الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«ماوراء الأبواب» يعرض 90 قطعة فنية في 90 عاماً

«ماوراء الأبواب» يعرض 90 قطعة فنية في 90 عاماً
7 نوفمبر 2010 20:15
أيام البهجة والجمال والروعة تمر بسرعة، ولا نستطيع أن نجد الورود والأزهار دائما قريبة منا، فهي تتفتح ويفوح عطرها، ثم لا يلبث موسمها أن يغيب تاركا الأمل بأن يعود في أوانه. هكذا بدأ جمال التشكيل وسحره في قصر الإمارات بمهرجان الفن والإبداع من “فن أبوظبي”، وفي يومه الرابع سيودع مهرجان الألوان الساحرة هذا الصرح المعماري وزواره ليعود في العام القادم، إن شاء الله، وهو يحمل في ثناياه مزيدا من إبداعات الفنانين وتجاربهم المبتكرة في العالم. ومهما حاول الخيال أن يعبر والقلم أن يصور، لن يسعهما أن يحيطا بما تضمنته وحملته هذه التحف واللوحات والمنحوتات من فن وجمال وروعة، مصحوبة بالمتعة والفائدة لكل زائر متأمل. فعاليات مصاحبة رافق المعرض التشكيلي العديد من الفعاليات، تمثلت بمعرض “ما وراء الأبواب”، وهي روائع فنية يقتنيها أبرز رعاة الفن في المنطقة، وتضم حوالي 90 قطعة فنية تعود إلى الفترة الممتدة بين عشرينيات القرن وعام 2010، وتحمل إبداعات 52 فنانا حديثا ومعاصرا من المنطقة. ومن هذه الأسماء فاتح المدرس، شاكر حسن آل سعيد، ضياء العزاوي، لؤي كيالي، عبد الناصر غارم، عبد القادر الريس، غريب طوقان، نجا مهداوي، صفوان داحول، بول غيراغوسيان، جواد سليم وغيرهم. وجاء تأمين هذه المقتنيات برعاية كريستيز للمقتنيات. ومن أبرز مقتني هذه المجموعات الفنية الخاصة في الشرق الأوسط: سمو الشيخة سلامة بنت حمدان آل نهيان، معالي عبدالرحمن العويس، وزير الشباب والرياضة وتنمية المجتمع، معالي الدكتور محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، والشيخ سلطان بن سعود القاسمي، مؤسس مجموعة برجيل للفنون. وقد تمت استعارة الأعمال الأخرى من المجموعات الفنية لشركات، مثل مركز دبي المالي العالمي، و”أبراج كابيتال”، و”شركة التطوير والاستثمار السياحي، “هيئة أبوظبي للسياحة”. ومن الفعاليات التي رافقت “فن أبوظبي” تضمنت أهم الأعمال المعاصرة وقد خصص لها مكان في بهو القصر، وهي أعمال معاصرة تشكل حوارية صامتة تجمع بين أعمال دانييل بورين وجياكوميتي في الفترة بين 1964 - 1966 وهي فترة قصيرة من الزمن ساهمت في انبثاق أعمال فنية أخرى. ورش ومحاضرات هناك أيضاً الورش الغنية والمتعددة في مختلف أنواع الفنون، حيث قدمت الدكتورة هدى سميتهيزن أبي فارس محاضرة مساء السبت، بحضور عدد من المهتمين، تحدثت فيها عن استخدام الخط العربي كمساحة عامة تضم النص الذي يعبر عن هدف معين، لأن بعض الخطوط تكون أحيانا تجارية، وأحيانا فنية تخدم الذائقة الجمالية في العمارة. والدكتورة أبي فارس فنانة عالمية مختصة بالتصميم الهندسي تعمل في أحد المراكز المهمة في أمستردام بهولندا. وقد تم التمهيد للمحاضرة بعرض سينمائي مع المخرج جان دي بروين، حيث عبر الفيلم عن العلاقة الفنية بين الحضارات وعن تجارب المصممين وتبادل الآراء بينهم من حيث إنجاز المنظر الجمالي والمقارنة بين الخطوط العربية واللاتينية، وكيف يمكن التلاقي والانسجام والتكامل بين تشكيلاتهما حتى يتوصل الفنان إلى الشكل الجميل الذي يراه مناسبا. من جانبها تقول مريم فرشوخ مديرة علاقات عامة ومسؤولة اتصالات من بنك HSBC: أتمنى أن تتكرر وتعاد هذه المبادرة لأنه يوجد هنا في الإمارات كثير من الأشخاص الموهوبين الذين يستحقون أن يأخذوا مثل هذه الفرصة في أن يطلعوا على أفكار وتجارب جديدة ومتطورة وبعدها يأخذون طريقهم بأنفسهم. وتضيف: المعرض جميل جداً، وقد ضم أسماء من الفنانين قدموا أعمالاً متميزة، وأنا أرى أنه يوجد تحسن واضح في المعرض سواء بتقديم ونوعية المعروضات، أو من خلال ورش العمل، إضافة للفعاليات المصاحبة. من زوار المعرض التقينا علي الشعالي من دبي، يقول: من المفيد جداً أن نشهد وجود معارض وفعاليات ثقافية، أما المشاركة الخليجية فإنها هذا العام متطورة جدا من حيث الارتقاء للأفضل، ونأمل من شبابنا أن يستمروا في تطوير أعمالهم. أما على مستوى المعروضات فإنني لاحظت أن بعض العارضين يعرفون شريحة مستهدفة من المقتنين، نتمنى أن لا يكون هناك إغفال للمقتنين بكل فئاتهم. مع المبدعين قدمت جاليري سلوى زيدان في المعرض حوالي 20 عملاً إضافة إلى منحوتات خاصة لأول مرة تعرض للجمهور، إضافة إلى بعض الأعمال الفنية للشاعر أودنيس، وكانت مشاركة بلوحة للفنانة غادة عامر، وخمس لوحات من أعمال حسن شريف في مراحل مختلفة من تاريخه الفني، وهو أول فنان تشكيلي إماراتي، وجاءت مشاركة الفنان العراقي نديم الكوفي، المقيم في هولندا، بأجمل الأعمال تميزت بينها لوحة (روح)، وهي مصممة من الصابون تتوهج باللون الأحمر، وحمل عمل آخر عنوان “اقرأ”، وهو من الكريستال الأبيض، وكتب عليه بأحرف من الكريستال الأبيض أيضا، وعلى العكس كان العمل الثالث لوحة كبيرة لونها أسود ورشت بقطع الكريستال الأبيض. وعن رؤيته الفنية في هذه اللوحات يقول الكوفي: “في لوحة أقرأ تجدين كلمة حق مرسومة يقطع الكريستال على القماش الأسود، أما كلمة (اقرأ) هي أول كلمة جاءت في الدعوة للإسلام قالها جبريل للرسول (صلى الله عليه وسلم) في الكهف، بالنسبة لي فإن وجودي في الغرب يجعلني متمسكاً بقيمة الكلمة والمعنى، حيث الكلمة لها أبعاد أخرى غير تشكيلية، ومن الحدود المرئية، نحت الكلمة يعني نحت الفراغ حيث إنه علي أن أتمسك بهذا الموضوع وهو اعتماد الأقوى من المهنية، فوجدت شفافية المادة المتمثلة بالكريستال خامة ممتازة لنحت المعنى، وناطقة بشكل فصيح ومباشر لما يخص القارئ الذكي للمعنى”. ويضيف الكوفي: “أصبحت لدينا صلة وثيقة ومتماسكة بين المادة والمعنى بالمفهوم البصري المعاصر، لوحة الحق هي عبارة عن متاهة بصرية تجعلنا نبحث عن كلمة حق الذي هو دائما صعب المنال ويؤخذ بالإرادة والإصرار على الحق ولا يعطى أو يهبه أحد”. ومن هولندا ننتقل إلى بريطانيا مع الفنان جورج لويس، وله أعمال مستوحاة من الواقع المعاصر، وهو يشارك في جاليرى زيدان بثلاثة أعمال تحت عنوان (عرض للجمهور) في اللوحة تقف امرأة على الشاطئ بثياب البحر، وتقف مقابلها امرأة محجبة تنظران إلى بعضهما في استغراب، بما يحيل إلى تناقض ما، لكن الفنان يملك وجهة نظر مختلفة، وهو يعبر عنها بالقول: أنا أرى أن المرأتين، رغم الاختلاف بينهما في لباسهما، غير أنهما ينظران إلى بعضهما وكأنه يوجد تفاهم وتعاطف بينهما، توجد ثقافة بين الاثنتين، وحوار بدون كلام بين الخارجة من المسبح وبين المحجبة، الاثنتان تمشيان على رمال الشاطئ حافيتين لأن الرمال صحية للقدمين، وهذه الفكرة جاءت لتؤكد أن التواصل بين الناس لا يعني أصحاب اللباس المتماثل فقط، بل هو يمكن أن يتم بين الجميع”. ويضيف جورج: هي المرة الأولى التي أشارك في هذا المعرض، وقد رأيت أنه معرض منظم جيدا، ويضم أعمالا عالمية وعربية مثل الفنان حسن المير من عمان وغيره، كان فرصة طيبة تعرفت فيها على فنانين من الإمارات، وأنا سعيد بحضوري في أبوظبي.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©