الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بورتريه طفلة كولومبية يداعب لوحة «الكوبرا».. وملثمة سعودية «بدون اسم»

بورتريه طفلة كولومبية يداعب لوحة «الكوبرا».. وملثمة سعودية «بدون اسم»
7 نوفمبر 2010 20:16
في اليوم الثالث من معرض “فن أبوظبي” يتجلى المفهوم الجديد الذي قدمته الأعمال الفنية الراقية المشاركة بهذا المعرض في دورته الثانية، وقد رافقت روائع لوحاته المعروضة برامج متنوعة من محاضرات وورش عمل، تسهم في تبادل الآراء وتمنح الشباب أجمل التطلعات لاستكشاف آفاق جديدة واكتساب المزيد من الخبرات. وتسهم هذه التظاهرة الفنية في تعزيز الحوار بين المعارض العالمية والفنانين الرواد والواعدين، كما يفسح للزوار فرصة لا تعوض للاطلاع على نخبة من الأعمال الفنية العربية والعالمية والمحلية حيث يتيح المعرض أيضا التعرف على التطور ويضع أمام الشباب في أبوظبي ومنطقة الخليج ما تشهده الحركة الفنية في العالم من ابتكارات أفكار جديدة.. ولكن! ومن الإمارات التقينا الفنانة التشكيلية خلود الجابري تقول: “أنا توقفت عن الرسم لمدة 18 عاما، كان وقتها مفهوم الفن مختلفا عن هذه الأيام، لكن كان أغلب الفنانين يرسمون عن التراث والمدارس التعبيرية والسريالية. ولما ظهر الفن الحديث أعطى فرصة لفنانين غير مؤهلين للدخول في مجال الفن، والفن يحتاج إلى تأهيل وإلا يصبح مثل فقاعة كبرت وراحت. لذلك أقول يجب على الفنان أن يمر بجميع المراحل التي تتصل بالفنون، كما يجب أن يشتغل الفنان على حاله. إن الفنانين الرواد في الإمارات رسموا الطبيعة الصامتة، الوجوه، والتشريح، ومروا بتأثيرات بفنانين عرب. “فن أبوظبي” أفكار جديدة لكنها بعيدة عن عالم الإنسان العربي، لأن الفن بالنهاية تذوق. كما أعتقد أن الفن صار موضوع تجارة، هناك لوحات وضع عليها أرقام خيالية، عندما نقيمها نجد أنها أرقام فعلا لا تصدق. المعرض فيه أشياء إيجابية فهو فرصة لاطلاع الفنان العربي والإماراتي على أحدث الفنون بالعالم وهو في مكانه، وفي المعرض شاهدنا خامات جديدة يمكن أن تغير في المفهوم الفني الإماراتي بحيث يتطور ويطور أدواته. لكن أقول بالنسبة للفنان الإماراتي صعب يدخل إلى “فن أبوظبي” إلا عن طريق اختيار الجاليري، وحلم كل فنان من الإمارات أن يشارك في هذا المهرجان، وكان على الشركة التي تتبنى هذا المهرجان أن تعمل جناحا خاصا للإمارات لوحة “الكوبرا” وفي جاليري هوراش مويا نرى مجسمات من إسبانيا تشكل موديلات لفساتين أزياء كلاسيكية وحديثة بنفس الوقت، إضافة إلى لوحة بورتريه لطفلة من كولومبيا، وهناك بعض اللوحات من طبيعة كوريا، ومن البرتغال، وهناك أيضا لوحة تضم حية الكوبرا. وضمن كل هذا التنوع الذي تضمه هذه الصالة التقينا من زوار المعرض الشابة العنود من الإمارات تقول: “الفن ينبوع يتدفق دائما بالجمال وقد يخلد لحظات معينة، الفن لا يقتصر على اللوحات والمنحوتات فقط لكنه يدخل في كل المجالات، وهنا يدخل على عالم الأزياء وهذا شيء رائع، لو عملوا فساتين منحوتات للأميرة ديانا لكانت خلدت موديلاتها، شيء جميل أن يتوجه فن النحت إلى الأزياء، خاصة فساتين السهرة”. ومن يزور “فن أبوظبي” لا بد من أن يجتذبه الفن الراقي الذي أبدعته أفكار وأنامل الفنانين من المملكة العربية السعودية فقد أبدعوا بالتراث والمعاصرة معا في أعمالهم، كما أبدعت الفنانة مها هزاني بلوحة مربعات من قطع القماش الأسود عليها كلمة “قف” استلهمتها من البرقع، ولوحة للفنان الكبير مهدي الجريبي “جدل” وأيضا أعمال الفنان محمد الغامدي التي بيعت من أول يوم، وشارك الفنان علي الرزيزا في عملين وقد حدثتنا هدى الصومالي من السعودية وهي المسؤولة عن الجاليري تقول: “نحن هنا ولأول مرة لنا اشتراك سعودي. نشكر أبوظبي أنها فتحت لنا المجال للاشتراك والتسهيلات الموجودة، تضم الصالة عشرين عملا فنيا لأهم الفنانين في المملكة، هذه لوحة مها الهزاني، وهي تعبير وتذكير بأهمية الحرية الشخصية التي دائما ينادون بها في الحضارات المتقدمة، لكن موضوع النقاب، الجميع كان ضده مع أنه حق شخصي لكل من يريد”. وتضيف هدى شارحة لنا عن لوحة “جدل” للفنان مهدي الجريبي: “استعمل الفنان ألواح خشب مستعمل على طاولات المدارس، وهي تحمل من ذكرياتنا جميعا أيام الدراسة، وأعاد صياغتها بطريقة عصرية”. . وتأتي أعمال الفنان فهد الحجيلاني في لوحة واحدة تطرح التساؤل والجرأة في الحداثة اسمها “حلم ضبعة” وهو مثل قديم ومن يعود للتاريخ قد يرى تفسير للصورة، وللفنان طلال الزيد لوحة “بدون اسم” وهي عبارة عن وجه امرأة ملثمة تناثرت حول رأسها ظلال سوداء خاصة من الخلف وراء الرأس وتمتاز بنظرة ثاقبة وكأن الفنان يعطي المرأة هذه القوة. وتختتم هدى حديثها معنا قائلة: نحن مسرورون لمشاركتنا في “فن أبوظبي” وكان فيه إقبال كبير على أعمالنا المشاركة”. فن سوري محمد يوسف ديوب تشكيلي من سورية يحدثنا برأيه قائلا: “ فن أبوظبي” لا شك بأن هذه التظاهرة الفنية مكسب لكل فنان، خاصة الإماراتي أولاً وبعض الفنانين بشكل عام، صالات العرض المشاركة اقتصرت على أعمال فنانيها وقد كرر البعض منها طريقة العرض، ويلحظ تراجع لهذه الصالات بالنسبة لغنى أعمالها مقارنة بالدورات السابقة، وهذه ملاحظة يجب أن تنتبه لها الجهة المنظمة بأن لا تكتفي بعرض الأعمال عن طريق الصالات ومحاولة إفراد عرض لمجموعة أعمال لفنانين محليين من خلال دعوة الجميع دون تجاهل أحد، خاصة من كان له الأثر الإيجابي على حركة التشكيل.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©