حوار أجراه: محمد عيسى الفرنسي عبد الكريم ميتسو سيحمل حلمنا••ويقود منتخبنا في دورة كأس الخليج العربي الثامنة عشرة عندما تعود لأرض الإمارات للمرة الثالثة بعد مائة يوم بالتمام الكمال من اليوم، وهي التجربة الأولى للمدرب في دورات الخليج التي عرف عنها المدرب الكثير وتابعها من مدرجاتها في الكويت وقطر لينزل أرضية الملعب في الإمارات ويقود منتخبنا الوطني• • ولا يختلف اثنان على مهارة وإبداع المدرب العالمي الكبير وخبرته الميدانية وأسلوبه المميز وطريقته التي حققت النجاح أينما حل، فهو من قاد السنغال للفوز على منتخب بلاده في افتتاح مونديال ،2002 وتأهل معهم إلى ربع النهائي، وهو من حمل مع العين كأس دوري أبطال آسيا، هو من أوصل الغرافة القطري لمنصات التتويج• • واليوم يقود ميتسو منتخبنا في مهمة ومشاركة مختلفة لنا كثيراً في تاريخ مشاركاتنا في دورات الخليج، مشاركة لا يقبل هدفها القسمة على اثنين• نعم لأول مرة نشارك ويكون اللقب ولاشيء سواه هدفنا الأول والثاني والعاشر والألف••نعم•• لا نريد من دورة الخليج سوى تذوق حلاوة اللقب ومعانقة الكأس الغالية• وعندما جلست مع الفرنسي ميتسو كنت قد استأذنته بنصف ساعة، ولكن ما أن فتحنا ملف مشاركتنا في خليجي18 سرقنا الوقت ولم نشعر به إلا بعد ساعة ونصف تقريباً، فتح خلالها ميتسو كل الملفات وتحدث بصراحة ومنطقية، وبعقلية احترافية بحته في التعامل والمعطيات مع الأحداث، كما شعرت من خلال حواري معه بذكاء المدرب، و إيمانه المطلق بأهمية التعامل مع اللاعب من جميع الجوانب، المهارية والفنية والمعنوية التي لاتسقط من حساباته مطلقاً، وأهم ما يركز عليه عندما يتحدث عن اللاعبين هي الثقة، نعم سلاح ميتسو الفتاك الذي سيخدمه بجرأة وقوة مطلقة لتعزيز قواه وتعويض الضعف إذا ما شعر به، فالثقة والجماعية هي أهم ما كان يركز عليه المدرب من خلال جلوسي معه طوال الدقائق التسعين• وفي الحوار كشف المدرب عن طموحاته وأهدافه والتي لاتخرج عن الإطار والمسار الذي نحلم به، فالكأس هي هدفه واللقب ما يلعب لأجله، وقالها المدرب صراحة هدفنا في البطولة واضح وضوح الشمس وهو الفوز بكأس الخليج، كما بشرنا المدرب بمستقبل كرة الإمارات والذي سيكون مشرقاً بفضل الجيل الحالي من اللاعبين القادرين على إيصال كرة الإمارات لمنصات التتويج، واعتبر أن المنتخب الحالي هو الذهبي الحقيقي للإمارات والمجموعة الحالية هي من ستحصد الألقاب وتستعيد هيبة ومكانة كرة الإمارات•• وقبل بداية الحوار كتب ميتسو رسالة لجماهير الإمارات بخط يده قال فيها : لانصر إلابكم في خليجي 18 • وهو يرى أن الجماهير اللاعب رقم واحد في البطولة•• ؟ خليجي18 هي أول بطولة لك كمدرب في البطولة، كيف ترى ذلك، وما معلوماتك عنها؟ ؟؟ نعم خلال تاريخ عملي بالخليج والممتد لحوالي أربعة أعوام سابقة لم أشارك في البطولة ولم أقد أي منتخب خليجي، لكنني تواجدت بالبطولة وعايشتها من المدرجات كمتابع ومدرب عمل بالخليج، فشاهدت من أرض الواقع البطولتين اللتين أقيمتا في الكويت وقطر، من خلالها عرفت قيمة البطولة وما تعنيه لشعب المنطقة ولاعبيها وجمهورها، فهي بطولة مهمة لكم وتعني لكم الكثير، ولن أبالغ إذا ما قلت ان الفوز بلقبها لايقل أهمية بالنسبة لأي منتخب خليجي عن التأهل لنهائيات كأس العالم، فهي بطولة أقليمية لها تاريخ وعلاقة حميمة بالجماهير وكذلك اللاعبين الذين يتمنون المشاركة فيها، فهي ليست بطولة عادية، إنها بطولة بطعم خاص، فقد رأيت التحدي بين الفرق والتحضيرات ولمست الاهتمام الذي تحظى به الدورة من الجماهير واللاعبين والإعلام والجميع، وهو ما يعطيني دافعا لدخول غمار التحدي بها، وخوض تجربة ذات طابع خاص يملؤه التحدي والعزيمة والإصرار، والحماس والخصوصية التي عليها دورات الخليج ستعطيني دافعا قويا لخوضها، والعمل بها، والخروج بنتائج مشرفة وتحقيق الحلم فيها• ؟ ما هي طموحاتك في البطولة؟ ؟؟ بالنسبة لي ولمنتخب الإمارات الرؤية والهدف واضحان بالنسبة لنا وضوح الشمس، وهو الفوز بلقب البطولة التي ستقام على أرض الإمارات وبين جماهيرها، ولن يكون هناك أي هدف آخر غير لقب أول أهديه للإمارات، وهو هدف ليس بالسهل، فهو غاية في الصعوبة، ولا يخلو من المشقة، لكنني واثق من إمكانيات وقدرات لاعبي، كما أنني واثق من نفسي والجهاز الفني والمساعد من مساعدين ومدربي لياقة وجهاز طبي وتعاون وتكاتف الجهاز الإداري، وكذلك دعم اتحاد لكرة لهذا الطموح، وثقته بنا، فسندخل البطولة ونحن متسلحون بإصرار وقوة عزيمة لتحقيق هدفنا المنشود• ؟ على مدى تاريخ مشاركات الإمارات بالبطولة والممتد لسنوات طويلة لم تحقق اللقب، فهل أنت واثق من أنك تستطيع تحقيق حلم الجماهير؟ ؟؟ عندما تريد تحقيق هدف يجب أن تكون لديك الأسس والقواعد التي تبني عليها طموحك، وأنا بالمجموعة الحالية من اللاعبين لدينا المقومات التي يمكن أن نكسب بها البطولة، ولا أقول ذلك من باب التقليل بالمنتخبات الأخرى ولكن من باب الثقة بإمكانيات الفريق الذي لدي، فالفرق جميعها ستحضر إلى الإمارات بهدف واحد وهو للمنافسة على لقب كأس الخليج، وهو ما سيزيد من صعوبة مهمتنا ولكننا واثقون من أنفسنا ومن قدرات لاعبينا المتسلحين بالإصرار والعزيمة والمقومات الفنية والمهارية والبدنية التي تؤهلهم للفوز بلقب خليجي،18 فمن الناحية النفسية اللاعبون يعيشون حالة معنوية مرتفعة جداً كون البطولة على أرضهم وبين جماهيرهم، وبدنياً لا ينقصهم شيء،إضافة إلى توفر المهارة العالية لديهم، ناهيك عن الدعم الذي يحظى به المنتخب من الاتحاد والمسؤولين بالدولة، فكل هذه المقومات والعوامل قادرة على تحقيق الهدف والظهور بمستوى مشرف يحقق طموحنا وأحلامنا، وعندما تتوفر لدينا كفريق كل هذه العوامل لايتبقى على اللاعبي إلا الظهور بالمستوى الحقيقي لهم وتشريف كرة الإمارات• وأضاف ميتسو إن كرة الإمارات ومنتخبها الوطني تحديداً مقبل بصدد جيل طموح يملك من المستوى ما يؤهله لتحيق الطموحات، وهو يملك من المستوى الفني والمهاري ما يجعله واحداً من أفضل فرق المنطقة• ؟ برأيك ما سبب عدم حصول الإمارات على أي بطولة حتى الآن، وماذا ينقص المنتخب لتحقيق ذلك؟ ؟؟ المشكلة ليست فنية أومهارية أو إدراية بقدر ما تعكس واقع دولة الإمارات السكاني، فعدد سكان الدولة من المواطنين محدود، وبالتالي عدد اللاعبين الذين يتم اختيار المنتخب منهم محدود أيضاً مما يجعل المدربين مقيدين في اختيارات ضيقة وعدد صغير من اللاعبين، فمن فاز بكأس الخليج إلى الآن هم مثلاً السعودية وهي تمتلك قاعدة وممارسين للكرة أكبر من الإمارات، والكويت مارست اللعبة منذ زمن ولديها قاعدة أكبر، والعراق كذلك بنفس ظروف السعودية لديها أعداد كبيرة من اللاعبين، أما قطر فقد فازت بالبطولة الأخيرة بمنتخب غالبيته من اللاعبين غير القطريين قام الاتحاد الفطري بتجنيسهم للبطولة، فكما تعرفون كان المنتخب يضم لاعبين من مصر وآخرين من أفريقيا، فالعملية مرتبطة بقاعدة الممارسين وعندما تكبر القاعدة وتزيد حظوظ الاختيار تكون النوعية أفضل، وعندما تضيق دائرة الخيار وتصغر تصعب المهمة، ونحن الآن وصلنا لمرحلة باتت لدينا الخيارات فيها واسعة بفضل الجيل الحالي من اللاعبين وبفضل النوعية من اللاعبين وليس العدد، وبالتالي بات لدينا جيل يملك الطموح نطمح من خلاله تحقيق طموحنا معه، ونحقق به حلم بلد وشعب ينتظر تحقيق هذا الحلم بفارغ الصبر• ؟ معظم الأندية تلعب بإسلوب3-5-2 وأنت تعتمد على طريقة 4-4-2 بالمنتخب فهل هذا يسبب لك مشكلة؟ ؟؟ قال بالفعل هذه مشكلة تؤرقني وقد تشكل معضلة بسيطة تشتت أذهان اللاعبين بين طريقة لعبهم بالأندية وبالمنتخب، ولكنها ليست بالمشكلة الكبيرة فاللاعبون لديهم من الثقافة والقدرة على هضم الإسلوب الذي ألعب به والتمييز بين اللعب لمنتخب واللعب للنادي، كما أنني فوجئت مع بداية الموسم أن أغلب الأندية غيرت من اسلوب لعبها، فحسب متابعاتي للموسم الماضي كانت الغالبية العظمى تلعب بطريقة 4-4-2 ولكن مع بداية هذا الموسم غيرت أغلب الفرق اسلوب لعبها،•••ثم ضحك ميتسو وقال من يلعب باسلوبي هو في الصدارة حالياً فالوصل يلعب بنفس طريقتي وهو الآن في صدارة الدوري، وأضاف بعض الفرق تغير إسلوبها حسب مجريات اللعب، فالجزيرة غير اسلوبه في لقائه أمام الوصل مثلاً ، وعموماً العبرة ليست في عدد المهاجمين بقدر ما هو اسلوب ولعب بطريقة جماعية، فاللعب الجماعي هو مربط الفرس، ولو كانت العبرة بالأعداد لأشركت الفرق الخاسرة أربعة مهاجمين للفوز ولكن ما فائدة أربعة أو حتى خمسة مهاجمين ما لم تصل لهم الكرات والإمداد من لاعبي الوسط•وأضاف نحن نلعب حسب إمكانيات اللاعبين وما يناسبهم بغض النظر عن اسلوب لعبهم بالأندية، فاللاعبون تأقلموا مع طريقتي وهضموها ويطبقونها بصورة جيدة وهو الأهم، فحركتهم بالملعب وأدائهم هو السر والأهم وما يبحث عنه أي مدرب وليس التكتل والأعداد• ؟ هل تفكر في تغيير طريقة لعبك في ظل المتغيرات الجديدة؟ ؟؟ لا طبعاً لن أغير اسلوبي وسألعب بالطريقة التي أهلتنا لكأس آسيا وأعادت للمنتخب هويته وشكله وحققت معه النجاح حتى الآن•فالمنتخبات والفرق الكبيرة لاتغير من طريقة واسلوب لعبها، فليس منطقياً أن نغير من اسلوبنا كل أسبوع ، إن هدفي، فالمنتخب الألماني مثلاً والفرق الكبيرة كميلان والريان لاتغير اسلوب لعبها وطريقتها بشكل مستمر وتسعيلالحفاظ على اسلوب يكون مرتبطا بها• ؟ هل تريد أن تخلق للمنتخب هوية واسلوبا خاصا به؟ ؟؟ نعم•• طبعاً هدفنا أن يكون للمنتخب هوية واسلوب خاص به، إذ يجب أن يكون لنا هوية وطريقة وشخصية بالملعب نحقق من خلالها طموحنا ونفرضها على المنافسين، لنحقق النجاح الذي هو الأهم، فنحن دائماً ما نبحث عن النجاح بالطرق الذي تناسبنا، وأهم شيء أن يكون هناك توازن بين الخطوط• ؟ ما أكثر ما يخيفك في المرحلة المقبلة؟ ؟؟ الإصابات هي الهاجس الذي يراودني، وكل ما أتمناه أن نصل إلى دورة الخليج بالمجموعة الحالية وهي خالية من الإصابات وغير ناقصة أي لاعب بسبب الإصابة• وغير ذلك لا أخشى أي شيء آخر، ولا يوجد ما يخيفني مطلقاً، كما أنني لا أحب أن اعيش تحت الضغط والخوف ولذلك احسم الأمور أولاً بأول، فنحن نعتمد على استراتيجية واضحة تقوم على التخلص من المشاكل وإيجاد الحلول والبدائل لأي طارئ، فتعودنا بالمنتخب وخلال عملي في الفترة الماضية أن نوجد الحلول والبدائل وللمشاكل وليس التهرب منها وتركها لتتفاقم، كما أنني أقوم دائماً بالخروج من المشاكل فأقل خسائر ممكنه، ودائماً ما نتوقع أسوأ ردة فعل ونوجد له الحل ونضع له البديل، وأحد الأسرار التي ستقودنا للتفوق على خصومنا• ؟ بماذا تعد جماهير الإمارات؟ ؟؟ أعد جماهير الإمارات بالتضحية والقتال واللعب بصورة مشرفة، والظهور بصورة تعكس مستوى اللاعبين الحقيقي، وأن أهيئ الظروف المثالية للمنتخب من الناحية الفنية والبدنية في خليجي 18نحو تحقيق هدفنا الرئيس من المشاركة• وأضاف كل الأمور حالياً تسير وفق ما نريد وما هو مخطط لها، فكل الأمور الفنية والتكتيكية تسير بصورة جيدة، وبيقى أن نحتاج لمؤازرة الجماهير وتحفيزهم للاعبين في البطولة وأن يتواصل الدعم الذي يحظى به المنتخب من المسؤولين والجماهير، والتي إلى الآن تسير على أحسن ما يكون بفضل الدعم والاهتمام الذي يولياإتحاد الكرة بالمنتخب• ؟ رأيناك في أكثر من مباراة بالدوري ، فكم مباراة تابعت ومن كنت تابع، هل لاعبوك بالقائمة ام تبحث عن وجوه جديدة؟ ؟؟ لا اعرف بالتحديد عدد المباريات التي تابعتها لكنني وجهازي الفني المساعد راقبنا أغلب مباريات الدوري، وكنت أتابع الجميع، ونظرتي وملاحظاتي لم تكن مقتصرة على المجموعة التي كانت لدي والدليل عودة سالم خميس بعد انتهاء الظروف التي حالت دون تواجده معنا في المرحلة الماضية ، كما تم استدعاء حسن على إبراهيم ويوسف عبدالعزيز بعد تألقهم وكذلك عادل نصيب، فانا أبحث عن أي إضافة والباب مفتوح لجميع اللاعبين للانضمام للمنتخب وممن يثبت كفاءته لن أتردد في استدعائه في الفترة المقبلة• ؟ هناك لاعبون مميزون لفتوا الأنظار بمستواهم لكنك لم تستدعهم، فخالد درويش تألق بالوصل وعبدالرحمن إبراهيم مع الشعب؟ ؟؟ نعم أتفق معك••فالوقت ضيق ولم يكن بالإمكان إحداث تغييرات واسعة، فخالد درويش فرض نفسه بأدائه ولكن طفرة المهاجمين لدي حالت دوناإستدعائه، وعبدالرحمن إبراهيم إذا لم يكن ضمن قائمة مباراة عمان قد يكون في المستقبل مع المجموعة إذا ما حافظ على مستواه، وأيضاً صلاح عباس ظهر بمستوى أكثر من رائع والفرصة لازالت أمامه لاستدعائه، ولاعبون آخرون قد ينضمون للمنتخب إذا ما أثبتوا جدارتهم• ؟ هل مستوى المهاجمين مطمئن ولا يسبب لك أي مشكلة؟ ؟؟ نعم مستواهم مطمئن جداً ومستواهم جيد خلال الأسابيع الثلاثة الأولى بالدوري، ليست لدي أي مشكلة بخط الهجوم، فكل المهاجمين سجلوا باستثناء فيصل خليل، فالكأس ومحمد عمر سالم جميعهم سجلوا بالدوري، هو شيء مطمئن ومريح بالنسبة لي• ؟ هل أنت مرتاح لمستوى لاعبي المنتخب بالدوري؟ ؟؟ بحكم الظروف التي لعبت بها الأسابيع الثلاثة بالدوري لايمكن إصدار الحكم عليهم، فالأسابيع الماضية لعبت بشكل مضغوط ، رافقها في الاسبوع الأخير شهر رمضان وبالتالي لايمكن الحكم على مستواهم من خلال الظروف التي مروا بها إضافة إلى حالة الجو من حرارة ورطوبة عالية أثرت على المستوى بشكل كبير•
عدد اليوم
