الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

العراق يحتفل بطي صفحة «داعش» وعرض عسكري ببغداد

العراق يحتفل بطي صفحة «داعش» وعرض عسكري ببغداد
11 ديسمبر 2017 16:04
سرمد الطويل، باسل الخطيب (بغداد، السليمانية، أربيل) شهدت العاصمة العراقية بغداد أمس، عرضا عسكريا كبيرا احتفالا بـ»الانتصار العسكري» على تنظيم «داعش» الذي أعلنه رئيس الوزراء حيدر العبادي، وعمت الاحتفالات عموم العراق فضاقت الساحات في كل المحافظات العراقية بالمواطنين الذين خرجوا للتعبير عن فرحتهم، ومطالبة الحكومة ببدء الإصلاح ومحاربة الفساد. في حين هنأت وزارة الخارجية السعودية الحكومة والشعب العراقيين بإعلان «النصر النهائي» على «داعش»، كما رحبت الحكومة الأردنية من جانبها بإعلان العراق استعادة أراضيه من التنظيم، وكذا هنأت وزارة الخارجية الأميركية الحكومة العراقية، محذرة من أن ذلك لا يعني نهاية التنظيم. وفي ساحة نصب الجندي المجهول، في المنطقة الخضراء بوسط بغداد حيث المقار الرئيسية للوزارات والسفارات خصوصا الأميركية والبريطانية، أقامت قطعات من مختلف صنوف القوات العراقية عرضا عسكريا في ظل المروحيات والطيران الحربي الذي كان يجول في السماء. ورحب العبادي القائد العام للقوات المسلحة العراقية خلال العرض، بعائلات «الشهداء» من القوات المسلحة الذين سقطوا خلال المعارك ضد المتشددين. وأوضح أنه «على الرغم من إعلان الانتصار النهائي، يجب أن نبقى على حذر واستعداد لمواجهة أية محاولة إرهابية تستهدف شعبنا وبلدنا، فالإرهاب عدو دائم والمعركة معه مستمرة». ويعد هذا «الانتصار» الأكبر الذي يشهده العراق منذ اجتياح العراق العام 2003. وكان العبادي أعلن أمس الأول في خطاب رسمي من أمام مقر وزارة الدفاع في بغداد، أن المعركة المقبلة ستكون ضد الفساد المستشري في البلاد، بعدما أعلن خلو جميع الأراضي العراقية من تواجد تنظيم «داعش»، معلنا العاشر من ديسمبر عطلة وطنية سنوية. وفيما حيا المرجعية الدينية العليا والقوات العراقية ومليشيات «الحشد الشعبي» دون الإشارة إلى قوات البيشمركة، اعتبر منع ما أسماه «التقسيم نصرا مكملاً» لذلك. وعمت الاحتفالات عموم العراق فضاقت الساحات في كل المحافظات العراقية بالمواطنين الذين خرجوا للتعبير عن فرحتهم، ومطالبة الحكومة ببدء الإصلاح ومحاربة الفساد. وفي ساحة التحرير وسط بغداد، تجمع المئات للاحتفاء بإنجاز القوات العراقية. وعلى وقع أناشيد حماسية، رفع المشاركون من نساء ورجال وأطفال الأعلام العراقية، إضافة إلى لافتات كتب عليها «تحالف الإرهاب والفساد والمحاصصة هو العدو الأكبر.. فلنحاربه وندحره». وبدأت مجموعة من النساء المتشحات بالسواد من أنصار الزعيم الديني مقتدى الصدر بإطلاق أهازيج شعبية وهتفن «طلعنا السرقة يا نوري»، في إشارة إلى رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، مهللين بالنصر. وأكد جميع المشاركين في الاحتفال، أن عودة الأرض والأمن والأمان ستبقى هشة في حال لم تتم محاربة الفساد. وفي مسيرة أخرى، من شارع أبو نواس إلى منطقة المنصور في وسط بغداد، أكد وزير الداخلية العراقي قاسم الأعرجي الذي شارك المحتفلين أن «التحدي الكبير المقبل هو الفساد سنلاحق رؤوس هذا الفساد». وشهدت مدن ومحافظات البلاد احتفالات شاركت فيها قوات أمنية مشتركة ومدنيون، باستثناء إقليم كردستان الذي انتقد عدم ذكر العبادي لقوات البيشمركة الكردية في خطابه. من ناحية ثانية توحدت القوى السياسية الكردية ضد الحكومة الاتحادية للمرة الثانية خلال أقل من شهر برغم خلافاتها، نتيجة ما عدته «مواقف عدائية وناكرة للجميل» تجاه الإقليم وقوات البيشمركة، وأعلنت مقاطعتها للاحتفالات العسكرية ببغداد. وأثار تجاهل العبادي، دور قوات البيشمركة في الحرب ضد «داعش»، موجة سخط شعبية ورسمية واسعة النطاق في إقليم كردستان. فقد نددت الكتل الكردستانية في البرلمان العراقي في بيان أمس، بخطاب «النصر» الذي أعلنه العبادي، معتبرة أنه «نكران» لجهود البيشمركة بمحاربة الإرهاب. كما اعتبرته تجاهلا علنيا لتضحيات عشرات الآلاف من القتلى والجرحى وأسرى وضحايا البيشمركة بالدفاع عن العراقيين جميعاً، وسد الفراغ الذي تركه انسحاب قطاعات الجيش من مدن العراق، وطالبت بضرورة «تصحيح ذلك والاعتذار» عنه. من جهتها، هنأت وزارة الخارجية السعودية أمس، الحكومة والشعب العراقي بمناسبة إعلان «النصر النهائي» على داعش. ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) عن مصدر مسؤول في الوزارة إعرابه، عن «تهنئة السعودية للعراق حكومة وشعبا بمناسبة تحرير أراضيها من آخر معاقل تنظيم داعش». وبين المسؤول أن «المملكة تتطلع إلى أن ينعم العراق وشعبه بالأمن والاستقرار والتقدم والرخاء، واصفا انتهاء حرب العراق على «داعش» بالنصر الكبير على الإرهاب في المنطقة. من جهة ثانية ثمن وزير الدولة لشؤون الإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني، جهود الحكومة العراقية وقواتها المسلحة وأجهزتها الأمنية والشعب العراقي في تصديهم لتنظيم «داعش»، مؤكدا وقوف الأردن إلى جانب العراق في تصديه للإرهاب. وأشار المومني إلى ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية من أجل محاربة الإرهاب ومعالجة أسبابه من كافة النواحي فكريا وأمنيا وتمويلا، موضحا أن «غياب العدالة يشكل بيئة خصبة لإشاعة الفكر المتطرف». وفي السياق، قالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر نويرت أمس، إن إعلان العراق النصر النهائي، «جسد نهاية بقايا الخلافة المزعومة التي أعلنها داعش في العراق، وتحرير السكان الذين يعيشون في تلك المناطق من السيطرة الوحشية للتنظيم». وأضافت أن «الولايات المتحدة تضم صوتها إلى صوت حكومة العراق في التأكيد على أن تحرير العراق لا يعني نهاية القتال ضد الإرهاب وحتى ضد داعش في العراق». واكدت مواصلة بلادها والتحالف الدولي، للشراكة مع القوات الأمنية العراقية وتقديم المشورة لها وتدريبها وتجهيزها. ويشير التحالف الدولي إلى أن 3 آلاف من عناصر، داعش» في العراق وسوريا لم يلقوا السلاح بعد. وبحسب خبراء، لا يزال التنظيم المتطرف قادرا على إراقة الدماء وإلحاق الأذى بالعراقيين. ويتوقع هؤلاء أن يعود التنظيم الآن إلى مربعه الأول، عبر شن الهجمات المنفردة والاعتداءات والتفجيرات الدامية ضد المدنيين العزل. قتيلان و15 جريحاً بهجوم استهدف مدنيين بطوزخورماتو بغداد (الاتحاد، وكالات) قصفت مجاميع مسلحة مدنيين في قضاء طوزخورماتو بمحافظة صلاح الدين أمس، أعقبها هجوم على أصحاب شاحنات أدى إلى مقتل شخصين وإصابة 15 آخرين فيما انسحبت تشكيلات من مليشيات «الحشد الشعبي» أمس من موقعها، صوب الحدود العراقية السورية، كما فجرت القوات الأمنية سبعة منازل مفخخة من قبل تنظيم «داعش» في الموصل. وقالت مصادر أمنية عراقية أمس، إن مسلحين مجهولين قصفوا بسبعة صواريخ كاتيوشا وهاونات وسط القضاء، مما أسفر عن مقتل مدنيين اثنين وإصابة 15 آخرين أغلبهم من النساء والأطفال. وأضافت أن المسلحين فتحوا النار على سيارة إسعاف كانت تنقل مصابين جراء القصف إلى أحد مستشفيات كركوك، مما أدى إيضا إلى وقوع عدد من الضحايا. من جهة أخرى، ذكر مصدر أمني عراقي أمس، أن تشكيلات من «الحشد الشعبي» انسحبت من الحضر والصحراء الغربية جنوب الموصل، باتجاه الثرثار والحدود السورية العراقية. وأوضح ان انسحاب «الحشد» بسبب وجود قطعات كافية في المنطقة من القوات الأمنية والقوات العشائرية. من جهة أخرى، فجرت القوات الأمنية جنوب الموصل أمس، 7 منازل مفخخة عن بعد كان «داعش» فخخها قبيل انسحابه. وذكر مصدر أمني، أن فريق معالجة المتفجرات في قيادة عمليات نينوى فجر سبعة منازل مفخخة بالكامل من قبل داعش في منطقة حاوي الكنيسة». وأضاف أن» القوات الأمنية تمكنت أيضا من العثور على نفق يعود لعصابات داعش داخل الحاوي، مرتبط مع قرى في المحور الغربي ويحتوي على أجهزة نقالة ومتفجرات تم نقلها إلى مقر قيادة العمليات في محافظة نينوى». إلى ذلك، قصفت المدفعية الثقيلة ستة أهداف مهمة لتنظيم «داعش» على الحدود بين ديالى وصلاح الدين، قرب منطقة مطيبيجة. بينما تقوم مليشيات «الحشد الشعبي»، بعمليات تحصين الحدود العراقية السورية ونشر المفارز الأمنية لمنع تسلل الإرهابيين من الأراضي السورية. وذكر بيان «أن فرق الهندسة العسكرية التابعة للحشد واصلت عمليات تحصين الحدود العراقية السورية عبر حفر الخنادق وإنشاء السواتر، فضلا عن انتشار المفارز الأمنية لمنع تسلل الإرهابيين من الأراضي السورية».  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©