الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

واقع المسلمات الكنديات

11 أغسطس 2011 00:33
انخرط الكنديون في بداية شهر يوليو الماضي في حوار على الإنترنت يهدف إلى زيادة فهمهم للمسلمين، الذين يشكلون المجتمع الديني غير المسيحي الرئيسي، والذي يقدر الخبراء الحكوميون المعنيين بالسكان عدده بـِ 1,1 مليون شخص عام 2011، أو 3,2 في المئة من إجمالي عدد السكان. تلك المبادرة قامت بها الصحيفة الوطنية اليومية "ذي غلوب أند ميل"، التي نشرت سلسلة من المقالات حول المسلمين، ودعت القراء للتعليق وطرح الأسئلة. ويشعر القراء بفضول، بشكل خاص، حول كيف يستطيع المسلمون التوفيق بين أسلوب حياتهم، الذي يلهمه ويزوده بالمعرفة دينٌ من القرن السابع، مع قيم المساواة في مجتمع علماني حديث. ومن بين النصوص الفرعية الرئيسية العلاقات في النوع الاجتماعي والرؤية الخاطئة المشتركة بأن المرأة المسلمة تتزوج وتنجب الأطفال، وتبقى في المنزل لخدمة زوجها فقط. وأكّدت القارئات المسلمات على المساواة في النوع الاجتماعي في الإسلام، ودَعين المشاركين إلى النظر إلى ما وراء الحجاب ورؤية تنوع الأساليب الحياتية والفكر والخيارات بين الكنديين المسلمين. وقد اعترفوا بأن العديد من المؤسسات الإسلامية والمنظمات في كندا، تغلق الأدوار المهمة أمام النساء، ولكنهم رفضوا الاقتراح القائل بأنهن يتعرضن للظلم في بيوتهن. والمفهوم القائل بأن النساء المسلمات ربات بيوت بشكل كامل، يفصل هؤلاء الناس عن مجتمع التيار الكندي الرئيسي، الذي يعتبر دخول المرأة سوق العمل مَعلماً زمنياً مهماً في حركة حقوق المرأة. وتدخل الأمهات المسلمات اللواتي يرعين أطفالاً في المنزل في واقع سوق العمل بأعداد لم يسبق لها مثيل في مجالات مثل الرعاية الصحية والتدريس والإدارة، مما يعزز القدرة الاقتصادية الكامنة للدولة ويفعل الأدوار الاقتصادية للزوج والزوجة. وبالطبع، بعض هؤلاء النساء هن صاحبات الدخل الرئيسي لأسرهن. وتأخذ العديد منهن دوراً ثنائياً كربات بيوت وصاحبات الدخل الرئيسي طوعاً، رغم العبء الإضافي، ليتسنى لهن تحقيق كامل إمكاناتهن، تدفعهن الرغبة بالاستفادة من تعليمهن لأجل تنميتهن الشخصية ولتحسين المجتمعات التي يعشن ويعملن بها. حضرت العديد من النساء المسلمات إلى كندا للمرة الأولى في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي كطالبات ومتدربات. وتعتبر المرأة المسلمة اليوم في القوى العاملة من بين الأكثر علماً ومعرفة، من ثنائيات اللغة (الإنجليزية والفرنسية) في الدولة. وحسب إحصاء عام 2001، وهو آخر إحصاء يتضمن معلومات لها علاقة بالمجتمعات الدينية، كان لدى 50 في المئة من النساء المسلمات اللواتي لهن أطفال قبل أو بسن المدرسة وظائف أو أنهن يبحثن عن وظيفة، وهي قيمة تساوي أو تتعدى معدل المشاركة في سوق العمل بين النساء الأوروبيات في دول مثل إيطاليا أو إسبانيا. ولا يضم هذا الرقم هؤلاء الأمهات الطموحات اللواتي تركن أعمالهن للعودة إلى المدرسة لرفع مستوى مؤهلاتهن على أمل الحصول على وظيفة أفضل فيما بعد. كما أظهر الإحصاء كذلك أن العديد من النساء المسلمات يتمتعن بوضع مالي أفضل من الرجال المسلمين. تملك العديد منهن أعمالاً استشارية ناجحة بينما تشغل العديد منهن مراكز عليا. وتشكل النساء ثلث مجموع القوى العاملة المسلمة، ولكنهن يفقن عدد الرجال المسلمين في مجال الوظائف الصحية. وحسب الإحصاء، فإن لهن حضوراً أوسع في مهن تدفع مردوداً عالياً مثل القانون، وهو حضور نما على الأرجح خلال السنوات القليلة الماضية. ورغم أن بعض النساء الكنديات المسلمات يسعين للاستفادة من شهاداتهن وتدريبهن، فإن أخريات اضطرتهن الظروف ليأخذن دور عائل الأسرة. ومن ضمن هذه المجموعة النساء المطلّقات أو المنفصلات، اللواتي يتوجب عليهن العمل لوضع الخبز على الطاولة ورعاية أطفالهن، ويتوجب عليهن كذلك التواجد في منزل لا يوجد به سوى أحد الوالدين، وفي أربع من كل خمس حالات، المرأة هي ذلك الشخص. معظم الأمهات المسلمات هن مثل زميلاتهن الكنديات، يحاولن تحقيق التوازن بين الأسرة والعمل، وإعادة التفاوض على توزيع مسؤوليات الأسرة. وهن لا يرين دورهن الثنائي كربات منزل وصانعات دخل الأسرة على أنه يتعارض مع دينهن، ويؤكدن على أن بعض العادات التي تمرر على أنها فروض دينية، مثل بقاء المرأة في المنزل، هي في الواقع نتيجة لحالات اجتماعية من الماضي، وبالتالي يمكن تكييفها مع الأوقات والظروف المتغيرة. داود حمداني كاتب متخصص في شؤون مسلمي كندا ينشر بترتيب مع خدمة «كومون جراوند»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©