الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خريطة طريق أوباما··· الاقتصادية

خريطة طريق أوباما··· الاقتصادية
16 فبراير 2008 00:31
يوم الأربعاء الماضي قدم السناتور والمتسابق الرئاسي الديمقراطي ''باراك أوباما''، خطة تفصيلية متكاملة حوت تصوراته لمعالجة أدواء الاقتصاد، وأجاب عن أسئلة المتشككين -الذين وصفوه بأنه لم يدعم خطابيته المثالية الملهمة، بأي مهارات تشير إلى حنكته في مجال صنع السياسات أو قدرات من شأنها استهداف ناخبيه في كل من ولايات ويسكونسن وتكساس وأوهايو-، فعلى إثر الانتصارات الساحقة المتتالية التي حققها يوم الثلاثاء الماضي في كل من ''فرجينيا'' و''ميريلاند'' وواشنطن دي سي، استطاع حصد تأييد 1275 مندوباً من المندوبين الحزبيين، مقارنة بـ1220 مندوباً لمنافسته ''هيلاري كلينتون''، وفقاً لما نشرته وكالة ''أسوشيتد بريس''· من جانبه قال مدير حملته الانتخابية ''ديفيد بلوفي'' إنه لم يعد من سبيل للتفوق على السناتور ''أوباما'' إلا باستعانة ''هيلاري'' بالمزيد من تأييد كبار المندوبين الحزبيين، كما يعتقد مستشارو ''أوباما'' والكثير من استراتيجيي الحزب الديمقراطي، أن في وسعه الفوز بمعركة الترشيح الحزبي، دونما حاجة منه لكسب أصوات أعداد إضافية من النساء وناخبي الطبقة العاملة· واستعداداً لمنازلة ''كلينتون'' في ولاياتي أوهايو وتكساس اللتين تجري الانتخابات التمهيدية فيهما في الرابع من شهر مارس المقبل، وقبلهما انتخابات ولاية ''ويسكونسن'' المتوقعة يوم الثلاثاء القادم، فقد تركز حديثه يوم الأربعاء الماضي حول سياساته الاقتصادية، كما استهدف بحديثه الاقتصادي ناخبيه في ولاية ''بنسلفانيا'' التي تعقد انتخاباتها في الثاني والعشرين من أبريل المقبل· أما في ولاية ''ويسكونسن'' فقد أشارت نتائج استطلاعات الرأي السابقة للانتخابات، إلى تقدم طفيف لـ''أوباما'' على منافسته ''كلينتون''، بحكم علاقات الجوار بين هذه الولاية وولاية ''إلينوي'' التي ينتمي إليها ''أوباما''، ومهما يكن من احتمالات تصعيد ''كلينتون'' انتقاداتها لمنافسها قبيل معركة ''ويسكونسن''، إلا أن من رأي الكثيرين، بمن فيهم أقوى المؤيدين لـ''أوباما'' -أمثال النائب الجمهوري ''ديفيد أوبي'' الذي يعد بين أبرز مؤيديه في الكونجرس- أن عليه أن يعزز حديثه عن الوحدة القومية، بتركيز أكبر على قضايا الاقتصاد والأحوال المعيشية للمواطنين· وعلى حد ما ورد على لسان ديفيد أوبي: ''فإلى جانب رؤيته الخاصة بمستقبل أميركا، يتطلع جمهور الناخبين إلى معرفة ما يرى فيه ''أوباما'' (خريطة طريق) قادرة على تقديم المساعدة اللازمة للأسر الأميركية العاملة، أي إن عليه أن يثير قضايا الرفاه الاجتماعي، وغيرها من المسائل المشابهة التي تصدى لها قادة سابقون، أمثال ''جاك كنيدي'' حتى يتمكن من كسب تأييدهم له''· من ناحيته جاء صوت المتسابق الرئاسي ''جون ماكين'' المرجح فوزه بترشيح الحزب الجمهوري، أشد قوة وانتقاداً لـ''أوباما'' عبر خطاب الفوز الذي ألقاه الثلاثاء الماضي، فمن وجهة نظره أن مجرد إثارة مشاعر الجمهور بالخطابية بدلاً من عرض الأفكار المحددة والمقنعة، لن يفتح نافذة للأمل الذي يتطلع إليه الأميركيون، إلا أن ''أوباما'' رد عليه في إطار حملته الانتخابية في ''ووكيشا''، بأن ذكّر الجمهور هناك باعترافات ''جون ماكين'' السابقة، بأن الاقتصاد ليس من نقاط القوة التي يمكن له الاستناد اليها، وقال إن ''جون ماكين'' كان قد وصف سياسات خفض الضرائب التي تبناها الرئيس ''بوش'' بعدم العقلانية في بادئ الأمر، إلا أنه عاد ليدعم الآن استمرارها على نحو مستديم، واستطرد ''أوباما'' إلى القول: ''هكذا نلحظ أن ''جون ماكين'' قد انتهى به الحال للترويج لذات السياسات الاقتصادية لإدارة ''بوش'' التي كان قد انتقدها من قبل، خلال معركته الانتخابية التي يخوضها عن حزبه الجمهوري، وبما أن ذلك هو واقع الحال، فليس متوقعاً من ''ماكين'' أن يحدث أي تغييرات تذكر على الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للمواطنين الأميركيين، في حال توليه لزمام الأمور وصنع السياسات في البيت الأبيض''· والملاحظ أن ''هيلاري كلينتون'' قد عمدت إلى تكرار ذات الصفات التي أطلقها ''جون ماكين'' على ''أوباما''، إذ جاء في حديثها للناخبين في ''مكالين'' بولاية ''تكساس'' قولها: ''إنني أقف في صف تقديم الحلول الملموسة العملية لمشكلاتنا الاقتصادية، ولست في صف الأحلام والوعود الفضفاضة''، وكما يفهم فـــــإن في الجـــزء الأخير من هذه العبـــــارة ما ينسجم وحملــــة انتقاداتها المستمرة لمنافسها ''أوباما''· يذكر أن ''أوباما'' كان قد استشهد في حديثه الاقتصادي الذي ألقاه يوم الأربعاء الماضي، بالخسارة القياسية الكبيرة التي تكبدها قسم سيارات ''سي يو في'' التابع لشركـــة جنرال ''موتورز'' مؤخــراً، ليطرح عبرهـــا خـــلال 38 دقيقة -من الحديث المستمر عن القضايا الاقتصادية- عدداً من السياسات والأفكار الاقتصادية المألوفة، في مساعي مواجهة التحديات التي يمر بها الاقتصاد الأميركي، إلا أنه خصص فيه قدراً من الاهتمام بتحسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية لأفراد الطبقة العاملة· وامتد تناول ''أوباما'' لهذه القضايا من إصلاح السياسات الضريبية، إلى المدخرات الخاصة والإفلاس، مروراً بالسياسات التجارية ثم الاستثمارات القومية في مجال البنية التحتية، وقال في هذا الصدد إنه سوف يكون في وسعه تخصيص ما يكفي من الأرصدة لتمويل كل واحدة من هذه القضايا، عن طريق وضع حد للحرب على العراق، وزيادة المعدلات الضريبية المفروضة على الشركات والفئات الغنية· إلا أن المقترح الجديد تماماً الذي ورد في حديث ''أوباما'' هو تصوره الخاص بإنشاء بنك قومي للاستثمار في مشروعات البنية التحتية، الذي يتم بموجبه إنفاق 60 مليار دولار خلال عقد من الزمان في الجسور وبناء الطرق وغيرهما من عناصر البنية التحتية المتدهورة، وقدّر أن هذا المقترح من شأنه توفير مليوني وظيفة جديدة في مجال البناء والإنشاءات· بيتر سليفين وشيلا موري كاتبان متخصصان في الشؤون الاقتصادية ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©