الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الرئيس اليمني يتعهد بإخراج «الحوثيين» من صنعاء

الرئيس اليمني يتعهد بإخراج «الحوثيين» من صنعاء
28 أغسطس 2014 18:20
تعهد الرئيس اليمني الانتقالي، عبدربه منصور هادي، أمس الأربعاء، بإخراج المتمردين الحوثيين الشيعة من مناطق تمركزهم عند مداخل العاصمة صنعاء مجددا اتهاماته لإيران بدعم وتمويل الجماعة المسلحة التي توعد زعيمها عبدالملك الحوثي بإجراءات احتجاجية تصعيدية «اشد إيلاما» لإجبار الحكومة الانتقالية على الاستقالة وإلغاء قرار زيادة أسعار الوقود، فيما حذر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، جمال بن عمر، من تفاقم الأزمة بين الحكومة والحوثيين قائلا في ايجاز صحفي عشية مغادرته صباح أمس صنعاء إلى نيويورك لتقديم إحاطة لمجلس الأمن الدولي غدا الجمعة، إن «التوتر في اليمن بلغ مستوى عاليا والوضع بات مقلقا جدا ولعله الأكثر إثارة للقلق من بداية العملية الانتقالية». والتقى هادي أمس في صنعاء ما يُسمى بـ«هيئة رئاسة الاصطفاف الشعبي لحماية المكتسبات الوطنية»، التي تأسست حديثا لمناهضة الحراك الشعبي السلمي والمسلح الذي يقوده جماعة «الحوثيين» المتمردة للإطاحة بالحكومة الانتقالية المشكلة في ديسمبر 2011 مناصفة بين حزب المؤتمر الشعبي العام برئاسة الرئيس السابق، وتكتل «اللقاء المشترك» بقيادة حزب الإصلاح الإسلامي السني. وناقش اللقاء خصوصا تصعيد جماعة الحوثيين التي يحاصر آلاف من مقاتليها العاصمة صنعاء منذ 11 يوما، بينما يعتصم مئات غير مسلحين قرب منشآت حكومية سيادية في الجزء الشمالي للعاصمة، حيث يوجد مطار صنعاء والقاعدة الجوية الرئيسية في البلاد. واتهم الرئيس عبدربه منصور هادي الحوثيين بنكث العهود واستغلال الحرب التي يخوضها الجيش ضد مقاتلي تنظيم القاعدة في الجنوب في توسيع نفوذهم في الشمال والسيطرة على مدينة عمران (50 كم شمال) في الثامن من يوليو الماضي. كما اتهمهم بإثارة النزاع المذهبي في البلاد بعد قيامهم في يناير الماضي بتهجير الأقلية السلفية في محافظة صعدة «رغم مرور عقود من التعايش الطبيعي». وقال: «نتجنب دائما لغة التعصب المذهبي والطائفي ونتمنى تجاوز أي منطق للطائفية إلا ان مفاجأة صنعاء بحشود قبلية مسلحة من مختلف مداخلها فرض واقع مرفوض شعبيا وسياسيا وطنيا وإقليميا ودوليا». وأضاف: «لا مجال للخروج عن الثوابت الوطنية والتمرد على مخرجات الحوار الوطني الشامل مهما كان الامر»، لافتا إلى تلقيه اتصالات من عدد من العواصم العربية والدولية ومجلس الأمن «أكدت جمعيها انه لا مجال لأي تمرد ضد الاجماع الوطني في اليمن والمتمثل في مخرجات الحوار الوطني الشامل» الذي اختتم أعمالا في يناير باتفاق على إعلان اليمن دولة اتحادية من عدة أقاليم. وذكرت نادية عبدالله، وهي عضو «هيئة رئاسة الاصطفاف الشعبي» حضرت اللقاء أن الرئيس هادي جدد اتهاماته لدولة إيران بالتدخل في شؤون اليمن وتقديم دعم «كبير جدا» للمتمردين الحوثيين الذين قال إنهم جماعة طائشة تخطط للاستيلاء على السلطة. ونسبت في منشور إلى هادي قوله خلال اللقاء إن 1600 طالب يمني من أنصار الجماعة المتمردة يدرسون في إيران التي ذكر أنها أيضا تمول أربع قنوات تليفزيونية، فضلا عن وجود مستشارين إيرانيين لزعيم الجماعة، عبدالملك الحوثي. وقال: «سنعمل عملية قيصرية لإخراج الحوثيين من مداخل صنعاء. لن نسمح بجر البلاد إلى حرب» أهلية، مؤكدا بقاءه وأسرته في العاصمة صنعاء من أجل «الحفاظ على الجمهورية والوحدة والديمقراطية ومخرجات الحوار الوطني»، كما اتهم هادي سلفه علي عبدالله صالح بدعم المسلحين الحوثيين أثناء الحروب التي خاضوها ضد القوات الحكومية خلال الفترة ما بين 2004 و2010، حسب المصدر السابق. كما شدد هادي في رسالته، التي نشرتها وسائل إعلام محلية، على ضرورة تسليم الحوثيين محافظة عمران، ووقف إطلاق النار محافظة الجوف (شمال شرق) الذي نشب مطلع يوليو الماضي وخلف عشرات القتلى والجرحى. وكان زعيم الحوثيين توعد في خطاب تليفزيوني، الليلة قبل الماضية، بالاستمرار فيما وصفه بـ«التصعيد الثوري» لتحقيق مطالب الشعب بإسقاط الحكومة الانتقالية وإلغاء الزيادة السعرية. وقال عبدالملك الحوثي إن المرحلة الثانية للتصعيد الذي تقوده جماعته يتضمن «خطوات مزعجة وسلمية (…) تحتاج إلى أن يكون هناك زخم شعبي مستمر»، متوعدا بأن المرحلة الثالثة من التصعيد التي تبدأ الأسبوع المقبل ستكون «أشد إيلاماً لهم (الحكومة) وإقلاقاً لهم ونتائجها عليهم فظيعة». وتظاهر آلاف من أنصار الجماعة المذهبية مساء أمس في شارع المطار شمال العاصمة صنعاء استجابة لدعوة الحوثي وتأييدا لـ«الخطوات التصعيدية القادمة». وغادر مساعد الامين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص إلى اليمن، جمال بن عمر، صباح الأربعاء، العاصمة صنعاء متوجها إلى نيويورك لتقديم إحاطته لمجلس الأمن غدا الجمعة «تتضمن تقويماً للعملية السياسية والوضع الراهن عموماً». وذكر بن عمر في ايجاز صحفي، الليلة قبل الماضية، أن مجلس الأمن سيواصل دعم العملية الانتقالية في اليمن «لكن على اليمنيين أن يعتمدوا على أنفسهم من أجل حل مشكلاتهم وترتيب بيتهم الداخلي ورسم مستقبلهم». وقال:«يؤسفني القول إن التوتر في اليمن بلغ مستوى عاليا، وإن الوضع بات مقلقاً جداً، ولعله الأكثر إثارة للقلق منذ بداية العملية الانتقالية»، مضيفا أن «جميع الأطراف في اليمن شركاء فيما آلت وما ستؤول إليه الأمور». وأردف: «يجب على الجميع أن يدرك جيداً أن لا مخرج من هذه الأزمة سوى عبر حل سلمي توافقي بناء على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني التي توافق عليها اليمنيون، ودعمها مجلس الأمن في القرار 2140»، مؤكدا أن الوصول إلى مخرج سلمي يستلزم «عدم اتخاذ أي خطوات أو أعمال من شأنها تهديد الأمن والاستقرار، والامتناع فوراً عن استخدام العنف كوسيلة لبلوغ أهداف سياسية». ودعا إلى وقف التصعيد السياسي والإعلامي وحملات التحريض المذهبي، و«الدخول في مفاوضات جدية وذات مصداقية»، مطالبا الجميع بالتحلي بالحكمة والترفع عن المصالح الحزبية والفئوية الضيقة «إذا كانت فعلاً تريد المصلحة العليا لليمن وتريد تجنب الأسوأ».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©