الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صيادون لا يخرجون للبحر خوفاً من «ستين الشتاء»

صيادون لا يخرجون للبحر خوفاً من «ستين الشتاء»
20 يناير 2013 21:39
الاتحاد (أبوظبي) - في هذا الوقت من العام حيث تشتد برودة الشتاء، يعد بالنسبة لأهل البحر وقت درار الستين، حيث تقسم السنة الى 365 يوما، ويبدأ العد أو الحسبة من 15 أغسطس حيث يبدأ «سهيل»، ونحن الآن في «ستين الشتاء» ويتبقى من هذه الفترة 20 يوماً، حيث تتعرض عموما منطقة الخليج لمنخفض «سيبري»، ويعد البحر المتوسط هو المسؤول عن توزيع الرياح، والمتسبب في حدوث المنخفضات، التي تؤثر على البلدان من ناحية الدفء أو البرودة. هذا ما قاله، الباحث في التراث البحري، ورئيس قسم التراث والدراسات البيئية البحرية في جمعية دبي التعاونية لصيادي الأسماك، ومدير المشروعات التراثية في جمعية الامارات للغوص، جمعة بن ثالث. توقيت الخروج للبحر ويضيف جمعة بن ثالث قائلاً: بالنسبة للصيد لا يستطيع الصياد الخروج للبحر في وقت الرياح الشمالية مثل التي تتعرض لها الدولة منذ مدة، ويستخدم خلال هذه الفترة الصيد بالقراقير، حيث تترك لتتجمع داخلها الأسماك ثم يعود الصياد في الوقت الذي يراه مناسباً ليخرج القراقير، وحسابات الدرور عبارة عن تقويم خاص استخدمه أهل الخليج والجزيرة العربية لعد الأيام طوال السنة، بداية من طلوع النجم سهيل من الأفق في الجهة الجنوبية الشرقية في منتصف أغسطس من كل عام، وتقسم المدة كل عشرة أيام ومائة يوم، بغرض تحديد مواعيد هبوب الرياح وسقوط المطر وارتفاع موج البحر، وبالتالي يتم تحديد دخول البحر من أجل الصيد والبحث عن اللؤلؤ، وغير ذلك من الأنشطة الاقتصادية الهامة، مثل الزرع والحصاد، كما اســتغلوا النجم سهيل كنجم قطبي، حـيث إن البحار الخبير يســتطيع أن يسـتفيد من اتجاهه العام في الزاوية الجنوبية الشــرقية. فصل «القيظ» ومن جانبه، يوضح سلطان بن غافان مرجع تراثي ورجل تربوي، قدم الكثير من المحاضرات في مختلف المدارس، ورئيس قسم الأنشطة والرعاية الطلابية في منطقة أم القيوين التعليمية سابقا، وصاحب الفضل في تحقيق البطولة لثلاثة أعوام على التوالي في بطولة صيد السمك لطلبة مدارس الدولة في الصيد بـ»الصنارة»، حيث قال مشاركاً، إن الحسابات التي تم وضعها إنما هي من أجل تحديد الصفات المشتركة بين كل عشرة أيام وأخرى، من حيث درجة الحرارة والرياح، وأيضا من أجل بدايات التغير في المواسم، كما يستخدم التقسيم للتعرف على مواسم النشاطات مثل حالة الطقس وما يجب عمله سواء للأنشطة الزراعية أو الأنشطة البحرية، ويعد شهر أغسطس من كل عام، بداية لظهور النجم سهيل، وفي هذا الشهر تكون شدة الحرارة والرطوبة في معدلات عالية وهو فصل «القيظ» ويصلح للزراعة ومناسب للصيد. ويضيف: بالنسبة لشهر أغسطس، فقد شهد أول حالة غرق سنة 1967 عندما خرج حوالي 20 «شاحوف» للصيد، وقد علمت أن تلك الشواحيف أو سفن الصيد كانت خرجت لصيد الكنعد، وكان بين جموع الصيادين «رجل أعمى»، فقال لهم: «عودوا بعد نصف ساعة ستصل ريح لن تقدروا عليها».. ولكن لم يصغ إليه أو إلى خبرته بالبحر أحد، إلا أحد الصيادين الذي دخل بسفينته ومن معه في الخور، وفعلا في ذات التوقيت وصلت الريح الشمالية وأغرقت السفن، وانتشرت الأسماك التي كانت في السفن على الساحل والشاطئ بمسافة 5 كيلو مترات. «الستين سكين» ويؤكد بن غافان، أن خبرة الأقدمين في البحر صنعت منهم أسودا للبحار، وفي هذا الوقت من السنة، وفي هذا الشهر تحديداً نطلق عليه اسم «الستين»، وهي مثل السكين، لذلك يقال «الستين سكين»، من ناحية شدة البرودة وشدة الرياح، ولذلك كان الرجال ينقطعون عن الخروج للصيد خوفاً على أرواحهم، ولكن اليوم يخرج الكثيرون مع أجهزة ماجلان، ولكنها لن تحميهم نتيجة المغامرة بأرواحهم، خاصة في حال تعرضهم لرياح وأمطار غزيرة، وهنا يجب أن ننصح بعدم المغامرة. ويشير بن غافان إلى أن للسمك قديما مذاقا خاصا، لأنه كان يتم اطعامه بالمحار أو ما يسمى بلح البحر، أما اليوم فإن مخلفات المخابز من الخبز العربي هي التي تشكل الطعوم التي توضع للأسماك، ولذلك لم يعد لها ذات الطعم القديم. ويضيف بن غافان: ما يتم صيده بالخيوط في شهر يناير هو الهامور والشعري والسولي، وأيضا اليماه، وعن طريق القراقير يتم صيد الزريدي والنيسر والخباط والبياح والقرفاء، وفي شهر فبراير عند الصيد بالخيوط ستتوافر أسماك الكنعد والهامور والكوفر، أما الصيد بالقراقير فيمكن من خلالها الحصول على أسماك الزريدي، والبياح والخباط، ورجال البحر يعرفون أن شدة الريح تسوق الأسماك إلى السواحل لأنها تهرب من البرودة إلى الجو الدافئ، ولكن نحن لا زلنا نعاني اليوم من عدم توفر توازن في مسألة حصول الصياد على عدد هائل من الأقفاص أو القراقير، فلا يمكن أن نترك صيادا يخرج في المرة الواحدة بحوالي 300 قرقور مثلاً، وربما يزيد العدد، لأن ذلك يشكل خطراً على المخزون السمكي. السوق والصيد الجائر يقول بن غافان، إن المشكلة الرئيسية تكمن في استغلال بعض الصيادين لعوامل الطقس في مواسم معينة، لاستخدام وسائل للصيد الجائر، وهنا لابد من وجود قوانين رادعة تحمي الثروة السمكية، وتمنح الفرصة للأسماك حتى تتكاثر وبالتالي يزيد المخزون السمكي لدى الدولة، وفي هذه الحالة سوف تستقر أسعار السوق الذي يعاني من تذبذب الأسعار من وقت لآخر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©