجمين تضم أكثر من 600 مترجم. ويوضح بن تميم إن لدى المشروع "عدة آليات لاختيار الكتب حيث يقوم المشروع باختيار أهم العناوين الجديرة بالترجمة اعتماداً على قوائم الكتب العالمية والكتب التي نالت جوائز عالمية وهناك أيضاً المترجمين إذ يتلقى المشروع مقترحات من المترجمين وكافة العناوين سواء المقترحة من قبل المشروع أو المترجمين أو دور النشر يتم عرضها على لجنة التحكيم التابعة للمشروع التي تقوم بدورها باختيار أفضل العناوين وتأخذ بعين الاعتبار العناوين التي لم يسبق ترجمتها من قبل واحتياجات القارئ العربي ومجالات النقص في المكتبة العربية". ولدى المشروع خطة طموح لترجمة ونشر 100 كتاب في السنة، يترافق ذلك مع خطة للتوزيع بالتعاون مع جهات عربية ودولية عاملة في هذا الحقل. سقف الألف منذ العام 1994، يحتل مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، موقعا هاما في مجال شديد التخصص، ليس في الإمارات فحسب وإنما علي الصعيدين العربي والدولي. فالمركز يعتبر مؤسسة مستقلة متخصصة في البحوث العلمية والدراسات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ذات الأهمية بالنسبة لدولة الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الخليج والعالم بأسره. وتأسيسا علي مجالات تخصصه، يمكن القول أخذ على عاتقه مهمة نشر أبحاثه ودراسات، في كتب ضافية تهم الدارسين والباحثين، وصنّاع القرار، فضلا عن القراء المهتمين. وبحسب الدكتور جمال سند السويدي مدير عام المركز، فإنن المركز تمكّن من نشر أكثر من 1000 إصدار تتنوّع ما بين كتب ودراسات عربية محكّمة، وكتب ودراسات ترجمها المركز من لغات أجنبية عدّة. والإصدارات الألف غطّت القضايا والموضوعات التي يوليها المركز اهتمامه مثل السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصاد والطاقة والبيئة وقضايا المعلومات والتكنولوجيا والتعليم وقضايا اجتماعية وفكرية وأخرى مختلفة. وتجاوبا مع إقبال الباحثين والقرّاء على اقتناء إصداراته، أنشأ المركز شبكة واسعة لتوزيع إصداراته تغطي منطقة الخليج، والدول العربية، ودول العالم بأسره، إلى جانب حرصه على المشاركة في معارض الكتاب الإقليمية والدولية كافة، من أجل إبراز دور الدولة، في مجال البحث والنشر العلمي. كل 3 أيام تحتل دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، موقعا متصدرا في قائمة الناشرين الإماراتيين. وفي هذا الصدد يؤكد الدكتور عمر عبدالعزيز رئيس قسم الدراسات والنشر بالدائرة أن "ثقافية الشارقة" تباشر النشر الورقي منذ تسعينيات القرن المنصرم، وتتنوع الآفاق والموضوعات ومحاور النشر بتنوع الثقافة والتراث والفكر والأدب، ويتم احتضان هذا المنتج الثقافي الواسع من خلال مجلة "الرافد"، وفصلية المسرح، وسلسلة إصدارات من الكتب التي تتنوع لتشمل مجالات الأدب والتراث والفنون والفكر والتاريخ والترجمات، كما تشمل كتاب الطفل بأنواعه المختلفة وتضع بعين الاعتبار جملة الأعمال الفائزة بجوائز الشارقة للابداع العربي والأدب المكتبي والنقد والفن التشكيلي. ويخلص عبدالعزيز الى القول: إن هذه التشكيلة الواسعة من الاصدارات تجاوزت 1000 إصدار حتى الآن، تتم بواقع اصدار كل ثلاثة أيام، وتتضمن أيضا إصداري كتاب الرافد الشهري المجاني بالإضافة الى الكتب الالكترونية القابلة للاستدعاء ورقيا عبر الانترنيت. كتاب في دقيقة من جهتها، تقدم مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم في دبي خدمات مهمة في دعم حركة النشر، وقد أكد العضو المنتدب جمال بن حويرب أن المؤسسة وصلت حاجز الألف كتاب منشور، وأن هذا الرقم يتطور باستمرار، وأن عملية النشر تمثل أحد أبرز المشاريع التي تركز عليها المؤسسة سواء من خلال ملخصات كتاب في دقيقة الشهري، أو المساهمة في برنامج دبي الدولي للكتابة، أو من خلال برنامج الترجمة ونشر أهم الإصدارات العالمية، وهو ما بات يمثل ميزة لهذه المؤسسة التي قطعت أشواطا هامة وذات جدوى في إطار النشر والوقوف الى جانب الكتاب المواطنين وكذا الناشرين المحليين. إطار عام تأسست جمعية الناشرين الاماراتيين سنة 2009، ومقرها الشارقة ودائرة نشاطها دولة الإمارات، وهي جمعية ذات نفع عام تعمل على خدمة وتطوير قطاع النشر في دولة الإمارات، وذلك لتمثيل الناشرين الإماراتيين في المعارض المحلية والدولية والارتقاء بمهنة الناشرين في الدولة ورعاية العاملين في مجال النشر في الإمارات، بالإضافة إلى التعاون مع المؤسسات المحلية المعنية بالنشر والطباعة والتوزيع والمشاركة في التظاهرات والمعارض والملتقيات المعنية بالنشر في الدولة وفي الخارج. وترأست الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي اللجنة التأسيسية للجمعية التي يبلغ عدد أعضائها اليوم 94 ناشرا داخل الدولة. ويذهب جمال الشحي رئيس جمعية الناشرين وصاحب دار "كتّاب" إلى القول أن حركة النشر في الإمارات تعيش أزهى فتراتها، باعتبار أن الإماراتيين وخصوصا المبدعين منهم أصبحوا ينظرون إلى النشر كمشروع مجد من شأنه أن يساهم في إثراء المشهد الثقافي ويحقق جدوى اقتصادية، وهذه المعادلة اذا ما توفرت تحقق النجاح المطلوب، وهكذا يصبح النشر صناعة اليوم وواقعا لا مناص من إغفاله. ويضاف الشحي: إن جمعيات النفع العام تغطي تحت مظلتها هذا الإطار مما خلق التفافا من المبدعين والناشرين، لكن الإشكال يبقى في نقص الرعاية، فما تمكننا منه الوزارة مهم لكننا نطمح الى المزيد، كما لا يجب أن نغفل الدور الكبير الذي يضطلع به معرضا أبوظبي والشارقة الدوليين من دعم لقطاع النشر بوصفهما أكبر معرضين في المنطقة العربية، وهما مناسبة لاقتناء العديد من المؤلفات من قبل المؤسسات الوطنية وبعض الإدارات وخصوصا في الشارقة، إذ يخصص معرض الشارقة مثلا مبلغا هاما بأمر من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، للتزود بالمؤلفات من دور النشر عامة ودور النشر الإماراتية خاصة، وهو ما يحسب لرائد النهضة الثقافية في شارقة الثقافة، كما لا يجب أن نغفل الدور الذي تقوم به الشيخة بدور القاسمي سواء من خلال تأسيس هذه الجمعية وترؤسها في البداية أو من خلال حرصها على دعم دور النشر كافة وترسيخ حركة نشر إماراتية من شانها ان تقدم الأفضل. التحدي المادي محمد بن دخين المطروشي مدير دار التخيل للاعلام ونائب رئيس جمعية الناشرين في الإمارات لا ينكر الصعوبات التي قد يتعرض لها الناشرون المحليون وخصوصا عند انطلاق مشروعهم، لكنه يرى "إن دعم المؤسسات المختلفة في الدولة من شأنه أن يجعل من النشر مشروعا مجديا يؤتي أكله ويحقق الجدوى والفاعلية المطلوبة، فدولتنا حريصة على أن يكون لهذه المشاريع الثقافية حضورها المتميز في المشهد بما يحقق إشعاعا ثقافيا في بلادنا وفي المحيط، فما تحقق في الإمارات على مستوى التنمية يواكبه تطور على المستوى الثقافي، وهذا ما نلمسه كناشرين ونتمنى أن تحرص الجهات الحكومية خاصة على رعاية ودعم الناشر الإماراتي لأنها بذلك تدعم الكاتب الإماراتي، وتجعله يبدع ويقدم الأفضل من أجل غد أفضل للأجيال". وبرأي المطروشي، فإن المعارض وحدها لا تكفي لتحقيق جدوى اقتصادية من وراء دور النشر، وعليه فان الوقوف معها ماديا بالخصوص من خلال اقتناء منتوجها في السنوات الأولى ضروري لتقف هذه المشاريع على أرضية صلبة. ويرى الشاعر علي الشعالي المدير التنفيذي لدار الهدهد للنشر والتوزيع، وهي دار مختصة في ترجمة الكلاسيكيات العالمية والرواية والقصة القصيرة والشعر وأدب الفتيان والأطفال، أن هذه الحركة الكبيرة في النشر في دولة الإمارات لا بد أن يعاضده مجهود لدعم هذه الدور من خلال عقود الرعاية من قبل المؤسسات الاقتصادية الكبرى، ومن بعض المؤسسات الرسمية لأن ذلك من شأنه أن يقدم الإضافة التي نطمح اليها كإماراتيين في الوقت الذي تحقق فيه الثقافة عامة والنشر خاصة قفزة نوعية ذات بال. حركة واعدة ويقول محمد نورالدين صاحب دار نبطي للنشر والناقد والشاعر الاماراتي: يصعب تقييم دور النشر الإماراتية اليوم، لأن أغلبها واعد، وأعتقد أن الخمس سنوات الأولى لا تكفي لتقييمها، فمن المستحيل أن يكسب الناشر منذ البداية الا إذا اعتمد على الكتاب والكتّاب الناجحين، فيجب أن نميز بين النشاط الأدبي والنشاط الاقتصادي، إذ إن الجدوى المادية ضرورية جدا لمثل هذه المشاريع، فهنالك تداخل بين الثقافي الصرف والاقتصادي في هذا الاطار، إذ إن هناك أعمالا عالمية كبيرة عالية المستوى نؤجلها ونحاول أن نبحث لها عن رعاية لأنها كإبداع مهم قد لا تجد الرواج المطلوب لدى مختلف الشرائح. وأضاف نورالدين أنه نشر إلى حد الآن 7 مؤلفات، ولديه خمسة أخرى تحت الطباعة وسترى النور قريبا، وهناك تركيز على الشعر النبطي أساسا كما يحيل إلى ذلك اسم الدار، وهذا لا يعني الاقتصار على هذا الجنس الأدبي بل كلما كان العمل الابداعي مهما سيكون في طريقه للنشر، وإذا كان العمل يستحق النشر فلا بأس مهما كان جنسه الأدبي. وعن التسهيلات التي يجدها الناشر الإماراتي يقول صاحب دار نبطي: هناك اقتناء لنسخ تشجيعية من طرف بعض الجهات مثل دار الكتب الوطنية، وهي مؤسسة مشكورة ذات اهتمام كبير بدور النشر المحلية، أما باقي الجهات والمؤسسات فإنها تقتصر على اقتناء عدد محدود جدا من النسخ. وخلص إلى القول أن مستقبل النشر اليوم غير واضح بالمرة باعتبار أن النشر الالكتروني أقل تكلفة وأكثر انتشارا ولا حدود له، وهو خطر داهم من شأنه أن يهدد النشر الورقي خصوصا أمام تحدي التوزيع. ولا بد لمزيد من دعم الكتاب من إيجاد مساحات للعرض لا تقتصر على عرض الكتب الأكثر طلبا وإقبالا، بل تشمل كافة الكتب وخصوصا الأقل طلبا كما تصنف تجاريا. طفرة كبيرة حبيب الصايغ رئيس اتحاد أدباء وكتّاب الإمارات يعتبر أن اتحاد الكتاب من أكبر دور النشر في الدولة، وأن هناك مشروعا متكاملا تحت الدرس لبعث دار نشر خاصة بهذه الجمعية ذات النفع العام. كما أن هناك مشروعا مشتركا مع وزارة الثقافة وتنمية المجتمع من خلال تخصيص الاتحاد للجنة قراءة وإجازة من طرف الجمعية، أما الطباعة فتتكفل بها الوزارة، فهناك منشورات مشتركة مع الوزارة والتعاون لا يزال مستمرا بفضل تمويل الوزارة للكتاب، وهو دعم لا يشمل الكتاب الأعضاء فقط بل كل الكتاب داخل الدولة. أما بالنسبة لمشاريع دور النشر المحلية فيلاحظ الصايغ أن هناك اهتماما وإقبالا من المواطنين على بعث دور نشر لنشر الأعمال الأدبية، مما يؤكد أن هناك حراكا ثقافيا مهما، وأن مثل هذه المشاريع قادرة على تحقيق الجدوى الاقتصادية لأصحابها، والكاتب اليوم إذا أراد أن يقدم على مشروع تجاري فإن تأسيس دار للنشر هو المشروع المناسب بالنسبة له بوصفه يدور في فلكه. ويقول الصايغ: هناك طفرة كبيرة في مجال النشر اليوم في دولة الامارات، وليس بالضرورة أن تستمر، وتمنياتنا بالتوفيق للجميع، فليس كل مبدع ناجح هو ناشر ناجح بالضرورة والعكس صحيح. ومع أنني أنصح الكتّاب بفتح دور نشر خاصة لأن من شأنها أن تضيف للثقافة في الوطن، وهو أمر من الأهمية بمكان حيث يجعلنا نستفيد من هذا الحراك ونحقق التميز، وهذا هو المطلوب الآن أكثر من أي وقت مضى، فالإمارات تحتاج إلى معاضدة جهود كل أبنائها لما فيه إطراد التقدم والتمتع بالرخاء في القطاعات المختلفة، وهو مطلبنا جميعا بدون استثناء. وللمبدعين رأي: نبحث عن الرواج ماذا يقول المثقفون والمبدعون الإماراتيون عما تشهده حركة النشر في الإمارات؟ الشاعر سلطان العميمي، مدير أكاديمية الشعر، يؤكد أن حركة النشر البارزة في الإمارات مؤخراً أمر مفرح ويدعو للتفاؤل بمستقبل ثقافي واعد ومشرق لأبناء الإمارات، وهو ما يشير أن لدينا جيلا قارئا، وقيادة تدعم الثقافة. أما عبدالعزيز المسلم مدير التراث والشؤون الثقافية بدائرة الثقافة والاعلام بالشارقة، فيذهب إلى اعتبار أن ما تحقق للمبدع الاماراتي اليوم من دور نشر محلية يمثل إضافة نوعية مهمة جدا من شأنها ان تساعد المبدعين الاماراتيين على نشر أعمالهم وتحقيق الرواج والانتشار الكافي لها، ولا أخفي سرا أن حركة النشر الاماراتية الناشئة كانت وراء إصداري للعديد من الأعمال الأدبية والبحوث في الثقافة الشعبية، ودخلت مرحلة أخرى من خلال إصداراتي الشخصية، وتعاملت مع دور نشر محلية أثبتت جدواها وحققت الرواج المطلوب لأعمالي، وهو أمر يحسب لهذه المؤسسات الوليدة التي تزايد عددها بشكل لافت للانتباه، ومساهم في الحراك الثقافي المهم الذي تعيشه دولة الامارات، وهو مواكب للنهضة الشاملة التي تعيشها في كل القطاعات. وبرأى المسلم فإن المطلوب هو أن يجد الكتاب الإماراتي الرواج الذي هو به جدير وخاصة من خلال اقتناء المؤسسات للكتاب المحلي لتشجيع الكاتب والناشر في آن، وكذلك من خلال حرص دور النشر على وضع لجان لتقييم الانتاج المقدم للنشر مما يشجع على نشر الأعمال المهمة والمفيدة والتي بإمكانها أن تفيد القارئ الإماراتي الذي يقرأ، وليس صحيحا ما يشاع من أنه تحت سيطرة العالم الإلكتروني، والمطلوب هو أن نستغل هذا الإطار لمزيد من نشر الكتب لأن الكتاب في نهاية المطاف هو الأصل الذي لا غنى عنه في بيوتنا ومكاتبنا. الشاعر والاعلامي الشاب هزاع المنصوري أكد أن دور النشر الاماراتية أصبحت تهتم بالكوادر الشابة في الدولة، وهو ما يؤشر لأفكار ومشاريع جديدة من أجل نشر ابداع وثقافة وفكر إماراتي قادرعلى ترسيخ أقدامنا في هذا الأطار، مشيرا في هذا الصدد إلى (دار هماليل)، وهي واحدة من الدور المحلية المتميزة التي استطاعت أن تحقق الكثير للمبدعين الإماراتيين. ويضيف: من خلال إطلاعي على تجربتها في مجال النشر، فقد تعددت أنشطتها سواء من خلال الأمسيات الشعرية أو الموسيقية أو الفنية مما جعلها اليوم تستقطب اهتمام الكتاب الإماراتيين وتكون لهم مجلسا ومرفأً مهماً يجمعهم حول الكلمة والابداع، وهي اليوم تمثل حافزا مهما وخصوصا بالنسبة لنا نحن الكتّاب الشبان لتأكيد تواجدنا وحضورنا في الساحة الثقافية الاماراتية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©