الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أمل وحزب الله يطالبان بتحقيق فوري في أحداث الضاحية

7 أكتوبر 2006 23:53
بيروت - ''الاتحاد'': تفاعلت الاحداث الدامية التي تفجرت قبل يومين في احدى مناطق ضاحية بيروت الجنوبية واسفرت عن سقوط قتلى وجرحى بين المواطنين والقوى الامنية على خلفية قمع مخالفات بناء· وشيّع اهالي محلة الرمل العالي المحاذية لطريق مطار بيروت امس الطفل حسين لطفي سويد (7 سنوات) الذي قتل برصاص القوى الامنية خلال المواجهات بين المواطنين ورجال الامن، اضافة الى اصابة 15 آخرين بجروح· وطالبت ''حركة أمل'' و''حزب الله'' في بيان مشترك باجراء تحقيق فوري لتحديد المسؤولية ومحاسبة مطلقي النار وعدم التساهل مع من يثبت تقصيره في هذه الحادثة، كما دعيا الى اعتماد الحكمة وليس استخدام الرصاص الحي والتهور مع التأكيد على موقفهما الاولي بعدم الموافقة على المخالفات في موضوع البناء· وكانت قيادة قوى الامن الداخلي قد اصدرت بياناً بدورها اشارت فيه الى ان مجموعة من قوى الامن الداخلي خلال قيامها بعملية ازالة مخالفات بناء في الرمل العالي تعرضت لاطلاق نار من قبل المحتجين على ازالة المخالفات والرشق بالحجارة والضرب بالعصي، ما ادى الى اصابة ضابط واحد و11 عنصراً بجروح مختلفة· وفيما نفت القيادة ان يكون عناصر الامن هم الذين اطلقوا النار على المتظاهرين ما ادى الى مقتل سويد وقالت ان الرصاص اطلق عليه من مسافة مترين فقط ومن وسط المحتجين، اكد تقرير طبي بأن الرصاصة جاءت من مسافة تقدر بحوالي مئة متر· والحادث لم يمنع الاهالي من استكمال مشاريعهم العمرانية وان كانت تقام بشكل عشوائي في هذه المحلة ''العصية'' اصلاً على النظام والقانون وكأنهم في سابق مع الزمن واستظلوا دم الضحية البريء لتبرير فعلتهم في تحد لافت للحكومة التي تدعي سيطرتها على الامن· وشهدت منطقة الرمل العالي وهي تابعة اصلاً لبلدية برج البراجنة المحاذية اساساً لحرم المطار امس ولليوم الثالث على التوالي عشرات ورش الاعمار وتحولت الى خلايا نحل تعمل وبأقصى سرعة ممكنة لانجاز اكثر قدر من الطوابق قبل فرض حظر على الاعمار كونه يشكل تهديداً لسلامة الطيران المدني ويشوه الوجه السياحي والحضاري لمدخل العاصمة الجنوبي ويعيق مشاريع الدولة الاعمارية· وتعود مشكلة البناء في محلة الرمل العالي الى اكثر من ربع قرن من الزمن، وقد ولدت مع تفجر الحرب الاهلية اللبنانية عام 1975 في زمن انفلات الامن والفوضى، حيث سارع عدد من المواطنين الى الاستيلاء عنوة على مساحات من الارض وعمدوا الى تسييجها بالشريط الشائك اولاً ثم زرعها بالخضار ومن بعدها انطلقت ورشة إعمار مفاجئة ودفعة واحدة·واللافت ان سكان هذه المنطقة استغلوا احتدام الحرب وغياب السلطات الرسمية واقاموا مئات المنازل وما لبثت مع الايام ان اتسعت حركة العمران وغطت كامل مساحة هذه المنطقة التي تقدر بحوالي 400 كلم2 وقد تكون كل منزل من طابقين او ثلاثة طوابق، وتم شغل هذه المنازل فور جهوزها لمنع السلطة من هدمها مستقبلاً لانها مخالفة لكل القوانين· وبعد قيام الدولة اللبنانية بعد اتفاق الطائف توقفت حركة العمران في منطقة الرمل العالي، ولكن القوى الامنية كانت تتجنب الصراع مع السكان نظراً لمحسوبيات خاصة، وبعد العدوان الاسرائيلي على لبنان وبدء ورشة اعادة الاعمار في الضاحية الجنوبية التي تعرضت للتدمير، حاول سكان الرمل العالي استغلال هذا الوضع والفوضى، فلجأوا الى تشييد مئات المنازل وبسرعة مذهلة، ما ادى الى اشكالات امنية ما زالت تتفاعل حتى الآن، بانتظار حلول سريعة للازمة، لاسيما وان المنطقة المعنية تعتبر بشكل او بآخر الارض الخصبة للمقاومة، حيث قدمت من ابنائها عشرات الشهداء في ساحة المواجهة مع الاحتلال الاسرائيلي على ارض الجنوب·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©