الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«صاحبة الجلالة» تتجاوز خطر الاندثار وتتكيف مع المتغيرات بالابتكار

7 نوفمبر 2010 14:25
أبوظبي (الاتحاد) - قبل عام كانت الصحف تبحث بلهفة عن أي أفكار أومخارج يمكن أن تنقذها من المأزق الحاد الذي انكشفت عليه دفعة واحدة، غداة الأزمة المالية العالمية لدرجة طرحت معها تساؤلات جادة تتعلق بمصير الصحافة في ظل استحالة استمرارها مالياً إذا بقيت على نمطها المهني والإنتاجي القديم، وعجزت عن مواجهة التحديات الصعبة التي أوجدتها الثورة الراهنة في تكنولوجيا الاتصال. يبدو أن حجم التحدي كان كفيلاً بجعل العديد من المؤسسات الصحفية تتحرك في كل المجالات، من أجل إنقاذ صاحبة الجلالة مما يهدد مصيرها. وأدى هذا الاستنفار إلى نتائج مشرقة في أكثر من مكان، بل يمكن القول إن الأزمة كانت كفيلة ليس فقط بإظهار جهود استثنائية تحفظ الصحافة من الاندثار، بل ومن شأنها الانتقال بالصحافة إلى مرحلة جديدة. وفي هذا الإطار يلتئم أرباب صناعة الصحافة في العالم في سان فرانسيسكو يومي 16 و17 نوفمبر الجاري في المؤتمر الذي تنظمه الجمعية العالمية لناشري ورؤساء تحرير الصحف وجمعية الصحف الأميركية، حيث تعرض العديد من الصحف من حول العالم تجاربها الناجحة في زيادة مواردها وعدد قرائها. الصلة العاطفية بحسب بيان صادر عن المؤتمر سيقدم دايفيد ل.هونك، رئيس وناشر صحيفة «يو أس توداي» (USA Today ) الأوسع انتشارا في الولايات المتحدة الأميركية، تجربة نجاح الصحيفة في توثيق العلاقة مع قرائها ويشرح الاستراتيجيات التي من شأنها بناء ما يسمى «الصلة العاطفية» بين الصحيفة وجمهورها، كما سيتطرق هونك في خطاب رئيسي أمام المؤتمر إلى ما تقوم به الصحف في أميركا وغيرها في أنحاء العالم لزيادة قرائها وعائداتها في الأوقات الصعبة التي تعيشها حاليا. وكانت «يو أس توداي» قامت بعدد من الإجراءات الابتكارية جعلتها متاحة بسهولة لجمهور قرائها المليوني، وهي تعتمد بشكل واسع على الرسومات التوضيحية ومداخل متعددة لقصصها الإخبارية كما تركز على الأخبار المحلية والقومية (الأميركية) وتقدم تغطية واسعة لأبواب الرياضة والموضة ونمط وأسلوب الحياة (لايف ستايل)، ومع ذلك فإنها تستمر في نهجها الابتكاري الآن، حيث تقوم بإعادة هيكلية تتضمن الانتقال من غرفة التحرير والأخبار الشاملة (الغرفة المركزية) لمختلف محتوياتها متعددة الوسائط (الخدمات الرقمية) إلى الغرف التحريرية المتخصصة بكل واسطة إعلامية على حدة. نماذج اسكندنافية وأميركية من المتحدثين الآخرين في المؤتمر توري بيدرسون الرئيس التنفيذي لـصحيفة التابلويد النرويجية «فيردنزجانج أي أس» (Verdens Gang AS) الذي سيعرض تجربة الصحيفة في تطوير وتسهيل المحادثة فيما بين قرائها عبر بوابة وموقع الصحيفة، ويشرح تيري هوم، رئيس وناشر صحيفة «أورانج كونتري ريجيستر» (Orange County Register) الصادرة في كاليفورنيا كيف أعادت تنظيمها وتصميمها لزيادة وصولها إلى الجمهور وزيادة استفادة هذا الجمهور من محتوياتها، كما يتحدث في المؤتمر مارتين جونسون نائب رئيس تحرير صحيفة «زفنسكا دجبلادت» السويدية (Svenska Dagbladet) التي قامت بإجراء تغييرات جوهرية في نمط عملها لتكسب قراء ومشتركين أكثر فأكثر. أما أنيت نوفاك رئيسة تحرير صحيفة «نوران» (Norran) السويدية فتعرض لتجربة تعزيز الصحيفة تواصلها مع القراء المحليين «من خلال دمجهم وجعلهم منخرطين في خطط التحرير»، ويقدم جاري أوزويسكي مدير المبيعات في صحيفة «بالتيمور سن» (Baltimore Sun) رؤية حول برامج واستراتيجيات نجحت في خفض المحتويات الهامشية وقليلة الأهمية. الإعلام الجديد بهدف استفادة الصحافة من المواقع الرقمية البحتة لتطوير خدماتها على الشبكة، يستضيف المؤتمر شخصيات تشرح تجارب بارزة، فيتحدث دوج بينيت رئيس القسم التفاعلي في شركة «فريدوم كومينيكيشن» (FreedomCommunications)ومقرها الولايات المتحدة عن خلاصات النماذج التي اتبعتها في خدمات المحتوى مدفوع الثمن، ويشرح ستيف سفانجروس المدير العام للصفحة الرئيسية في «أم أس أن» (msn.com) كيف تستهدف هذه الشبكة العالمية عبر الإنترنت جماهير قرائها من خلال طبيعة المحتوى عبر موقعها، إنما بهدف زيادة زيارات تصفح الموقع متعدد الخدمات وتوسيع جمهوره الأساسي. وتقدم جنيفر كارول نائبة رئيس ومسؤولة تحرير «كونتنت وان» (ContentOne) التابعة لشركة جانيت» الإعلامية المعروفة، بحثا عن كيفية تعامل المؤسسات الإخبارية مع التوزع الجغرافي- الإثني لمجموعات مختلفة من القراء المحليين. ويترافق المؤتمر العالمي للصحف مع معرض يتضمن أجنحة مخصصة لمزودي منصات النشر والتوزيع التي من شأنها تقديم حلول لزيادة القراء والجمهور.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©