لا يمكن تغطية الإنتاج النفطي لإيران في حال تعرضها لعدوان

دبي - مصطفى عبدالعظيم: قال خبير النفط العالمي فريد محمدي ان الدول النفطية لن تستطيع تغطية إنتاج إيران من النفط في حال تعرضها لعدوان، بسبب برنامجها النووي أو فرض عقوبات عليها، وذلك قبل ثلاث سنوات على الأقل، وهو الأمر الذي قد يسبب إرباكا قويا في أسواق النفط العالمية ويصعد بالأسعار إلى مستويات قياسية قد تتجاوز 100 دولار للبرميل• وتوقع محمدي الشريك ورئيس استراتيجيات الدول في مؤسسة ''انرجي بي إف سي'' في لقاء مع ''الاتحاد'' على هامش مشاركته في ندوة لكلية دبي للإدارة الحكومية، ان تتأرجح أسعار النفط في الأسواق ما بين 50 و60 دولاراً للبرميل خلال السنوات الثلاث المقبلة في حال استقرار الأوضاع الجيوسياسية في المنطقة• وأوضح ان التوقعات تشير إلى احتمال استمرار انخفاض الأسعار خلال الفترة المقبلة وذلك في حال مواصلة الاقتصاديين الأمريكي والصيني تراجعهما إلى جانب ضعف الدولار الذي سيؤدي بدوره الى تراجع القوة الشرائية للدول الأعضاء في منظمة ''أوبك'' التي أنفقت استثمارات كبيرة بهدف زيادة طاقتها الإنتاجية• وأشاد محمدي بالاستراتيجية التي تتبعها دولة الإمارات العربية المتحدة في إدارة الثروة النفطية ، الا انه نبه الى ضرورة الأخذ بعين الاعتبار الزيادة الكبيرة في الاستهلاك المحلي للطاقة واحتمال انعكاس ذلك مستقبلا على الطاقة التصديرية للدولة خاصة في ظل خطط التوسع العملاقة التي تشهدها الإمارات• كما اثنى على استراتيجية الدولة في إدارة العائدات النفطية خاصة في إمارة ابوظبي التي تمتلك الحصة الأكبر من الإنتاج وذلك من خلال استثمار هذه العائدات في تحديث وتوسيع البنية التحتية ودعم القطاعات الأساسية في المجتمع كالتعليم والصحة ، بالإضافة الى الحفاظ على جزء من هذه الثروة للأجيال المقبلة عن طريق استثمارها بأساليب مختلفة كالصناديق والاستحواذ على شركات عالمية عملاقة ذات العائد القوي • وقال ان الإمارات منذ سنوات طويلة وهي تمتلك استراتيجية واحدة في النفط والغاز كونها منتجا ومصدرا تعتمد على البحث عن أسواق عالمية مثل أوروبا واليابان وأميركا، لكن بعد الطفرة الإنشائية والاقتصادية والصناعية الآخذة في النمو والاتساع ، فانه من المهم ان تبدأ التفكير من الآن بلغة المستهلك التي تعتمد على تأمين العرض لتغطية احتياجات السوق المحلي • وأضاف محمدي ان النمو السريع للاقتصاد الإماراتي يجب ان يواكبه مخطط طويل الأمد في مجال الطاقة بحيث يتم توفير محطات الطاقة والكهرباء اللازمة لمساندة هذا النمو، وفيما يتعلق باتجاهات أسعار النفط في الأسواق العالمية توقع رئيس استراتيجيات الدول في مؤسسة ''انرجي إف سي'' ان تستقر الأسعار عن مستوى يتراوح بين 50 و60 دولاراً للبرميل للسنوات الثلاث المقبلة ، مدللا على ذلك بالمؤشرات الاقتصادية العالمية التي تشير الى تراجع الاقتصاد الأميركي والاقتصاد الصيني اللذين يعتبران المحرك الأول للاقتصاد العالمي، وما يصحب ذلك من ضعف محتمل للدولار وبالتالي تراجع مبيعات أوبك التي استثمرتها دول كثيرة من أعضائها في زيادة طاقتها الإنتاجية الى مستويات قياسية•