الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

لا تتركوه يرحل

27 أغسطس 2014 22:56
هل سيكون ريال مدريد مصيباً أم مخطئاً، إن هو وضع الختم الأخير والنهائي على عقد انتقال الملاك الصغير الأرجنتيني أنخيل دي ماريا إلى قلعة الشياطين الحمر؟، هل سيكون المدريدي نادماً أم غير نادم على التفريط في رجل، تقول كل التحاليل الفنية الموضوعية والمنحازة للغة المنطق إنه كان رقماً صعباً في معادلة النجاح الذي صادف الملوك في موسمهم المنقضي، عندما تحصلوا على النجمة الأوروبية العاشرة وأضافوا إليها كأس الملك؟ إلى اليوم وإدارة الملوك تتهيأ للنطق بالقرار الأخير، بعد سلسلة مفاوضات مع إدارة المان يونايتد، قرأت واستمعت وشاهدت ما لا أستطيع أن أقدره من كلام كتب وقيل، واستقي عن الرحيل المحتمل لدي ماريا، إلى الحد الذي غطى، على خسارة ريال مدريد للسوبر الإسباني أمام الغريم والعنيد أتلتيكو مدريد، ومهما اختلفت زوايا التناول والتشريح، فإنني مع الكل أجزم على أن أنخيل دي ماريا إن رحل بالفعل عن الريال ترك وجعاً في الصدور وحسرة في القلوب وثقباً كبيراً في منظومة اللعب، فأنخيل دي ماريا يمثل لكل مدرب قبس النور الذي يبدد العتمة، ويمثل لكل منظومة، أو فلسفة لعب الوثاق الذي يشد أزرها ويمثل لكل مناصر فريق يلعب له المكافح والمقاتل الذي يرفع الهامة ويمضي إلى كل المعارك منتصب القامة لا يهاب خصماً ولا إعصاراً، بل إنه يمثل بلغة الأرقام التي أطلعت عليها في تحاليل الصحافة الإسبانية فلتة من الفلتات الجميلة، إنه لا يقل في مساحة الضوء وفي جغرافية السحر عن الدون رونالدو، وعن الصاروخ جاريث بيل، معدلات تهديف محترمة، ما لا يحصى من التمريرات الحاسمة، عشرات الكيلو مترات المقطوعة ومئات الكرات المستخلصة. أنخيل دي ماريا لا يعرف كيف يقتصد في الجهد فهو على استعداد، لأن يموت فوق العشب، وكان مورينيو محقاً ذات يوم عندما شبهه بالمجنون، بل إنه اعترف أنه عجز عن احتوائه، وعن ضبط هذه الطاقة الهادرة لديه التي توشك على أن تدمره، حتى أنه كان على وشك أن يعجل برحيله عن ريال مدريد، لولا أن ظروفاً بعينها أبقته في قلعة الملوك، برغم ما كان من شد وجذب في العلاقة المالية، لنشهد هذا التحول الرائع في توظيف دي ماريا من قبل الإيطالي كارلو أنشيلوتي، وقد أخذت ريال مدريد قراراً صادماً كالذي نشهده اليوم بترحيل مسعود أوزيل إلى قلعة الأرسنال. نجح كارلو في إعطاء دي ماريا الحجم الذي يتلاءم مع خاماته الفنية ومع طبعه النفسي، ومع قوامه الفسيولوجي، فجاء التوظيف مفجراً لكل الإبداعات المختزنة لديه، ليضعنا جميعاً أمام لاعب نعشق أريحيته وتسحرنا كاريزميته، وتذهلنا هذه الطاقة المكتسبة لديه بأن يكون دائما على استعداد لأن يموت كالأشجار واقفاً. مهما كان الثمن الذي سيفوت به أنخيل دي ماريا لمانشستر يونايتد مبهراً ومتخطياً لكل الأرقام القياسية للاعبين من صنفه ومن قامته، ومهما كان النجاح كبيراً للصفقة بملمحها التجاري، فإن ريال مدريد سيكون هو الخاسر الأكبر برحيل لاعب علم المدريديين أن يحترموه ويعشقوه ويتحسرون على رحيله إلى حد البكاء، بل إلى حد الصراخ بأعلى الصوت. . رجاء لا تتركوه يرحل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©