الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

النص العتبة الأهم في العرض المسرحي

النص العتبة الأهم في العرض المسرحي
27 أغسطس 2014 23:30
تواصلت فعاليات «ورشة النقد المسرحي»، التي تنظمها «هيئة دبي للثقافة» في إطار الاستعداد لـ»مهرجان مسرح دبي للشباب» المقبل، في مكتبة هور العنز بدبي، بإشراف الناقد المسرحي جمال آدم، ومشاركة حوالي عشرين منتسباً، بعضهم شعراء وكتاب وكاتبات وصحفيين، وفنانين وهواة. وتناول آدم في المحاضرة الخامسة موضوع «النص» باعتباره «العتبة الأهم» في العرض المسرحي، ملاحظاً أن هناك أنواعاً عدة للنصوص، منها الكوميدي والتراجيدي، والتراجوكوميدي، والواقعي، والتعبيري، والرمزي والعبثي وغيرها، ولكنها جميعها تنتظم في الإطار الدرامي. وفي محاولة آدم للحديث عن الحكاية في النص، طلب من المنتسبين، أن يروي كل منهم جزءاً مما فهمه من حكاية نص «علول» للكاتب والمخرج المسرحي مرعي الحليان، الذي وزعه عليهم في المحاضرة السابقة. وراح آدم يناقش مع المنتسبين مسار النص، ليخلص معهم إلى أن الحكاية في النص تقوم على فئة المهمشين أو المسحوقين في قاع المدينة، من خلال عرض واقعهم المزري، بموازة واقع المترفين أو المتخمين من النخبة في المجتمع. وطلب آدم بعد ذلك من المنتسبين أن يسعى كل واحد منهم إلى تلخيص الحكاية بعنوان من كلمة أو كلمتين، بهدف الوصول إلى ما يسمى نقدياً «الثيمة» أو الفكرة الرئيسية في النص، معتبراً أن «الثيمة» هي الفكرة التي يتمحور حولها النص، أو الخيط الناظم لأحداث العرض. وخلُص مع المنتسبين إلى أن ثيمة نص «علول» تقوم الظلم أو القهر الذي يواجهه الحرافيش في المدينة حسبة تعبير الحليان. تلا ذلك عرض نحو ربع ساعة من مسرحية «الجلاد» من تأليف الكاتب أحمد الماجد وإخراج مرتضى جمعة، وبطولة الفنانين حميد فارس وزينب عبدالله، التي تم عرضها في «مهرجان مسرح دبي للشباب» قبل عامين، ونالت جوائز عدة. عقب ذلك فتح آدم النقاش حول الشخصيات في النص، فلاحظ أن هناك شخصية رئيسية وأخرى ثانوية، من دون أن نتجاهل حضور نوع ثالث من الشخصيات، تسمى الشخصية المعنوية، بمعنى أن يكون هناك حضور مشخص للشخصية على خشبة المسرح من خلال رمز يدل عليها، ولكنها لا تحضر على خشبة المسرح طيلة العرض، كما هو الحال عليه في مسرحية «الجلاد» حيث يحضر «البرواز» الفارغ، الذي يؤشر إلى شخصية الديكتاتور الغائب عن الخشبة، الذي هو في الحقيقة متوفي، ولكنه ترك إرثه لابنه أو بطل العرض وزوجته، حيث يجدان نفسيهما محاصرين بكراهية المجتمع، الذي يصل بسطوته إلى مديات من العزلة تبز عزلة السجن الحقيقي. ما يدفع الزوجة في لحظة الذروة إلى قتل ابنها الوليد لأنها لا تريد له أن يواجه آلام ومرارات الكراهية التي يتجرعانها كل يوم، أو عذابات العزلة المضروبة عليهما بشكل مستمر، ولا أمل للفكاك منها. وكان آدم ناقش في المحاضرة الرابعة أهمية «الديكور» في العرض المسرحي كمعادل بصري من مكملات المشهد الجمالي في العرض. ملاحظاً أن الديكور هو فن وعلم، وله فلسفة خاصة ترتبط بتعددية استخداماته الرمزية والجمالية والتعبيرية المشهدية. وعرض آدم تاريخ استخدام الديكور، ومراحل تطوره في أهم عواصم المسرح العالمي روما ولندن وباريس وموسكو. مستنتجاً أن حضور الديكور يتوقف بشكل أساسي على رؤية المخرج. ولا حظ أن بعض المخرجين نقلوا الطبيعة إلى المسرح، في حين لجأ آخرون إلى الرموز، وأكتفى بعضهم بما «قل ودل» من الأثاث. وهكذا عرف المسرح بانتماءات عدة مثل المسرح الطبيعي، أو الرمزي، أو الفقير، وسوى ذلك من التوصيفات. من جهة ثانية تواصلت فعاليات «ورشة الاخراج المسرحي» بإشراف المخرج انتصار عبد الفتاح، على خشبة «مسرح دبي الشعبي» في الممزر، التي ينظمها «مسرح الشباب للفنون» بالتعاون بين»هيئة دبي للثقافة» و»الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة». وقطع عبد الفتاح مع المنتسبين شوطاً طويلاً على طريق اكتمال عرض «الخط الأصفر»، كخلاصة أو نتيجة للورشة. مؤكداً أن عدد المشاركين في العرض سيتوقف على ستة عشر منتسباً، بينهم ممثلون ومخرجون محترفون وهواة، ممن يواظبون على حضور الورشة بانتظام. وأن البروفة الأخيرة ستكون السبت المقبل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©