الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

52 شاعراً صنعوا أسطورة كوكب الشرق أم كلثوم

52 شاعراً صنعوا أسطورة كوكب الشرق أم كلثوم
7 نوفمبر 2010 20:10
انتهى الشاعر والمؤرخ الموسيقي بشير عياد من كتابه الجديد الذي يحمل عنوان “أم كلثوم عصر من الشعراء قراءة في جماليات النص” ويعد الكتاب اكبر تكريم للشعراء الذين صنعوا نجومية كوكب الشرق أم كلثوم وأول كتاب يتناول النصوص المغناة بالنقد والتحليل والدراسة المستفيضة، حيث إن الشائع في مجال الغناء هو الكتابة عن المطربين أو الملحنين، وتزدحم الأرصفة والمكتبات بمئات الكتب التي تتحدث عن هؤلاء وتجاربهم بينما يأتي الشعراء في ثنايا الكلام وعلى استحياء رغم أنهم الأساس لكل عمل غنائي. وقال الشاعر بشير عياد ان الكتاب ليس فقط لتحليل أجمل ما غنّت أمّ كلثوم، وليس نوعا من إطلاق الأعيرة النارية في حفل زفاف شعرائها العظماء، ولكنه وقفة محايدة مع النصوص المغنّـاة في ميزان النقد الذي لا يضع اعتبارا للأسماء بقدر ما يُعنى بجمال الكلمة. وأوضح ان الكتاب حصيلة تسعة أعوام من البحث والاستماع والتنقيب والاستمتاع اللانهائي وكانت بذرته الأولى مقالاتي ولقاءاتي الإذاعية والتليفزيونية حول أمّ كلثوم وشعرائها، ثم جاءت الخطوة الثانية عندما شاركت في حلقتين من برنامج “كلثوميات” في نوفمبر 1995 عن الشاعر الراحل عبدالوهاب محمد الذي شكرني وأثنى على تحليلي لأغنيته الشهيرة مع أم كلثوم “ح اسيبك للزمن” وبعد وفاته وفي ذكراه الثانية في يناير 1998 اصدرت كتاباً عنه حمل عنوان “عبدالوهاب محمد أغنية ٌ خالدة” كان أجمل ما فيه مئة صفحة عن عبدالوهاب محمد وأم كلثوم، كانت دافعاً لي للتفكير في إصدار كتاب عن شعراء أم كلثوم. وأضاف: بدأت جمع المادة من كتب ومقالات وتسجيلات، وعلى الجانب الآخر زاد الإقبال على كتاباتي ولقاءاتي عن أم كلثوم وشعرائها من خلال الصحف والمجلات والإذاعة والتليفزيون لدرجة مشاركتي في أكثر من مئة حلقة ببرنامج “كلثوميات”، وعشرات اللقاءات في الإذاعة المصرية بكل شبكاتها والعديد من المحطات الفضائية، وكان اللقاء يمتد لأكثر من أربع ساعات على الهواء، فكنت أذاكر باستمرار حتى لا أكرر نفسي أو أقع في الأخطاء خصوصا أن معظم اللقاءات على الهواء مباشرة. وأشار الى انه بدأ اعداد الكتاب منذ منتصف 1999 وكان المقرر أن يصدر عام 2001 مع معرض القاهرة الدولي للكتاب، لكن الناشر اعترض لضخامته حيث يقع في ألف ومئتي صفحة، وبدأت أعيد الكتابة للاختصار، وكلما وقعت عيناي على معلومات جديدة أضيفها، وكلما صدر كتاب جديد ألتهمه وأستفيد من كل جديد فيه، وفوجئت بأن الاختصار لم يعد له محل من الإعراب فقد وصل حجم الكتاب إلى ما يقرب من ألفي صفحة، فتراجع الكثيرون عن نشره بسبب إصراري على نشره كاملا ومرة واحدة ورفضت فكرة صدوره في أجزاء، وعندما وافق أحد الناشرين على هذه المطالب مضيت في عملي وكان المتفق عليه أن يصدر قبل معرض القاهرة للكتاب عام 2007، لكن المعارض الخارجية شدت الناشر ولم تترك له فرصة الحركة داخل مصر، فلم يصدر الكتاب الذي لم يتسلمه مني، والآن ذهبت الكرة إلى ملعب آخر واتفقت مع إحدى الدور على نشر الكتاب في ثلاثة مجلدات من القطع الكبير معًا، ومعه “سي دي” عليه خمسون قصيدة وأغنية من أجمل ما غنت أمّ كلثوم، ألقيها بصوتي بموسيقى خاصة مهداة من الموسيقار سامي الحفناوي الذي لحن تسعين بالمئة من أشعاري المُغنّاة . وقال بشير عياد إن أمّ كلثوم غنت لاثنين وخمسين شاعراً، منهم خمسون معلومون، واثنان مجهولان من التراث وتوقـّفت مع ثلاثة وعشرين منهم وهم أصحاب الأعمال التي عاشت، وحتى هؤلاء لم أتوقـّف مع كل ما كتبوا، وعلى سبيل المثال شاعرها الأكبر أحمد رامي أخذ 230 صفحة بالرغم من وقوفي على أقل من ربع ما كتب لها فقد كتب لها 147 أغنية تعادل 46.7 في المئة مما غنـّت”، يليه بيرم التونسي الذي أخذ 190 صفحة بالرغم من أنه كتب لها تسعة وثلاثين عملا فقط، لكن أعمال بيرم كانت مختلفة فيما بينها، والتهمت سيرة حياته المدهشة ستين صفحة، وهناك شعراء كتب كل منهم عملا واحدا أو عملين ولكنني احتفيت بهم باعتبارها من الأعمال الكبرى ومن هؤلاء أبو فراس الحمداني “أراك عصي الدمع” وحافظ إبراهيم “مصر تتحدث عن نفسها” وأحمد شوقي “سلوا قلبي” وعبدالمنعم السباعي “أروح لمين” وجورج جرداق “هذه ليلتي” والهادي آدم “أغداً القاك” وعبدالله الفيصل “ثورة الشك” وإبراهيم ناجي “الاطلال”. واكد انه لم يتوقف عند الأعمال المغناة بالفصحى فقط وقال: في حالة أم كلثوم نجد عشرات من العاميّات التي أدتها تتفوق على مئات من قصائد الفصحى التي سادت القرن الماضي، ولهذا يتساوى عندي أحمد شوقي وأحمد رامي وحافظ ابراهيم ببيرم التونسي وعبدالوهاب محمد ومأمون الشناوي وكل هؤلاء الذين كتبوا لها بالعامية وجمال الكلمة وعبقرية الفكرة هما الفيصل، وقد يتفق القارىء معي في أن عاميّات رامي التي غنتها أم كلثوم تتفوّق كثيراً على معظم قصائده الفصحى التي كتبها لها. وقال: لم اجامل أحدا من هؤلاء العظماء بل إنني في بعض المواقف عند رامي وشوقي وعبد الوهاب محمد ومأمون الشناوي وأحمد شفيق كامل أجدني أكتب بمداد ماء النار بشكل سوف يغضب الكثيرين ولكنه يُرضي ضميري لأنني لن أخون القارىء الذي أعمل من أجله وأحترم ذائقته وعقله.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©