الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«فن أبوظبي» يحتفي بالمواهب الإماراتية والعالمية ويعرض تصميمات من الخشب والكرتون

«فن أبوظبي» يحتفي بالمواهب الإماراتية والعالمية ويعرض تصميمات من الخشب والكرتون
7 نوفمبر 2010 20:03
أطياف من الألوان وروافد من الإبداع تجمعت على أرض أبوظبي مكونة نهراً فنياً اتسم بالدهشة والإبهار حمل اسم “معرض فن أبوظبي”، تلاقى فيه عشاق الفنون، مع عالم الجمال والفن التشكيلي بمختلف أشكاله وأطواره في تظاهرة فنية وثقافية، فريدة من نوعها، جعلت من العاصمة الإماراتية منصة عالمية للفنون الحديثة والمعاصرة. بين الفعاليات والبرامج التي يحفل بها “فن أبوظبي”، كان التواجد الإماراتي مميزاً وانتشرت أعمال الفنانين الإماراتيين في أرجائه وكأنها ندفات أضاءت هذا المحفل الفني العالمي. ستوديو التصميم واحد من تلك الفعاليات المهمة التي تصدرت أجندة “فن أبوظبي”، واشتمل على أعمال ومشاركات لأكثر من فنان إماراتي، بدأوا في نسج قصتهم مع النجاح ونقل إبداعاتهم من حيز الموهبة إلى عالم الاحترافية والمساهمة في إثراء الحياة الفنية والثقافية على الصعيدين المحلي والعالمي. الفنان والمصمم الإماراتي خالد شعفار حدثنا عن الجناح الذي شارك به داخل استوديو التصميم هذا العام، أوضح أنه ثمرة برنامج التبادل الثقافي بين كل من “فن أبوظبي”، وبنك H.S.P.C. وبناء على هذا التعاون يتم تجميع فنانين إماراتيين وتنظيم أول ورشة عمل من نوعها في العالم في مدينة ساوبالو البرازيلية داخل استوديو الأخوين كامبانا، وهما من أشهر مصممي الأثاث في البرازيل منذ أكثر من 27 عاماً، واعتمد تصميمهم للأثاث على المواد البسيطة والمواد التي يمكن إعادة تصنيعها، والهدف من هذا البرنامج والتعاون مع فن أبوظبي، هو تيسير التبادل الفني بين الفنانين الإماراتيين والبرازيليين، والاستفادة من خبرات الأخوين كامبانا ووجهة نظرهما في البحث عن بدائل التصميمات. بالإضافة إلى التفكير فيما سيشتمل عليه استوديو التصميم قبل المشاركة في فن أبوظبي. وبناء على ذلك تم اختياره والفنانة نورا المهيري للسفر إلى ساوباولو والبقاء هناك لمدة أسبوع، وخلال هذه الفترة تم الاتفاق على استخدام مادة الكرتون لعمل التصميمات المشاركة في الجناح”. استغلال النفايات وحول أسباب اختيار الكرتون، قال شعفار، إنه يستخدم على نطاق واسع في البرازيل ويستخدمه الفقراء لبيعه لمراكز إعادة التصنيع، والتعيّش من خلال المردود المادي للبيع، وبالمثل نحن هنا في الإمارات نستخدم الكرتون بكميات كبيرة، غير أننا لا نعيد استخدامه مرة أخرى، ومن خلال هذا الجناح نعمل على إيصال رسالة للمجتمع مفادها أنه يمكن استخدام نفايات مادة الكرتون لتقديم عمل فني جميل. وعن التصميم المستخدم في الجناح، فقد اعتمدنا على شكل المشربية المعروف في المنطقة العربية، وقمت أنا ونورا بإدخال فن العمارة الإسلامية في عمل تصميم هذه المشربية، ومن ثم استخدام نفس التصميم لعمل أرضية الجناح، وهي فكرة مبتكرة وجديدة في هذا المجال. والشعار العام للجناح حمل عنوان “ثقافات بألوان” ومن هنا جاءت ألوان الإضاءة المستخدمة في الأرضية لتعبر عن ألوان العلمين البرازيلي والإماراتي، كما أن مادة الكرتون تم توظيفها في الجناح لعمل بعض قطع الأثاث ومنها الطاولات، ويمكنها أيضاً أن تأخذ أشكالاً مختلفة، مثل تلك الشعارات الموجودة على جدران الجناح والمصنّعة جميعاً من مادة الكرتون. الثريا وكشف شعفار أنه والفنانة نورا المهيري يسعيان خلال أيام المعرض إلى استخدام الكارتون في إنجاز عمل فني على شكل ثريا تستخدم في الإضاءة والديكور، وهو ما يطرح مفهوماً جديداً للديكور الراقي المعتمد على خامات بسيطة وغير مكلفة. وفيما يتعلق بتواجده كفنان إماراتي واعد في معرض فني علمي بحجم فن أبوظبي، أكد على أن فن أبوظبي مثّل منصة ممتازة للمصممين والفنانين الإماراتيين لتقديم أعمالهم لعشاق الفنون القادمين من جميع أنحاء العالم. وفي هذا السياق لفت إلى أن اختلاطه بهذا الكم من الفنانين العالميين أفاده بالتعرف على ثقافات وفنون شعوب مختلفة، وأيضاً تبادل الخبرات والآراء، وهو ما سينعكس على مستقبله المهني. وذكر أنه من أوائل الفنانين الإماراتيين الساعين إلى التخصص في مجال تصميم الأثاث، خاصة وأنه جرت العادة على استخدام الأثاث المستورد ويحمل طابع البلدان الوارد منها، غير أن تصميمات شعفار ستكون إماراتية بلمسة عصرية، كونها مستمدة من التراث الإماراتي وممهورة بروح العصر وأحدث الصيحات في عالم الأثاث. الجذور العربية بدورها أوضحت الفنانة الإماراتية نورا المهيري، أنه بعد تخرجها من جامعة زايد تخصص فن وتصميم، انصب اهتمامها على التصميم الداخلي وهي تسعى لتعريف العالم أجمع بجذورها العربية، كما أنها ترغب في أن تعكس التأثيرات العالمية على حياتها مثل تأثير الفنان ديجا والرمزية العصرية التي ابتدعها بيكاسو. كما تعمل على تمثيل التأثيرات العربية والعالمية ولتوضيح العلاقات الجمالية بين بلادها وازدهار الثقافة العربية في إسبانيا، وقامت المهيري بتصميم صورة للبلدين في خريطة واحدة مشتركة بعنوان “الأندلس”. وباعتبارها مناصرة لقضايا المرأة تريد المهيري أن ترسل رسالة واضحة وقوية حول المرأة في هذا المجال، وهي حالياً في السنة الثانية من دراسة الماجستير في الصناعات الثقافة والإبداعية في كلية أبوظبي للطالبات. بداية حقيقية الفنان الاماراتي خالد مزينة، وله جناحه الخاص داخل استوديو التصميم، قال إنه سبق وأن شارك في كثير من المعارض الفنية داخل الإمارات وخارجها، ومنها معارض شنغهاي ونيويورك وبرلين. أما عن “فن أبوظبي”، فوصفه بأنه فرصة لتنفيذ بعض تصميماته ونقلها إلى أرض الواقع ويعتبرها بداية حقيقية لحياته العملية، من خلال عرض تصميماته مباشرة على الجمهور والمهتمين بعالم التصميمات، خاصة وأن جناحه يشتمل على تصميمات مختلفة للـ”تي شيرتات والحقائب”، وغيرها من السلع التي يمكن استخدامها على نطاق تجاري واسع. ولفت إلى أنها المرة الأولى التي ينفذ فيها هذا النوع من التصميمات ومستقبلاً سينوي التوسع فيها وتسويقها تجارياً. وبالحديث عن تصميماته ذكر أنها مستمدة من البيئة الإماراتية وتراثها ولكن يتناولها بمنظور مختلف يجمع فيها بين الرسم باستخدام اليد، ثم تلوينها عن طريق الكمبيوتر، وهو ما يجعل منها تصميمات مميزة ومغايرة لما يمكن أن يتم بشكل يدوي أو الأخرى المنجزة عن طريق الكمبيوتر. كما أوضح أنه سلك مجال التصميمات منذ تخرجه من الجامعة الأميركية في الشارقة عام 2006، وتعبر أعماله عن أفكاره التي استلهمها من الكتب الهزلية والأعمال الموسيقية والناس ونبض الشارع الفني، أما بالنسبة لأعماله فدائماً ما تبدأ كرسومات يدوية ثم يقوم بمسحها ضوئياً وتعزيزها بالألوان أو عناصر أخرى، ويمكن أن تتضمن تلك الأعمال رسالة تعكس حالة مزاجية، أو حدثاً اجتماعياً أو شخصياً، أو أن تكون لغرض التسلية فحسب، وقد حاول مزينة في العديد من أعماله الحالية التعبير عن الثقافة بصورة تقليدية من خلال إبداعه لأعمال تظهر الثقافة الإماراتية بصورة جذابة، وشعبية وغير تقليدية، الأمر الذي يتيح للمشاهدين تقبل جماليات التقاليد العربية في إطار عالمي حديث وحيوي. وأضاف: “أتمنى أن تتمكن أعمالي من إلهام الآخرين بالطريقة نفسها التي استوحيتها من التصميم، وإذا ما تمكن العمل من رسم ابتسامة على وجوه المشاهدين فأعتقد أن ذلك هو مؤشر يدل على نجاح العمل”. أكاديمية التصميم ومن إيطاليا تحدث الفنان والمصمم سيمون فاريسن، عن جناح استوديو فورمافانتازما الهولندي، موضحاً أنه توجه إلى هولندا لدراسة فن التصميم هناك، ومن ثم شارك مع زميله أندريا تريمارتشي في إنشاء الاستوديو بعد إنهاء دراستهم في أكاديمية إيندهوفن للتصميم وهي من أهم الأكاديميات في العالم المعنية بدراسة التصميم في العالم. وأشار إلى أنه فضل البقاء في هولندا على الرغم من الشهرة العريقة التي تتمتع بها إيطاليا في عالم التصميمات والفنون، كون هولندا حالياً تضم مجموعة من المصممين هم الأرقى عالمياً، والتصاميم الموجودة في هولندا تختلف بشكل كلي عمّا هو في إيطاليا، لأنه في هولندا يتم التركيز على التصميم كعمل إبداعي وليس بهدف تجاري مثل إيطاليا. بقايا الأخشاب وعن استخدام الخشب في كافة التصاميم بشكل لافت، قال إنه عادة يستخدم المخلفات الطبيعية مثل بقايا الأخشاب، ولكنهم في “فن أبوظبي” استخدموا أخشابا طبيعية واستعانوا بها من مزارع في أوروبا وتم تطويعها لعمل أشكال فنية تمت المشاركة بها في “فن أبوظبي”. وعن احتكاكهم بغيرهم من الفنانين الإماراتيين، أكد على أنها فرصة فريدة لهم جعلتهم يتعرفون على العالم العربي للمرة الأولى، وقد انبهروا بالمستوى الحضاري الرائع لما هي عليه أبوظبي، وايضاً أعمال الفنانين الإماراتيين وأفكارهم المبتكرة، فضلاً عن أن الساحة الفنية الإماراتية تتسم بتصاميم ورؤى مختلفة عمّا ألفوه في أوروبا والذي يدور منذ قرون عديدة في فلك أطر فنية محددة نادراً ما يتم تخطيها، ولكن الفنان العربي قادر على إبداع تصاميم جديدة ومدهشة نظراً لاختلاف مرجعياته الثقافية والفكرية عن تلك الموجودة في أوروبا والتي تحصر عمل الفنانين والمصممين هناك داخل مدارس فنية بعينها. إبداعات بشرية ومن الجمهور قالت مهندسة الإلكترونيات هيام عريقات التي جاءت إلى المهرجان، بصحبة ابنيها إبراهيم وأيهم، إن فن أبوظبي فرصة لرؤية الإبداعات البشرية وأيضاً تنمية مواهب الأطفال عبر الكشف عن اهتمامهم واحتكاكهم بعوالم الفن التشكيلي والتصاميم المختلفة. وأكثر ما لفت نظرها في استوديو التصميم، هو قدرة الفنانين على تطبيق الأبعاد الثلاثية في شكل مجسمات حقيقية، وذلك بالمزج بين الصناعة الحرفية المعتمدة على الاستخدام اليدوي، واستخدام التكنولوجيا، وهذا يدل على الطور الجديد الذي دخلت إليه الصناعات الحرفية، بحيث أصبح يمكن النظر إليها بوصفها من الأعمال الراقية وليست النظرة الدونية التي طالما ارتبطت بالأعمال اليدوية منذ عشرات ومئات السنين. ومن خلال استوديو التصميم يمكن القول بأن الحرفي مستقبلاً لن يقل عن المتعلم نظراً لما أظهرته الأعمال الموجودة من قدرة على تسخير التكنولوجيا في التعبير عن الأعمال الإبداعية لليد البشرية.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©