الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

منتجو الأرز في العالم يترقبون الأحوال الجوية

منتجو الأرز في العالم يترقبون الأحوال الجوية
7 نوفمبر 2010 21:19
شهدت نجوين تاي ماي بائعة الأرز في سوق هوم وسط مدينة هانوي عاصمة فيتنام مراحل مختلفة يمر بها محصول الأرز من ندرة ثم وفرة ثم الأزمة المخيفة عام 2008. كما شهدت ماي مرور أسعار القمح والذرة بموجات من الارتفاع ثم الهبوط إلى أن ارتفعت حالياً ارتفاعاً شديداً. غير أن ماي لا تعتقد أن أسعار الأرز ستنتعش في المستقبل القريب. وتقول إن هناك محصولاً وفيراً من الأرز وإن أسعاره ربما تتراجع. هناك عديد من التجار يشاركون ماي رأيها، إذ يعتقدون أن إنتاج الأرز القياسي وضخامة مخزونه سيخفض أسعاره. غير أن مع الأعاصير التي تضرب حقول الأرز في الفلبين والأحوال الجوية التي تضر إنتاجه في الصين وإندونيسيا وغيرهما من أهم منتجي الأرز يظل الوضع هشاً. يذكر أن أسعار الأرز تفتقد إلى الوضوح وفي غير مقدور معظم المستثمرين التكهن بها نظراً لافتقارها إلى سيولة أسواقها الآجلة، غير أن أسعار الأرز تشكل أهمية كبرى لتأمين الغذاء العالمي، حيث إنه المحصول الذي يشكل الغذاء الرئيس لثلاثة مليارات نسمة في آسيا. ويترقب مسؤولون محصول الأرز باهتمام بالغ نظراً لأن ارتفاع أسعاره، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار القمح والذرة ربما يؤدي إلى أزمة غذائية خطيرة. وارتفعت أسعار الأرز في أسواق التعامل النقدي في تايلاند خلال الأسابيع الماضية التي تعد المقياس العالمي لأسعار الأرز إلى 505 دولارات للطن بزيادة 15 في المئة من انخفاض دام عامين بلغ 440 دولار للطن في شهر يوليو الماضي. وخلال أزمة الغذاء عامي 2007 و2008، كان الأرز أحد آخر المحاصيل التي تزيد أسعارها زيادة كبيرة. غير أنه حين تضاعفت أسعاره إلى 500 دولار للطن فرض كبار منتجيه مثل فيتنام والهند حظر تصديره للحفاظ على أرصدة مخزونه وانخفاض سعره محلياً. وتسبب ذلك الحظر في نقص الأرز في أسواق خارجية وسجلت أسعاره أرقاماً قياسية بلغت 1000 دولار للطن وراح المستهلكون يكدِّسون كميات ضخمة من الأرز. من غير المرجح أن يعود ذعر عامي 2007 و2008، غير أن مسؤولين وتجاراً يحذرون من الخسائر التي قد تسببها الأحوال الجوية. ويتوقع أحد خبراء الجمعية التايلاندية لتصدير الأرز أن تزيد أسعار الأرز 10 في المئة العام المقبل إلى 550 دولاراً للطن. أما جين بورلو رئيس قسم السلع في “يو بي اس” لندن، فهو أكثر تفاؤلاً، ويقول إنه رغم تأثر الأرز مثل بقية المحاصيل بالأحوال الجوية، إلا أن الحكومات مستعدة لذلك على نحو أفضل من عامي 2007 و2008، الأمر الذي سيحد من ارتفاع أسعاره إلى حد ما. وقد انتبه المضاربون إلى هذه التحذيرات، ففي السوق المتخصصة الآجلة في شيكاغو ارتفعت أسعار الأرز الأميركي إلى 14 دولاراً لكل 100 رطل، بزيادة نحو 50 في المئة من سعر شهر يوليو ويعتقد بورلو أن أسعار الأرز سترتفع إلى 19 دولاراً خلال ستة أشهر. وستتوقف هذه الزيادة على حجم نقص المحصول، غير أن وزارة الزراعة الأميركية تتوقع أن يشهد موسم 2010 / 2011 إنتاجاً عالمياً قياسياً يبلغ 452,5 مليون طن من الأرز بزيادة قرابة 2% من موسم 2009 / 2010 وأعلى قليلاً من الطلب المتوقع. أما التجار والمسؤولون، فإنهم يتوقعون أن يقل الإنتاج بعد أن ضرب إعصار “ميجي” حقول الأرز في الفلبين. ويقول ساماريندو موهانتي، الخبير الاقتصادي في المعهد الدولي لبحوث الأرز في الفلبين، إنه لو ظلت أسعار القمح في ارتفاع، فإنها ستشكل ضغوطاً على أسعار الأرز؛ لأن المستهلكين سيبدأون في إحلال الأرز محل القمح، كما حدث في موسم 2008/2007. ويقول مسؤولون إن أرصدة مخزون الأرز تبدو كافية لتغطي النقص المتعلق بالجو وزيادة الطلب، إذ إنه بعد بضعة محاصيل ضخمة زاد المخزون العالمي إلى 95 مليون طن من أدنى مستوياته لعشرين عاماً الذي بلغ 75 مليون طن عام 2007. لا تزال احتياطيات الأرز أقل كثيراً من احتياطياته منذ عقد مضى التي بلغت 150 مليون طن، ولن تكفي هذه الاحتياطيات لو عادت دول إلى حظر صادراتها من الأرز مجدداً. وكانت الهند قد فرضت حظراً عام 2007 على صادراتها من أنواع الأرز غير البسمتي. ويقول موهانتي إنه إذا أوقفت الهند ذلك الحظر قد تنخفض أسعار الأرز. غير أن خبراء يقولون إن الهند لا تزال تفرض حظراً على صادرات الأرز نظراً لمخاوفها من التضخم ورغبتها في استقرار السوق المحلية. وهناك مسألة خطيرة أخرى تكمن في حجم إنتاج حصول الأرز الصيني المتوقع. ويؤكد خبراء أنها ستكون كارثة كبرى لو تدنى إنتاج الصين من الأرز واضطرت الصين إلى استيراد كميات كبيرة منه. نقلاً عن “فاينانشيال تايمز” ترجمة: عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©