الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

نظرية الشوربة!

7 نوفمبر 2010 22:16
النظرية المذكورة أعلاه، هي نظرية تحظى بشعبية كبيرة في أوساطنا الكروية، وواضعوها أساتذة، نكن لهم كل التقدير ،والمروجون لها زملاء نكن لهم المحبة والاحترام، وهي نظرية تقوم على فكرة أن دورينا قوي، وفي عافيته، كلما زاد عدد الفرق التي تتنافس على بطولته، وكلما كانت نتيجة أي مباراة من الصعب توقعها، حتى ولو كانت بين الأول والأخير، وأيضاً كلما تناوبت الفرق على الفوز بالبطولة. ولهذا أطلقنا نحن “القلة” المتحفظون على هذا الفكر اسم “الشوربة” على هذه النظرية، لأن “الشوربة” يطيب طعمها، كلما أزدادت مكوناتها، ومن الصعب معرفة كل ما تحتويه حتى بعد تذوقها، وأيضاً لأن “الشوربة” لا تغني من جوع!. نحن “القلة” نرى أن هناك نظرية أخرى تستحق أن تأخذ فرصتها في التداول في الشارع الرياضي تقول إن الدوري القوي، هو الدوري الذي يصنع فرقاً قوية تكتسح منافساتها محلياً بفارق كبير من النقاط وبنتائج متوقعة مسبقاً، وعندها تستطيع أن تتفوق على الأندية التي تواجهها إقليمياً وقارياً. وتقول إن الدوري القوي ينتج فرق تحتفظ بمستواها وتفوقها على مر المواسم، فتحتكر البطولات المحلية وتنافس دائماً على القارية، وتخرج لاعبين على مستوى تنافسي عالي. أما الفريق الذي يفوز بالدوري خارجاً من معمعة تضم أربعة أو خمسة فرق، وكأنه فاز به بالقرعة، وبعد معاناة في جميع مبارياته لتقارب جميع المستويات، فلا يمكن أن نتوقع منه أن يقارع فرقاً قوية على مستوى القارة. وهو الذي لم يكن بينه وبين صاحب المركز الخامس في دوريه فارق فني يذكر والفريق القادم من الدرجة الأدنى يمكنه أن يجاريه بسهولة. دلائل وشواهد هذه النظرية لا تخطئها عين وحقائقها تثبتها النتائج، فاحتكار الأهلي المصري للدوري منذ 2005 جاء معه تتويج مصر ببطولة أفريقيا للمنتخبات 3 مرات وللأندية 3 مرات أيضاً، وكل الدوريات الأوروبية القوية لا تعترف طبعاً بنظرية “الشوربة”، ففي نفس الفترة بطولة إسبانيا لريال مدريد وبرشلونة وبطولة إنجلترا لتشيلسي ومانشستر وبطولة إيطاليا للإنتر، وبفوارق كبيرة في النقاط بين المتنافسين، ومن يليهم في الترتيب، ولذلك كأس العالم وكأس أوروبا ودوري أبطال أوروبا لنفس الفترة لم تخرج من الدول الثلاث. حتى عندنا هنا في الإمارات عندما احتكر كل من العين والوحدة الدوري لثماني سنوات واشتكى مناصرو النظرية الأولى من الملل مفتقدين الإثارة وقضم الأظافر، تمكنا من الفوز بكأس الأبطال الآسيوي، ولم نغب عن دور الثمانية في البطولة لسنين متتالية، مع تواجد في النهائي مرة ونصف النهائي مرة. جدير بالذكر الدوري الإسباني حسمه برشلونة قبل أسابيع من نهايته وكان الفارق بين الثاني والثالث 25 نقطة، فهل هو دوري ضعيف ؟ وهل صعود وهبوط فرق مثل نومانسيا وريال مورسيا وكاديش والباسيتي وغيرها يضعف دوري بطلة أوروبا والعالم وعليهم أن يقلصوا عدد الفرق؟. كرة القدم وجدت لترضي الجمهور لا لترضي أمزجة الذين يريدون تحويلها إلى سيرك يحبس الأنفاس!. كرة القدم تستحق احتراماً أكبر بإبراز ودعم رؤى حضارية وبعيدة المدى كرؤية الاتحاد الآسيوي بمضامينها العالمية وأهدافها الاقتصادية والاجتماعية. Waleed67@eim.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©