استشراف المستقبل وإبداعات الماضي ضدان جمعهما اليوم الأخير من «أسبوع موضة دبي»

اختتم أسبوع دبي لموضة ربيع وصيف 2011 فعاليته مؤخراً، مقدماً مجموعة من الأسماء، منها الشهيرة المعروفة، ومنها الجديدة والصاعدة في عالم الأزياء، بحيث نجح في استقطاب جموع غفيرة من جمهور المهتمين به، عبر عروض متنوعة تباينت بين الملابس الجاهزة، والهوت كوتو، والعباءات الخليجية. بدأ اليوم الأخير من أسبوع دبي للموضة الذي أقيم في خيمة “أساطير” في فندق أتلانتس في نخلة دبي، بمجموعة من العروض التي قدمت تصاميم عملية ونهارية، وأخرى مسائية للمناسبات والسهرة، وكان أبرز من شارك في احتفالية اليوم الأخير، المصمم الصاعد آمبر فيروز، يليه عرض لمجموعة آماتو والمصمم فيرن أونيه، وأخيرا جاءت تشكيلة المصمم الهندي مانيش مالهوترا برعاية استديو 8 لتكون مسك الختام لعرس الموضة. إيحاءات هندية بدأ اليوم الأخير بعرض مبكر للمصمم الهندي أرناب سنجوبتا ومجموعة الجديدة التي تضمنت قطعا مختلفة من الأزياء الهندية التقليدية، والتي تشمل الساري الكلاسيكي، وليهينجاس، وكورتي، والشيرواني، مع بعض الموديلات الغربية من القمصان والتنانير، واعتمد المصمم في تشكيلته على استشراقات استوحاها من النصف الأول من القرن العشرين مع لمسات واضحة من الشغل اليدوي والشك والتطريز الذي اقتبسه من القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، مركزا على الألوان الحيوية الدافئة كالبرتقالي، والأخضر، والنبيذي، والبنفسجي، والأحمر والفوشيا. وجاء عرض عرض كل من شاني هيمانشو وسميتا راتور بشكل عصري، وجنوني إلى أبعد الحدود، حيث اعتمد المصممان أفكارا غربية جانحة ومبتكرة، عبرا من خلالها عن شغفهما بالأشياء، وحبهما لإيقاع الحياة السريع، مقدمان تشكيلتهما لفئة الشباب الذين يفضلون الظهور بملابس تتصف بالانسيابية، والعملية، والديناميكية في الحركة، ومن خلال علامتهما التجارية “11.11” قدم المصممان مجموعة “Out of Mind” المستوحاة من الزوايا المظلمة بالنفس البشرية وما قد يختلجها من رغبات الدمار والسوداوية، فظهرت قطع فردية بقصّات غير مألوفة، من خامات وأقمشة وثيرة وناعمة كالقطن، والحرير، والجرسية، زيّن بعضها بالجلود والمطرزات المعاصرة، والتي حلت محل الإكسسوارات. حضور العباءات لم تغب تصميمات العباءات الخليجية عن اليوم الأخير من أسبوع دبي للموضة، لتنفرد “روج كوتور” بعرض مهم لها مع المصممتان سارة مدني، وآبل وانج، ليقدما قطعا من العبايات العصرية والعملية الحديثة، بتلك القصّات التي هي أقرب لستايل الفستان، مع خطوطا أنثوية جذابة تلف القوام، ولكن دون أن تخرج عن حدود الحشمة والوقار، وشكلت إضافة الإكسسوارات المميزة عنصرا جماليا على العرض، حيث تزينت معظم العبايات بالفرنشات الحريرية الملونة، الأحزمة المزخرفة، والشك اليدوي مع التطريز، مع تطعيم بأقمشة مطبوعة بنقشات النمر، وبألوان أخرى مبهجة وزاهية، واعتمدت المصممتان في تنفيذهما للمجموعة على عدة خامات منها الحرير، والساتان، والتوّل، والكريب، والكتان، مستحضرتان الروح العربية والحس الشرقي ليتناغم وينسجم مع التراث الصيني القديم، ليكونا معا توجهاً فريداً وأسلوباً في التصميم. وترقب جمهور الحضور عرض المصمم الشاب آمبر فيروز إذ إن له وقعا إيجابيا في ذاكرة الجميع منذ عدة مواسم، لما يمتاز به من حس عال بالأناقة والجمال، كما أن خطوطه وتصميماته تبشر بالوصول للعالمية، ولم يخيب فيروز أمل محبيه فجاء عرضه قويا ومبتكرا، مقدما في البداية تشكيلة من العباءات الخليجية المعاصرة، والتي اعتمد فيها على عدة قصّات منها الدرابية، واللف، والعباءة البنطلون، ليتبعها مجموعة أخرى من الموديلات والفساتين التي تناسب المساء والسهرة، مركزا على قصّة “الأوفرهول”، منفذا معظم مجموعته بقماش الجرسية المطاط “ستريتش”، لتساعده ليونة الخامة ومطاوعتها على قولبة حنايا القوام، مع إضافة إكسسوارات من السلاسل والجلد لتزيّن كل قطعة وموديل سواءا بحزام مبتكر، أو بعقد فريد. مجموعة ملكية تزاحم عشاق المصمم العالمي فيرن أونيه من دار “آماتو” للأزياء على حضور عرضه الأخير ضمن أسبوع دبي للموضة، ليقدم المصمم كعادته عرضا مسرحيا دراماتيكيا، لمجموعة ربيع وصيف 2011، وعلى وقع نغمات صادحة من السمفونيات العالمية، بدأ ظهور العارضات وهن متشحات بملابس براقة ولامعة موشاة بكرم بالكريستال “سوارفسكي” المتألق، مع إيحاءات من زمن “التيدورز”، وطراز الملكات في البلاطات الفرنسية، منفذا تشكيلته بأقمشة شفافة وهفهافة من الشيفونات الرقيقة، والدانتيلات المحبوكة، والأتوال الأثيرية، وبألوان “السكن كلور” مع شك يدوي ثقيل بأحجار مختلفة الظلال من الكورال الأبيض، مع الملاكيت الأوف وايت، واللآلئ والستراس، كما تضمنت المجموعة الملكية بعض القطع الغنية بألوان معدنية من الذهبيات والبرونزيات، والموشاة بالبايت المختلف الأحجام والقصّات. وكان مسك الختام لعرس الموضة في دبي عرض المصمم الهندي الشهير مانيش مالهوترا، والذي جاءت مجموعته مقسمة ما بين الرجال والنساء، وبطراز تراثي قديم مستوحى من الثقافة الهندية، وملابس المهراجا والمهرانا في الماضي، وكأن المصمم جاء ليدعو المرأة والرجل على حدا سواء، إلى عالمه الخاص حيث الكثير من السحر، الفخامة، والثراء، مجسدا تطلعات كل منهما إلى الظهور والكمال، مستخدما الكثير من الخامات والأقمشة الغنية الموحية من المخمليات، الشيفونات، والحرائر، ليلعب المصمم لعبة الظلال والضوء بشكل فريد ومبهر، مضيفا الكثير من الزخارف والنقوش الشرقية الكلاسيكية المذهبّة، بالشك اليدوي والتطريز بالخرز والأحجار، ومن خلال 40 قطعة وموديل رسم مالهوترا لوحته الفنية الغامضة التي تعبر عن رؤيته الخاصة للأناقة والرقي.