الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

توثيق التاريخ الشفاهي مسؤولية وطنية

27 أغسطس 2014 23:30
الأرشيف الشفاهي أو التاريخ الشفاهي، جزء من المنظومة التراثية والثقافية لأي بلد ولأي حضارة، وهناك مقولة قالها المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، وهي: «من ليس له ماض ليس له حاضر ولا مستقبل». . وهذا ما يؤكد أن التاريخ الشفاهي هو جزء جميل من الماضي والمنظومة العامة للحياة، إذا أهمل طمس جزء من التاريخ، وربما يختفي للأبد. والمعلوم للجميع أن التاريخ الإنساني بدأ شفهياً، فالتاريخ عبارة عن مجموعة من الأحداث والمناسبات وقعت في أوقات معينة وأرخها الإنسان ودونها في ذاكرته بعد أن عاصرها وعاش أحداثها، سواء كان صانعاً للحدث أو شاهداً على حدوثه. وكما قيل، أمة بلا ذاكرة . . أمة بلا تاريخ، نعم فالذاكرة جزء من التاريخ، بل هو التاريخ، فقد اعتمد التاريخ الشفاهي منذ القدم على روايات شهود العيان لوقائع وأحداث معينة عاصروها، ومع مرور الوقت تطور التاريخ الشفاهي مثلما تطورت بقية العلوم الإنسانية، وهو تطور أكاديمي، حيث كان الناس يعتمدون على المواد الأرشيفية والوثائقية في كتابة التاريخ، متجاهلين ومهمشين المراجع والشواهد الشفهية. في العصر الحديث بدأ الاهتمام بالتاريخ الشفاهي منتصف القرن الماضي، وبالتحديد بجامعة كولومبيا في الولايات المتحدة الأميركية، التي أطلقت في عام 1948م مشروعاً أشرف عليه الدكتور ألان نيفنز، وتبناه عدد من شخصيات أميركية مرموقة لتدوين التاريخ الشفاهي، حيث قاموا بإعداد تسجيلات صوتية سردوا فيها ذكرياتهم وقاموا بتخزين ما تم تسجيله على أشرطة ممغنطة، وكرر هذه التجربة الإنجليز في جامعاتهم وأسسوا مراكز متخصصة في التاريخ الشفاهي ورصده. واليوم في ظل التطور الكبير في مجال تقنية المعلومات، فإنني أطالب الجهات المعنية في الدولة بالاهتمام أكثر والتركيز على أهمية التاريخ الشفاهي وحمايته من الطمس والاندثار، وأن تقوم الدولة بإنشاء مركز متخصص في التاريخ الشفاهي ورصده، خاصة أن هناك مادة في القانون الاتحادي الخاص بإنشاء المركز الوطني للوثائق والبحوث بوزارة شؤون الرئاسة، تختص بالتاريخ الشفاهي، وتنص على جمع وتوثيق مادة الأرشيف الشفاهي، وحفظها وتيسير استخدامها بالطريقة العلمية المناسبة. عبدالله الرميثي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©