السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مبادرة لإعلاء قيم الاعتدال ونبذ التطرف

مبادرة لإعلاء قيم الاعتدال ونبذ التطرف
23 فبراير 2016 02:26
يعقوب علي (جاكرتا) أطلق مجلس حكماء المسلمين، مبادرة «دراسة حالة الأمة»، وبرنامج لمعالجة الأزمات والنزاعات، كما أعلن تفاصيل أولى قوافل السلام الـ 16 التي يعتزم توجيهها لعدد من الدول في مختلف قارات العالم، وذلك وفقاً لمعالي أمين عام المجلس الدكتور علي النعيمي. وكشف معالي أمين عام المجلس في مؤتمر صحفي عقد بعد الاجتماع الذي ترأسه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، عن أن مبادرة إعداد دراسة حالة الأمة تهدف إلى الوقوف على أسباب انتشار العنف، والتطرف، وتراجع دور الأمة، وفق منهجية علمية تهدف إلى إيجاد قراءة وافية ومستفيضة لتلك الأسباب، متوقعاً الانتهاء من الدراسة بعد عام من الآن. وأوضح معاليه أن إطلاق برنامج لمعالجة الأزمات يهدف إلى تعزيز دور المجلس في إعلاء قيم الاعتدال ونبذ التطرف، بعيداً عن الصدام والحرابة، مؤكداً أن المجلس بدأ فعلياً في تفعيل المبادرة عبر التواصل مع أطراف النزاع في الصومال، تمهيداً لإيجاد آليات للتوصل إلى حلول سلمية هناك، مؤكداً أن المجلس يسعى لمعالجة عدد من الأزمات الأخرى في المنطقة، إلا أن عدم تجاوب بعض الأطراف يحول دون ذلك، مستشهداً بملف اليمن. وفي السياق ذاته، كشف معالي أمين عام المجلس، عن اختيار نيجيريا كأول وجهة لقوافل السلام الـ 16 التي يعتزم المجلس توجيهها إلى عدد من الدول في مختلف قارات العالم، مشيراً إلى أن المجلس أنهى في اجتماعه السابع أمس، تشكيل فرق العمل الخاصة بكل قافلة. وقال «سيتم كشف وجهات القوافل كافة فور إنهاء عدد من الإجراءات». إلى ذلك التقى فضيلة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، ورئيس مجلس حكماء المسلمين صباح أمس، الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، في القصر الرئاسي بالعاصمة جاكرتا، على رأس وفد رفيع المستوى من مجلس حكماء المسلمين. وشدد فضيلة شيخ الأزهر، على الدور الكبير الذي يلعبه المجلس في إرساء دعائم السلام والمحبة والتعايش المشترك بين الشعوب والمجتمعات المختلفة، موضحاً أن المجلس الذي يتكون من عدد من كبار الحكماء والعلماء في العالم الإسلامي، بات رسولاً للسلام إلى العالم أجمع من خلال نشر ثقافة الوسطية والسلام ومكافحة التطرف والإرهاب. وقال فضيلته، إن الحكماء والعلماء عليهم دور كبير في تحصين شباب الأمة وتوعيتهم بمخاطر الوقوع في براثن جماعات الإرهاب، لافتاً إلى أن الرؤساء والحكام يتحملون دوراً بارزاً في دعم الجهود التي يبذلها العلماء والحكماء لتحقيق التكاتف في مواجهة الفكر المتطرف، بما يحمي أبناءنا وشبابنا من الوقوع فريسة لهذا الفكر المنحرف. وأضاف فضيلته: لقد استطاعت إندونيسيا خلال السنوات الأخيرة، أن تحقق نهضة ملموسة مع الحفاظ على هويتها الإسلامية، موضحاً أن الطلاب الإندونيسيين الذين يدرسون في الأزهر الشريف أمانة لدى الأزهر، يعلمهم صحيح دينهم، وفق المنهج الوسطي القويم، لينشروه بين الآخرين، معلنا زيادة عدد المنح الدراسية التي تقدم إلى الطلاب الإندونيسيين خلال الفترة المقبلة إكراماً للسيد الرئيس والشعب الإندونيسي. من جانبه، رحب الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو بفضيلة الإمام الأكبر وأعضاء مجلس حكماء المسلمين، مؤكداً أن دور الأزهر في آسيا وجميع أنحاء العالم كبير جداً، مضيفاً: «إن لخريجي الأزهر إسهامات كبيرة في النهضة التي تشهدها إندونيسيا حالياً، والأزهر الشريف حصن الأمة من التطرف ونعول كثيرا، كما العالم أجمع، على علماء الأزهر في نشر صحيح الدين وتوعية الناس بمخاطر التطرف والإرهاب». وقدم الرئيس الإندونيسي الشكر إلى فضيلة الإمام الأكبر على زيارته الكريمة إلى دولة إندونيسيا ودعمه المتواصل للطلاب الإندونيسيين الدارسين في الأزهر الشريف، موضحاً أن الخريجين العائدين هم خير سفراء للأزهر بإندونيسيا فهم عدد كبير جداً، مؤكدا أن شيخ الأزهر يحظى بشعبية وتقدير واحترام كبير في إندونيسيا. حضر اللقاء، من الجانب الإندونيسي يوسف كالا نائب رئيس الجمهورية، ولقمان الحكيم، وزير الشؤون الدينية، والمبعوث الخاص لرئيس الجمهورية، في حين ضم الوفد المرافق لفضيلة الإمام الأكبر معالي الدكتور علي النعيمي، أمين عام مجلس حكماء المسلمين، إضافة لأعضاء المجلس: المشير عبد الرحمن سوار الذهب، ود. محمد قريش شهاب، ود. حمدي زقزوق، والشيخ إبراهيم صالح الحسيني، د. أحمد الحداد، ود. شارمون جاكسون، ود. أبو لبابة طاهر، إضافة للدكتورة كلثم المهيري. وفي إطار متصل زار وفد مجلس حكماء المسلمين، مقر هيئة علماء إندونيسيا في العاصمة جاكرتا، واقترح فضيلة الإمام الأكبر، شيخ الأزهر، إنشاء هيئة إسلامية تضم كافة المؤسسات والمذاهب الدينية الإسلامية، مشيراً إلى أن الأمة الإسلامية عجزت عن مواجهة الأفكار المتشددة بعد أن توارى دور علماء الوسطية والتسامح خلال العقود الماضية، تاركين المجال أمام المتشددين للاستحواذ على الخطاب الديني مما سهل عملية إقحام أفكار التشدد على المناهج والخطب والدينية. وأوضح فضيلته، أن المطالبة بإيجاد هيئة جامعة للمذاهب لا يعني تذويب الاختلافات بين المذاهب، مؤكداً أن التنوع والخلاف أمر طبيعي ما لم يتقاطع مع أصول الدين، مشيراً إلى أن الحل الوحيد للأمة يكمن في العودة إلى التراث الإسلامي. وأكد أن علماء الوسطية ودعاة التسامح يتحملون عبء الأمة في المرحلة القادمة وعليهم الذود عن تلك الوسطية وعدم السماح للمجتمعات والشعوب بالانزلاق في شرك التشدد والتطرف. وأكد فضيلته أن الأمة تحصد ثمراً مراً لزرع قديم، مشدداً أن الوقت آن للتغيير ومواجهة كل دعاة الظلام بحزم يتناسب وحجم الإفساد الذي أحدثوه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©