تصاعدت الغارات الجوية الصاروخية الأميركية ضد تنظيم “القاعدة” في اليمن حيث تحدثت مصادر عن مقتل 8 إرهابيين امس في محافظتي مأرب وحضرموت. في وقت عززت السلطات إجراءاتها الاحترازية في صنعاء والمدن الرئيسية، صبيحة أول أيام عيد الفطر، تحسباً لهجمات محتملة من “القاعدة” بعد يوم من إعلان الحكومة عن إحباط مخطط كبير اعده التنظيم للسيطرة على مدينتين في الجنوب وعلى منشآت نفط وغاز.
وقالت مصادر محلية في مأرب لـ”الاتحاد” إن طائرة من دون طيار هاجمت بالصواريخ سيارة من نوع سوزوكي- فيتارا كان يستقلها عناصر من القاعدة في منطقة عرق آل شبوان بالقرب من وادي عبيدة وسط مأرب مما اسفر عن تدميرها وإحراقها ومقتل ركابها الأربعة الذين تفحمت جثثهم، بينهم ثلاثة من محافظة الجوف المجاورة، فيما القتيل الرابع سعودي الجنسية. بينما قالت وكالة “رويترز” نقلاً عن شهود ومسؤولين محليين إن الغارة وهي السادسة خلال ايام، استهدفت سيارتين واسفرت عن مقتل 6 عناصر من التنظيم الإرهابي.
وقتل عنصران آخران من “القاعدة” بغارة سابعة نفّذتها طائرة أميركية من دون طيّار في حضرموت جنوب شرق اليمن. وقال مصدر أمني لوكالة “يونايتد برس إنترناشونال” إن الطائرة قصفت ودمرت سيارة بيك آب كانت تقل العنصرين في مدينة العيون. بينما قال مصدر قبلي آخر إن الطائرة استهدفت السيارة بالقرب من مدينة غيل باوزير من دون اعطاء تفاصيل اضافية. كما نفذت طائرة أميركية من دون طيار غارة على هدف متحرك للتنظيم الإرهابي في منطقة الصندة بمحافظة الجوف، لكن من دون أن ترد معلومات بشأن سقوط ضحايا. وكشفت الأجهزة الأمنية عن هوية عدد من قتلى القاعدة في مأرب، وهم وفق موقع صحيفة “26 سبتمبر” 3 أشقاء (عبدالله قائد سالم عرفج المروني والحسن قائد سالم عرفج والحسين قائد سالم عرفج)، وجميعهم من أهالي رغوان. وأضافت أن المدعو سرحان عبدالله الزملقي وهو من قيادات القاعدة أيضا كان قتل في غارة امس الأول، استهدفت سيارتين في منطقة القويبل بمرخه السفلى بمحافظة شبوة.
وجاء تزايد وتيرة الضربات الأميركية وسط استمرار حالة التأهب التي اعلنتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا لحماية بعثاتها الدبلوماسية في اليمن بسبب مخاوف جدية من هجمات ارهابية وشيكة. كما قررت هولندا تمديد إغلاق سفارتها في صنعاء وسحب جميع موظفيها الدبلوماسيين تحسبا لاحتمال وقوع أي هجوم إرهابي.
وواصلت قوات الحماية الرئاسية اليمنية إغلاق جميع الطرق المؤدية إلى القصر الرئاسي جنوب صنعاء، حيث إدى الرئيس عبد ربه منصور هادي وكبار المسؤولين صلاة العيد في مسجد دار الرئاسة، وليس في احد المساجد الكبرى في مؤشر على تزايد المخاوف الأمنية. فيما اكد شهود عيان لوكالة “فرانس برس” “ان طائرة من دون طيار حلقت من دون توقف فوق صنعاء خلال الليل والنهار.
الى ذلك، حث وزير الداخلية عبدالقادر قحطان الأجهزة الأمنية على التحلي باليقظة العالية لإفشال المخططات الإرهابية التي تهدف الى زعزعة أمن واستقرار اليمن وتشويه سمعته في المحافل الدولية”، مؤكدا أن قوات الأمن والجيش ستقف حجر عثرة أمام من تسول له نفسه تنفيذ مشاريع إجرامية”.
من جهته، أحيا الرئيس الأميركي باراك اوباما ذكرى ضحايا الهجمات الإرهابية ضد السفارتين الأميركيتين في كينيا وتنزانيا في 1998، وتعهد بمنع حدوث مثل هذه الهجمات في المستقبل، وذلك في الوقت الذي ظهرت تهديدات جديدة من تنظيم القاعدة دفعت بالولايات المتحدة الى اغلاق نحو 20 من سفاراتها وقنصلياتها في الشرق الأوسط وأفريقيا.
وقال أوباما في بيان “إن الولايات المتحدة ثابتة على التزامها بحماية الاميركيين والاميركيات الذين يخدمون بلدهم بإخلاص في الخارج، وسنبقى على عزمنا في العمل مع شركائنا على مكافحة التطرف العنيف في شرق افريقيا وفي المنطقة وفي جميع انحاء العالم”. وأضاف “وسنواصل الوقوف مع شركائنا في شرق أفريقيا لمحاكمة الإرهابيين وسنواصل جهودنا لمنع هذه الهجمات في المستقبل”.
وأكد أوباما أن النواة الأساسية لتنظيم القاعدة سائرة الى الهزيمة، ولكنه دعا للنظر بجدية الى التهديدات المتطرفة الأخيرة ضد المصالح الأميركية. وقال أمام حوالى ثلاثة آلاف جندي بحري في معسكر بانديلتون في كاليفورنيا “إن النواة الأساسية للقاعدة في افغانستان وفي باكستان سائرة نحو الهزيمة، لكن بالتأكيد نهاية الحرب في افغانستان لا تعني نهاية التهديدات ضد بلدنا”، مشيرا الى أن التنظيمات التي تتبع لـ”القاعدة” تهدد باستمرار بلدنا وتهدد باستمرار مراكزنا الدبلوماسية وشركاتنا في الخارج، ويجب أن نأخذ هذه التهديدات بجدية والقيام بكل ما يمكن من أجل التصدي لها، وهذا ما حصل خلال الأيام الماضية في اغلاق سفارات أميركية وأخرى لدول غربية بسبب خطر التهديدات خصوصاً في اليمن.
عدد اليوم
