الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عبدالرحمن المنصوري: كتاباتي خارج الطقس

عبدالرحمن المنصوري: كتاباتي خارج الطقس
25 فبراير 2009 23:57
يقول القاص السعودي عبدالرحمن المنصوري: الكتابة ترف ونزف، وبين دلالة الترف من أجل واجهة أو وجاهة، وبين دلالة النزف وهو نزف الداخل والإحساس به، لنشعر بالألم لنجسده بالحروف ونشيده لعل هناك من يقف ويستوقف، ويبكي أو يتباكى لعل سائل له يقول لماذا؟ ليصل المقصود ويتوحد الألم ويشعر به نفر، هنا تكون الكتابة ذات قيمة دلالية وبلاغية وشاهد لصاحبها وشهيد على مسيرة حياة، ولكنها لن تولد إذا لم تكن القراءة معينها الذي لا ينضب، فالقراءة رافد يجعلك تتعمق في فكرتك وتكون متفرد ومتجدد في نصك وتعطيك أفق واسع وتبيد عنك قلق جامع لانغلاق الفكر وضبابية الرؤية، لتشعر بضيق المكان والزمان ولا تملك غير أن تفر إلى كتاب يؤويك وبما حوى ووعى يغذيك، تلك هي القراءة فهي عندي مدينة لا حدود إمكانية تأسرها، وأنا أسيرها وأميرها، تأخذني أحيانا إلى عالم آخر وأتذكر وأكتب نصا أو نصين، دون وقت محدد أو زمن يأخذني بتلابيبي ليقول قف، لأكون خارج الطقس، فليس لي طقس خاص بي فأنا عندما أقرأ ويستهويني نص أو مقالة أجد نفسي أكتب مجسدا قراءتي ولكن بفكرة أخرى، وعندما أعبر طريقا وأرى موقفا إنسانيا أجد نفسي أقف متأملا ومتباكيا عليه لأكتب عنه، تلك هي دلالة التفرد التي أشعر بها''· ويضيف المنصوري: هناك من يقول أنت مقل، بينما أنا امتلك نصوصا عدة جديدة ولكن ربما جعلتها في شريحة جوالي أو في ورقة عثى عليها الزمن وشاءت أن تكون بجواري لأكتب فيها تلك االنصوص أو الفكرة التي حلت بي، هكذا أفعل، فكم نص جميل خانتني فيه ذاكرة جوالي وغادر وكم شقيق له طارت به تلك الورقة التي حشرتها في جيبي، وبعد حين من الدهر أجدها وألقي بها، لأتذكر بعد حين أنها حملت نصا وطارت بإرادتي، وهنا تكمن إشكالية فهمي للكتابة وخاصة النص السردي وأنه يعبر عن حالة أراها أو أقرأ عنها أو أسمعها، فتشدني للكتابة، وأكتب لا لأنشر وإنما لشيء في نفسي أشعر به يغمرني بسعادة وأنا أكتب وأتلذذ بما أجده في كتابتي· ويختم المنصوري: كثيرة هي النصوص التي أكتبها في لحظة ولا أجد وقتا لمراجعهتا، وعندما أرسلها لمن أثق بذائقتهم أجدهم يشيدون بها، وتمر الأيام وُأسأل عنها ولا أجدها، وألجأ إلى من أرسلتها لهم· إذا الكتابة هنا هي تنفيس وخاصة عندما يتعمق فينينا الإحساس ونكون قريبين من المجتمع ونبضه وأرضه ونستشعر ألم جسد أو دمعة طرف، وما أقسى تلك الحكايات التي تجسدها دمعة طفل أو حزن كبير، إذا علينا أن نكون أكثر قربا بما نحن نعيشه لنشعر بطعم الحياة ولذة الكتابة عنها ولكن خارج طقس معين ليأسرها في قالب الترف لا وعاء النزف الذي يشعر به القارئ ويتعمق فيه أكثر وربما قرأ نفسه في ذاك النص أو تلك المقالة، هكذا انا خارج الطقس الخاص للكتابة لاغرف مغلقة تأويني ولا أرض خضراء أو بيد قفرة أفر لها، طقسي يأتي متى ما تحرك إحساسي بما أقرأ وأسمع عنه·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©