الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تبادل للاتهامات وتضارب في أقوال «الأطلسي» وحكومة القذافي

تبادل للاتهامات وتضارب في أقوال «الأطلسي» وحكومة القذافي
11 أغسطس 2011 01:19
تنهال الاتهامات المتبادلة في الصراع الدائر بليبيا وتحولت المزارع إلى ساحة معارك ولا يوجد أي شك في سقوط خسائر بشرية أيا كانت طبيعتها وأعدادها. وكان المشهد مروعاً وفوضاوياً في بلدة زليتن الساحلية أمس الأول بعدما تزاحم المصورون ومسؤولو الحكومة بمشرحة صغيرة شديدة الحرارة في أحد المستشفيات مستعينين بالأوشحة والأقنعة الورقية لتحميهم من رائحة تزكم الأنوف. وكانت المشاهد أكثر سوءاً بينما كان العاملون في المشرحة يخرجون عدداً من الجثث من الحقائب الملقاة بشكل عشوائي على الأرض.. أشلاء متناثرة مغطاة بالدماء والأتربة.. وقدم موضوعة من الجهة العكسية مع جثة أحد الأشخاص ومنظر مفجع لرضيع ما زال يرتدي الحفاضات. وهذه هي حقيقة الصراع الدائر في ليبيا منذ أكثر من 4 أشهر. وزعمت حكومة القذافي أمس أن أحدث الضربات الجوية لحلف شمال الأطلسي قتلت عشرات المدنيين ما قد يسبب المزيد من التوتر في حملة جوية غربية بدأ يتراجع عنها التأييد ولا تظهر لها نهاية واضحة قريبة. وسارع المسؤولون الليبيون الذين يرغبون في أن يظهروا للعالم أن عمليات القصف التي يقوم بها حلف شمال الأطلسي “الناتو” ضلت عن أهدافها العسكرية بنقل المراسلين الأجانب لمشاهدة آثار الضربات الجوية في ماجر التي قالوا إنها أسفرت عن مقتل 85 مدنياً هم 33 طفلاً و32 امرأة و20 رجلاً في وقت متأخر من الليلة قبل الماضية. وعندما وصل الصحفيون رأوا أن التفجيرات الشديدة تسببت في انهيار منازل ريفية كانت تحيط بها أسوار عالية وسط حقول جافة تكسوها بقايا الزرع. لكن الذين تجمعوا حول مكان الضربات في اليوم التالي كانت لديهم أقوال مشوشة وتفسيرات متضاربة في بعض الأحيان. كان هناك جيران لا يتذكرون أسماء جيرانهم وأشخاص لا يعرفون بالضبط عدد قتلاهم، وشهادات عن سلسلة من الضربات كان يصعب الربط بينها. وربما لم يفهم الناس الأسئلة التي طرحت عليهم عبر مترجمين أو التي طرحها عليهم مراسلون لا يجيدون العربية.. ربما كان أقارب الضحايا وجيرانهم يعانون من الصدمة. ولم ير المراسلون أكثر من 30 جثة طوال اليوم لأنه كما قيل لهم فقد نقلت باقي الجثث إلى طرابلس. وقال “الناتو” الذي يتهم قوات القذافي بالاحتفاظ بمعدات عسكرية وسط المدنيين إن جنوداً ربما قتلوا في الغارة التي قال الحلف إنها استهدفت منطقة للتخطيط العسكري جنوب زليطن. وبينما قالت قوات “الناتو” إنه ليس هناك دليل على مقتل مدنيين في الغارة، إلا أنه مستحيل فعلياً بالنسبة للحلف التحقق من طبيعة القتلى في مثل تلك الهجمات. وكان التشوش الذي بدأ أمس مثالاً على الضبابية التي يتسم بها الصراع الذي تحرص فيه قوى الحلف على عدم الانغماس فيه وتسعى حكومة القذافي إلى تصويره على أنه حرب صليبية تستهدف المسلمين. وتزعم المعارضة بشكل مستمر السيطرة على بلدات تقول طرابلس إنها ما زالت تحت سيطرتها. وتتهم الحكومة حلف الأطلسي بتقييد إمدادات الغذاء والكهرباء ويقول الحلف إن القذافي يمنع شعبه من الحقوق الأساسية. وكثيراً ما يصعب على الصحفيين التحقق من مزاعم الجانبين. وتضررت في الوقت ذاته صدقية قيادة المعارضة نتيجة حادث الاغتيال المريب لعبد الفتاح يونس قائد القوات العسكرية المعارضة. وكان المشهد في المشرحة المزدحمة الخانقة مساء أمس تذكرة أخرى بثمن هذا الصراع بينما تنزلق ليبيا إلى مزيد من العزلة مع ارتفاع أعداد القتلى من كلا الجانبين. وفي غرفة مجاورة للمشرحة في المستشفى كان علي مفتاح حامد وهو من سكان ماجر يقف إلى جوار الفراش الذي ترقد عليه زوجته فتية التي قطعت ساقها فيما يبدو في الليلة قبل الماضية. وقالت بينما كان يبدو عليها علامات الفزع من هذا العدد من الصحفيين الذي تجمع عند فراشها “كنت أجلس مع صديقتي في المنزل عندما سمعنا فجأة صوت الانفجار. ثم غبت عن الوعي”. وسحبت أغطية الفراش فوق رأسها وانتظرت أن يرحل الصحفيون.
المصدر: ماجر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©