الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ربى المأمون تكرس نجاحها بأدوار تستفزها وتناقض شخصيتها

ربى المأمون تكرس نجاحها بأدوار تستفزها وتناقض شخصيتها
7 نوفمبر 2010 20:22
الحظ لا يخدم الفنانة السورية الجميلة ربى المأمون، ومع ذلك فهي أطلت على جمهور الشاشة في موسم رمضان الفائت بأربعة مسلسلات، اثنان منهما سوريان والثالث خليجي والرابع أردني. وتصرّ الفنانة الشابة ذات الملامح الشامية على أنها لا ترغب أن تكون فقاعة ثم تتلاشى بسرعة، ولا شرارة تتوهج ثم تنطفئ فجأة، بل هي تعمل للصعود خطوة خطوة كي تؤسس لحضور فني مستقر ودائم، يلبي طموحاتها، ويزيد من محبة الجمهور لها وثقته بها. ورغم أن الوسط الفني يشهد صراعات ومنافسات حادة أحياناً، إلا أن ربى تنأى بنفسها عن ذلك، وتفضل أن يكون تعاملها مع الأخريات مفعماً بالدفء والحس الإنساني، فهي منذ طفولتها كانت تحلم بأن تصبح طبيبة أطفال لما في هذه المهنة من عذوبة وتعامل رقيق، لكن قدرها قادها إلى الجامعة الأميركية في بيروت لتحصل على إجازة في إدارة الأعمال، ثم يتدخل مرة أخرى ليقودها إلى ساحة الفن قبل ثماني سنوات، لتشارك وللمرة الأولى في الجزء الثالث من (بقعة ضوء) مع المخرج ناجي طعمي، لتجد في الفن ملاذاً لحلمها، وتنطلق في عالم من الواقعية والخيال عبر فضاءات التمثيل. الملاك بدور الشيطان ربى المختصة في إدارة الأعمال تعشق التمثيل، ولا تستطيع الآن الابتعاد عنه، وكأنها وجدت ضالتها فيه كتعبير عن روحها ونفسيتها الهادئة والمولعة بالجمال، ولهذا فهي تختار أعمالها بعناية شديدة، ففي الموسم الفائت شاركت في مسلسل (لعنة الطين)، حيث لعبت شخصية الفتاة الريفية البسيطة والبريئة التي تحضر إلى المدينة لمتابعة دراستها في الجامعة، وتنشأ علاقة صداقة بينها وبين إحدى زميلاتها، حيث تواجهان مصاعب ومشكلات، تستطيع هي بتربيتها الريفية وحسها الإنساني أن تعالجها، كما أطلت في الجزء السابع من (بقعة ضوء) المسلسل الكوميدي الساخر، وشاركت في عدة لوحات بشخصيات مختلفة، أبرزت جوانب من موهبتها. كما شاركت في المسلسل الأردني (الحبيب الأولي) ولعبت شخصية فتاة جامعية طائشة وأنانية، تنظر إلى الحياة بفوقية، لأن أسرتها ثرية، وتختلف مع والدها كثيراً حول أسلوب حياتها وتصرفاتها، كما تهزأ بمشاعر شاب يبدي حبه لها. وبعد أحداث وتطورات تثوب إلى رشدها وتتزوج من شاب آخر تنسجم معه، ويوازي أسرتها من حيث الثراء، وهي في ذلك تعود إلى عقلها وتبعد مزاجيتها وأهواء نفسيتها المتقلبة. وقد بذلت ربى جهداً مضاعفاً في لعب هذه الشخصية الطائشة التي تناقضها في صفاتها النفسية، فكانت كالملاك الذي يلعب دور الشيطان، وقد نجحت بشكل جيد في هذا الدور، وكانت مقنعة إلى حد كبير. كما شاركت في المسلسل الخليجي (قصة هوانا) الذي قدم قصصاً حياتية واقعية في حلقات منفصلة، ضمت كل حلقة منه حكاية مختلفة، وقد أطلت في هذا العمل باعتبارها امرأة سورية متزوجة من خليجي، ومثلت باللهجة السورية لتسلط الضوء على المشكلات التي تعاني منها السورية عندما تتزوج من رجل خليجي، نتيجة لاختلاف العادات والتقاليد نسبياً بين المجتمعات العربية، وتعبّر ربى عن سرورها بهذه التجربة الجديدة، مؤكدة أنها ستستمر بالمشاركة في الدراما الخليجية الصاعدة بشخصيتها ولهجتها السوريتين، مشيرة إلى أنه من المبكر أن أن تقوم بالتمثيل باللهجة الخليجية. الدراما المصرية بصمت ودون ضجيج، وجدت ربى المأمون فرصة ذهبية في الدراما المصرية وإلى جانب نجوم كبار في مقدمتهم النجمة ميرفت أمين في المسلسل المصري (أحزان مريم)، وهي سعيدة جداً بهذه التجربة التي جمعتها مع الفنانة المصرية الكبيرة التي كانت مثالاً للتواضع والنصح الصادق، والتي أفادتها كثيراً بملاحظاتها وتوجيهاتها الفنية خلال تصوير المسلسل. ويبدو أن مشاركة ربى في هذا العمل لفتت أنظار المخرجين المصريين إليها، فهناك عرض بأن تقوم ببطولة مسلسل (يا عزيز عيني)، وهو في مرحلة التحضير للإنتاج بعد أن تأخر لأسباب تعود للجهة المنتجة. كما ستشارك بفيلم مصري يحمل عنوان (كنوز زنوبة)، وقد جرى الاتفاق المبدئي معها على ذلك منذ العام الماضي، ويروي الفيلم قصة مجموعة من الشباب يبحثون عن كنز ثمين، ويتعرضون لكثير من المشكلات والمعوقات. وتعتبر ربى هذا الفيلم فرصة مهمة لها لتكريس حضورها الفني وتحقيق مزيد من الانتشار على الساحة العربية، وتتمنى أن يتم المشروع بعد أن تحزم شركة الإنتاج أمرها بشأنه. وتشيد ربى بالمعاملة الحسنة التي لقيتها من زملائها المصريين، وتدعو إلى تطوير التعاون والتبادل الفني بين العرب، لأن في ذلك غنى للإنتاج الفني العربي عموماً، سواء كان سورياً أو مصرياً أو خليجياً أو أردنياً، وتضيف: إن هذا التعاون يجب أن يكون هدفاً لكل الفنانين العرب بعيداً عن الحساسيات الشخصية الضيقة عند البعض. الدراما الاجتماعية المعاصرة رغم أن ربى المأمون بنت الشام، إلا أنها لم تشارك حتى الآن في أعمال البيئة الشامية، وهي مع هذه الأعمال عندما تطرح القيم والأخلاق والموروثات التي تحافظ عليها الحارة الشامية، لكنها تتحفظ على التكرار ومراوحة الحكايات في دائرة مغلقة من الأسماء والأشكال والقوالب، لأن الأمر أصبح مملاً وليس في صالح هذه الأعمال. وعبر مسيرتها الفنية خلال ثماني سنوات شاركت ربى في أعمال فنية كثيرة منها: زهرة النرجس، ووحوش وسبايا، ويوم ممطر آخر، وجمال الروح، وطوق الياسمين، وليس سراباً، وشتاء ساخن، وطريق النحل، وسيرة الحب. ومع تنوع أدوارها واختلاف مواضيعها، فإن فنانتنا المتميزة تحب الدراما الاجتماعية المعاصرة وتميل إليها، لأنها تناقش قضايا الحياة الراهنة ومعاناة الناس في المجتمعات العربية، وهي لا تستبعد المشاركة في الكوميديا الراقية التي تتناول حياتنا، وتسلط الضوء على المفارقات التي نعيشها. ولا تحب ربى أن تُحشر في شخصية الفتاة البريئة والطيبة والمسالمة، لأنها لا تريد أن تقدم شخصيتها الحقيقية التي تحمل هذه الصفات على الشاشة، بل تريد أن تقدم الصورة المناقضة لها في شخصيات شريرة لا تشبهها، لكنها تُوظف في السياق الدرامي لتوصيل رسالة معينة إلى المشاهد، ففي رأيها أن الفنان يتميز ويتفوق عندما يستفز موهبته، ويشحذ أدواته الفنية ليقدم نقيض صورته الحقيقية، وهذا هو التمثيل في رأيها.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©