الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أم نوف تصنع «صابوناً للأميرات» برائحة الدخون والعود

أم نوف تصنع «صابوناً للأميرات» برائحة الدخون والعود
7 نوفمبر 2010 20:12
تتمتع بحس إبداعي وإصرار شديد على النجاح والتفرد في مجال عملها، بدأت أم نوف مشوار الألف ميل منذ أيام المرحلة الدراسية حيث بدأت انطلاقتها من المختبر أثناء القيام بتعلم كيفية صنع صابون اليد في إحدى حصص مادة الكيمياء التي كان لها أثر كبير فيما وصلت له. أم نوف شابة في مقتبل العمر طموحاتها لا حدود لها، قاموسها لا يعترف بكلمة فشل، تتعامل مع قوالب الصابون بحب وفن، في تصاميمها لمسة أنثوية رقيقة وأفكار متجددة، دخلت عالم الصابون منذ أن تعلمت في حصة الكيمياء كيفية تحضير الصابون، واطلعت على تفاعلاته وكيفية إنتاجه بالشكل النهائي لتتفنن في قطع الصابون فتشكلها بأناملها لتحمل لمساتها، وتشكل وتضيف الروائح بحسب ذوقها، إلى أن وجدت في نفسها القدرة على أن تعد تصاميم تحمل توقيعها وموهبتها، ولم يأت ذلك بسهولة لكنها عملت على تثقيف نفسها عن طريق القراءة ومتابعة كل ما يتعلق بعالم الصابون. نقطة الانطلاق لم تكن أم نوف تتوقع أن يتحول العمل الذي بدأته في حصة الكيمياء أن يتحول إلى واقع عملي، إلى ذلك تقول «بعد تخرجي من الثانوية العامة كنت أصنع الكثير من قوالب الصابون بأشكال جميلة وقوالب مختلفة في المنزل من باب التسلية فقط، وكنت أهديها لأخواتي وأمي وصديقاتي. وتتابع «كلام الإشادة والإعجاب من قبل أسرتي رفعت من معنوياتي وزادتني إصراراً على أن أُقدم شيئاً متميزاً ومختلفاً عن الموجود في السوق، لتتحول التسلية مع مرور الأيام إلى هواية ومهنة». وتوضح «بعد أن وجدت الكثير من التشجيع، خاصة من زوجي الذي ساعدني كثيراً بإبداء رأيه بالأشكال والقوالب التي كنت أصممها وإيجاد أفكار أخرى بروائح وأشكال تلفت الإنظار وتجذب الأنفاس دفعني هذا الأمر إلى الاشتراك في دورة عملية خارج الدولة حول إعداد الصابون والمواد الداخلة في تركيبته». وتتابع وهي تعد بعضاً من أشكال الصابون ذات القطع الصغيرة، قائلا «الدورة صقلت الكثير من أفكاري وقدراتي لتصبح الهواية الآن عملاً ثابتاً، ولكي أطور من قدراتي وموهبتي فقد اشتريت الكثير من الكتب التي تتحدث عن الصابون مع البحث المستمر في الشبكة المعلوماتية عن الصابون وأشكاله وأنواعه وأحجامه، ومع لمساتي الفنية استطعت أن أطور الهواية ولتحمل بصماتي الإبداعية». تجارب متواصلة «التجارب المتواصلة هي الطريق الصحيح للوصول إلى النتائج المرجوة». تقول أم نوف وتبين «أجريت التجارب، ورميت الكثير من الخلطات قبل أن أصل إلى التركيبة الصحيحة والدقيقة للصابون على الرغم من صعوبة الحصول على الخامات». وتتابع «جربت الصابون التي صنعته على نفسي وعلى أفراد عائلتي. كنت أسجل الملاحظات لعمل التعديلات اللازمة على التركيبة، إلى أن توصلت إلى الصيغة النهائية التي حققت الفوائد المرجوة منها». وتقول «أصبح أهلي يميزون بين الصابون الموجود في الأسواق وبين الصابون الطبيعي الذي اصنعه وميزوا الفرق بينهما. إلى ذلك، تقول أم نوف «مضى على عملي في صناعة الصابون حوالي أربع سنوات لكني منذ سنة تقريبا نزلت إلى أرض الواقع من خلال المشاركة في المعارض، وكان ذلك بفضل ومساعدة المركز الأعلى لشؤون مراكز التنمية الأسرية بالشارقة الذين كان لهم أثر كبير في تشجيعي وتقديم الدعم المعنوي بالمشاركة في المعارض ودعما للأسر المنتجة والمتميزة». روائح زكية وتقول أم نوف «معظم ما أنتجته يداي يمكن أن يكون كهدايا معبرة فمع تنوع روائحها واختلاف أشكالها يمكن لكل امرأة أن تشتري الكثير من الصابون وتضعه في سلة أو صندوق الهدايا مزين وجميل ويغلف بطريقة منسقة ثم يقدم كهدية». تقول أم نوف «رغم الدقة التي يتطلبها مزج روائح العطر، فإنني أقوم بمزج بعض المواد ليخرج الصابون بروائح كرائحة الشوكولاته الذي يميل إلى اللون البني، وأصبحت قادرة أن أصنع صابون الأميرة برائحة الدخون ومخلط بالعود ومكعبات صابون برائحة الفواكه وما شابه ذلك من أشكال وروائح ذكية بطريقتي الخاصة، وبالفعل تكون النتيجة في نهاية الأمر رائحة طيبة ومنعشة». وتبتسم وهي تشير إلى قوالب صابون الشوكولاته، قائلة «أكثر من يقبل على شراء الصابون هن النساء الباحثات عن الأناقة والتميز وأغلبهن يعتقدن الصابون للزينة، لكنه في حقيقة الأمر يمكن استعماله ووضعه في الحمام كديكور ليضيف على المكان جمالا ورائحة نفاذة تفوح منها رائحة الشوكولاته والفراولة والعود». وبات لأم نوف الكثير من الزبائن من مختلف المناطق، مؤكدة أنها لم تصادف أي شكاوى من منتجاتها، بل على العكس النتائج «الجيدة» التي تحققها تجعل زبائنها يزدادون، في هذا السياق تقول بتفاؤل «رغم ما وصلت إليه إلا أنني دائما أعمل على تطور من موهبتي، وقد قمت بجلب الكثير من القوالب والأشكال أثناء سفري للخارج لأتابع التجدد والتطوير». صناعة قديمة تعود صناعة الصابون إلى ألفي سنة مضت. حيث كان القدماء يدهنون أجسامهم بزيت الزيتون إضافة إلى عصارات بعض النباتات وأليافها لتنظيف أنفسهم. ومن المدن المشهورة بصناعة الصابون حلب ونابلس وطرابلس، وينسب الصابون إلى هذه المدن ومن أشهرها الصابون الحلبي والصابون النابلسي والصابون الطرابلسي. ووجد علماء الآثار بين خرائب مدينة بومبي معملاً صغيراً لصنع صابون يشبه كثيراً الصابون المستخدم حاليا. الجدير بالذكر أنه منذ مائة عام فقط كان الصابون المستخدم يصنع في المنازل.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©