الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عقوق الوالدين

9 أكتوبر 2006 22:24
سامي أبوالعز: الصوم مشقة على البعض•• ومتعة مغلفة بالروحانية لحب الله لدى البعض الآخر••لكنه بكل الأحوال فريضة واجبة النفاذ تسقط عن البعض بشروط حددتها الشريعة الإسلامية وفق ضوابط تلزم بالإعادة في بعضها والكفارة في البعض الآخر• عموما فقد وضعت الشريعة السمحاء أطرا وقوالب إسلامية لا يصح الصوم إلا بداخلها فهناك أفعال وأقوال لو ارتكبها الصائم فإنه يندرج تحت حديث المصطفى (ص) ''رب صائم ليس له من صيامه سوى الجوع والعطش'' وحتى لا يكون صومنا -لاقدر الله- ضمن صنف من هؤلاء فإننا نقدم صورا لتلك الصفات السلبية التي تفرغ جدوى الصوم من معناه الحقيقي فليس الصوم إمساكا عن الطعام والشراب فقط •• لكنه ابتعاد عن سلبيات كثيرة وزجرا لنواهٍ حرمها الدين وآثم مرتكبيها في كل الأوقات ومن بينها الشهر الفضيل• عقوق الوالدين بر الوالدين من أفضل الأعمال، وأجل القربات، وأعظم الطاعات• والأمر بالإحسان إلى الوالدين عام مطلق ينطوي تحته ما يرضي الابن وما لا يرضيه من غير احتجاج ولا جدل ولا مناقشة• قال تعالى: ''وقضى ربُك ألا تعبٌدُوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً''، وقال جل شأنه حاثا على برهما ومعرفة مكانتهما: ''إما يبلُغن عِندك الكِبر أحدُهُما أو كِلاهُما فلا تقُل لهُما اُف ولاتنهرهُما وقُل لهُما قولاً كريماً'' سورة الإسراء• وقال رب العزة: ''أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير'' سورة لقمان• وفي الصحيحين أن رسول الله (ص) قال: ''ألا أنبئكم بأكبر الكبائر: الإشراك بالله وعقوق الوالدين'' وفي الصحيحين أيضا أن رسول الله (ص) قال: لا يدخل الجنة عاق ولامنان ولا مدمن خمر''وعنه (ص) قال: ''لوعلم الله شيئا أدنى من الأف لنهي عنه، فليعمل العاق ما شاء أن يعمل فلن يدخل الجنة• وليعمل البار ما شاء أن يعمل فلن يدخل النار'' وقال المبعوث رحمة للعالمين(ص) لعن الله من سب أباه، لعن الله من سب أمه'' وقال (ص): ''كل الذنوب يؤخر الله منها ما شاء إلى يوم القيامة إلا عقوق الوالدين فإنه يعجل لصاحبه''• وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله (ص): ''أربعة نفر حق على الله أن لا يدخلهم الجنة ولا يذيقهم نعيمها: مدمن خمر، وآكل الربا، وآكل مال اليتيم ظلما، والعاق لوالديه إلا أن يتوبوا''• وجاء رجل إلى أبي الدرداء -رضي الله عنه، فقال: يا أبا الدرداء إني تزوجت امرأة وإن أمي تأمرني بطلاقها• فقال أبو الدرداء: سمعت رسول الله (ص) يقول: ''الوالد أوسط أبواب الجنة فإن شئت فأضع ذلك الباب أو أحفظه'' وروي أنه كان في زمن النبي (ص) شاب يسمى علقمة وكان كثير الاجتهاد في طاعة الله في الصلاة والصوم والصدقة، فمرض واشتد مرضه فأرسلت امرأته إلى رسول الله (ص): إن زوجي علقمة في النزع، فأردت أن أعلمك يا رسول الله بحاله• فأرسل النبي (ص) عمارا وصهيبا وبلال وقال: امضوا إليه ولقنوه الشهادة فمضوا إليه ودخلوا عليه فوجدوه في النزع، فجعلوا يلقنوه (لا إله إلا الله)، ولسانه لا ينطق بها، فأرسلوا إلى رسول الله (ص) يخبرونه أن لسانه لا ينطق الشهادة• فقال النبي (ص): ''هل من أبويه أحد حي؟ قيل: يا رسول الله أمه كبيرة السن• فأرسل اليها رسول الله (ص) وقال للرسول: قل لها إن قدرت على المسير إلى رسول الله وإلا فقرى في المنزل حتى يأتيك• قال: فجاء إليها الرسول فأخبرها بقول رسول الله (ص) فقالت: نفسي لنفسه فداء، أنا أحق بإتيانه• فتوكأت وقامت على عصا، وأتت رسول الله (ص) فسلمت فرد عليها السلام وقال لها: يا أم علقمة صدقيني وإن كذبتي جاء الوحي من الله تعالى، كيف كان حال ولدك علقمة؟ قالت: يا رسول الله، كثير الصلاة، كثير الصيام، كثير الصدقة• قال رسول الله (ص): ''فما حالك'' قالت يا رسول الله، أنا عليه ساخطة• قال: ولم؟ قالت: يا رسول الله كان يؤثر على زوجته ويعصيني• فقال (ص): ''إن سخط أم علقمة حجب لسان علقمة عن الشهادة• ثم قال: يابلال انطلق واجمع لي حطبا كثيرا• قالت يا رسول الله وما تصنع؟ قال : أحرقه بالنار بين يديك• قالت يا رسول الله ولدي لا يحتمل قلبي أن تحرقه بالنار بين يدي• قال: يا أم علقمة عذاب الله أشد وأبقى، فإن سرك أن يغفر الله له فأرضى عنه فوالذي نفسي بيده لا ينتفع علقمة بصلاته ولا صيامه ولا بصدقته مادمت عليه ساخطة• فقالت يا رسول الله إني أشهد الله تعالى وملائكته ومن حضرني من المسلمين أني قد رضيت عن ولدي علقمة• فقال رسول الله (ص): ''انطلق يابلال إليه وانظر هل يستطيع أن يقول لا إله إلا الله أم لا؟ فلعل أم علقمة تكلمت بما ليس في قلبها حياء مني'' فانطلق فسمع علقمة من داخل الدار يقول (لا إله إلا الله) فدخل بلال فقال يا هؤلاء إن سخط أم علقمة حجب لسانه عن الشهادة، وإن رضاها أطلق لسانه• ثم مات علقمة من يومه، فحضر رسول الله (ص) فأمر بغسله وكفنه ثم صلى عليه وحضر دفنه، ثم قام على شفير قبره وقال: ''يا معشر المهاجرين والأنصار من فضل زوجته على أمه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرفا ولا عدلا إلا أن يتوب إلى الله عز وجل ويحسن إليها ويطلب رضاها، فرضى الله في رضاها وسخط الله في سخطها'' وأخيرا أخي المؤمن هذه وصية لك من فوق سبع سموات من كتاب الله عز وجل ومن سنة حبيبه المصطفى (ص) ها هما بجوارك قد بدا المشيب اليهما واحدودب منهما الظهر وارتعشت الأطراف، لا يقومان إلا بصعوبة ولا يجلسان إلا بمشقة، أنهكتهما الأمراض، وزارتهما الأسقام، عليك بالبر والإحسان ولا تبخل عليهما بمالك وجهدك وحسن خلقك وطيب معشرك• اللهم اغفر لنا ولوالدينا، واجزهم عنا خير الجزاء•• اللهم ارفع درجاتهم وأعل قدرهم، واجعل ما أصابهم تكفيرا لذنوبهم، ورفعة لمنزلتهم•• اللهم أسكنهم الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء•
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©