الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نيجيريا.. جهود مكثفة لاحتواء «إيبولا»

27 أغسطس 2014 21:50
بعد يوم من وفاة «باتريك سوير»، الأميركي الليبيري الذي جلب إيبولا إلى لاجوس، أخذت الحكومة طابقاً فارغاً في مبنى يقع قبالة طريق سريع مزدحم بأكبر مدينة في أفريقيا. وبالاستفادة من معركتها الرامية إلى القضاء على شلل الأطفال، وهو من الأمراض المتوطنة في هذه الدول التي تقع في غرب أفريقيا، أنشأت الحكومة النيجيرية مركز قيادة في منطقة «يابا» المزدحمة بالسكان، لتنسيق الجهود بين الدولة ومسؤولي الصحة الدوليين. وتتمثل المهمة في احتواء انتشار مرض إيبولا بعد وفاة «سوير» في المدينة الساحلية التي تضم أكثر من 20 مليون نسمة. ومن خلال موارد أكبر دولة أفريقية، وبالاستفادة من تعقب أول حالة بعد وصولها مباشرة، تمكنت نيجيريا من الحد من عدد الوفيات بسبب الفيروس، لتصبح خمس حالات فقط. وقد أدت هذه الموجة من تفشي المرض، وهي الأسوأ على الإطلاق، إلى وفاة 1350 شخصاً في غينيا، وليبيريا وسيراليون التي تحاول إخفاء تفشي الوباء. يقول «جون فيرتيفييول»، خبير علم الأوبئة بالمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، والذي يقدم المشورة للحكومة النيجيرية: «الأمر الذي لا يصدق أن الحكومة، استناداً إلى خبرتها مع مرض شلل الأطفال، شكلت مركزاً للعمليات الطارئة لتحديد كل من هذه التجارب واستخدامها في الاستجابة للمرض. وهذا المركز يتيح للحكومة توجيه الاستراتيجيات الأساسية التي ستستخدم لتحسين الاستجابة، كما أنه وضع معايير للمساءلة». وقد أنشأ مركز مكافحة الأمراض معسكراً في المبنى الذي يتألف من طابقين، ويعمل به ثمانية أشخاص في نيجيريا. وهو يعمل مع الحكومة لفحص الناس على الحدود وفي المطارات، إلى جانب المساعدة في تعقب الأشخاص المعرضين للمرض، والحفاظ على صحة عمال الصحة. وكان «سوير» يبدو عليه المرض بوضوح عند هبوطه في مطار «مورتالا محمد» الدولي في لاجوس في 20 يوليو. وحينذاك، كان أطباء الحكومة النيجيرية في إضراب لمدة أسبوعين تقريباً. وكان ذلك من حسن حظ السلطات النيجيرية التي تحاول الحد من انتشار المرض. وتم نقل «سوير» إلى مستشفى خاص بمقاطعة «أوباليند» تحظى بمعايير أفضل للنظافة والتحكم، غير أنه توفي في 25 يوليو، كما ذكر «أويويل توموري»، رئيس الأكاديمية النيجيرية للعلوم مسؤول سابق بمنظمة الصحة العالمية. وذكر وزير الصحة «نيوبوتشي تشوكو» للصحفيين في 22 أغسطس أن كل الحالات المؤكدة في نيجيريا كانت على اتصال بأشخاص أصابتهم العدوى من «سوير». وقد غادر خمسة مرضى المستشفى بعد تماثلهم للشفاء بينما يتلقى أربعة غيرهم العلاج في لاجوس، كما أن الحكومة تضع 213 حالة تحت الملاحظة. وأضاف وزير الصحة أن «المعركة لم تنته بعد، لكن الدولة أبلت بلاء حسناً في احتواء الفيروس. وإذا لم تظهر حالات جديدة في غضون أسبوعين فإننا سنكون سعداء». ومن ناحية أخرى، منعت جنوب أفريقيا الأسبوع الماضي دخول مواطنين من غينيا وسيراليون وليبيريا إلى أراضيها. ولا يشمل حظر دخول ثاني أكبر اقتصاد في أفريقيا دولة نيجيريا، نظراً لانخفاض المخاطر بها، بعد قيام الدولة باحتواء المرض بشكل نسبي، وفقاً لبيان لوزارة الصحة صدر الأسبوع الماضي. أما جمهورية الكونغو الديمقراطية، فقد أعلنت هذا الأسبوع عن وفاة 13 شخصاً بمرض إيبولا الذي وصل إليها من إحدى دول غرب أفريقيا. وبالنسبة لنيجيريا، فلم يكن لديها الفرصة للقضاء على مرض شلل الأطفال في العقد الماضي، لأن بعض الناس كانوا يرفضون تطعيمهم، خاصة في المناطق الشمالية ذات الأغلبية المسلمة، حيث ذكر الدعاة أن هذه الحملة ما هي إلا حيلة أميركية لتعقيم المسلمين. كما أن جماعة «بوكو حرام»، وتعني أن «التعليم الغربي خطيئة»، فقد جعلت من الصعب الحصول على التطعيم في الشمال الشرقي، حيث توجد الجماعة هناك. وتنفق الجهات المانحة، ومنها مؤسسة «بيل وميليندا جيتس»، مليار دولار سنوياً للقضاء على شلل الأطفال في نيجيريا وباكستان وأفغانستان. وقد أوكل مسؤولو الصحة كبار الزعماء المسلمين للترويج للحملة، وهم يعملون بشكل وثيق مع وكالات الصحة والمنظمات غير الحكومية، وغيرها، لاستهداف المناطق التي بها ثغرات في التغطية. ويبدو أن هذه الجهود تؤتي ثمارها في نيجيريا، أكثر الدول الأفريقية ازدحاماً بالسكان، البالغ عددهم 170 مليون نسمة. وقد كان هناك خمس حالات مؤكدة لمرض شلل الأطفال هذا العام، مقابل 53 حالة في العام الماضي، وفقاً لتقارير منظمة الصحة العالمية. وفي لاجوس، يمارس الناس حياتهم اليومية وسط حملات التوعية التي تقوم بها الحكومة ووسائل الإعلام حول أخطار فيروس إيبولا. وقد طلب حاكم لاجوس «باباتوندي فاشولا» من السكان تجنب التبول والتغوط في الأماكن العامة، بينما يطمئن النيجيريين أن الدولة والحكومة الفيدرالية لديها ما يكفي من الموارد للسيطرة على انتشار المرض. وقال «فاشولا» الأسبوع الماضي: «ربما لا ينبغي أن نكون في هذا الوضع، لكننا نمر به الآن. واستجابتنا أصبحت أفضل بكثير مما كانت عليه عند اندلاع الأخبار، كما أن قدراتنا تزداد يوماً بعد يوم». ومن بين الإجراءات المتبعة أن يقوم عمال السوبر ماركت والطرق السريعة والمنشآت في المدينة بارتداء قفازات بلاستيكية. ويؤكد وزير الصحة «تشوكو» أن «ما يهم هو اليقظة والمراقبة». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©