الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خضار «البعلية» «صيدلية» طبيعية تغنيك عن زيارة الطبيب

خضار «البعلية» «صيدلية» طبيعية تغنيك عن زيارة الطبيب
11 أغسطس 2011 22:22
يبتعد الكثيرون من سكان لبنان، خصوصاً القاطنين في الأرياف والقرى النائية عن زيارة "الصيدليات" وابتياع الأدوية المختلفة الأنواع والأحجام والأسماء، والمتعددة في ادعاءات الشفاء من الأمراض والوعكات الصحية التي تصيب الإنسان بكثرة لافتة في هذه الأيام، بعدما تبدّلت أحوال البشر وانتشرت الاوبئة والجراثيم في كثير من المناطق، نتيجة لانعدام الوسائل الصحية والطبية المضادة لها، إضافة إلى تبدلات المناخ والطقس واستعمال المواد الكيماوية في كثير من المزروعات والخضار والفاكهة، التي تساعد على نموها بسرعة هائلة، و"الصناعة الكيماوية" هذه مضرة للصحة العامة، حيث بتنا نرى حبة البندرة أو الخيار بحجم البطيخ، وحجمها ووزنها وطولها وعرضها هذا يخولها دخول "موسوعة جينيس" للأرقام القياسية في العالم. طب بديل من أجل ذلك، انصرف الناس بعد حكايات المرض الى التزود بما تنتجه الطبيعة من خيرات من دون زراعة وبذور، مثل الزعتر الأخضر أو "مفرح الجبال" كما يسمونه، الى جانب الخبيزة والشومرة والزوفا والقرّة والجرجير واكليل الجبل والبابونج وشلش الزلوع وتطول اللائحة في الأعشاب البرية والخضار وبعض الفاكهة التي تعتبر الطب البديل لصحة الإنسان، بعيداً عن الأدوية و"الصيدليات" وما شابه ذلك، وهذه النعم الطبيعية تشتهر بنكهتها المميزة ورائحتها الزكية وفوائدها الجمّة، وجميعها تنمو وتعيش وتنتشر في الجبال والأودية، ومهمتها حماية صحة الإنسان وتجنيبه الأمراض والإصابات وإبعاد الخطر عنه. مناعة وعافية الأعشاب البرية والخضار لها فوائد عديدة ضد الأمراض الواسعة الانتشار بين الناس، خصوصاً تلك المتعلقة بالإصابات التنفسية كالسعال والالتهابات وما يسمى بـ"الربو" وعسر المعدة، عدا أن وظيفتها تتلخص بتقوية الجهاز المناعي للجسم، مع إضافات لأنواع أخرى مثل العسل والزنجبيل وحبة البركة وغيرهم. ان ميزة الزعتر الأخضر البري والخبيزة والجرجير والبابونج والزوفا، أنها تستعمل في أصناف الطعام والشراب، وهي تقطف من المناطق الجبلية والمرتفعات، ووظائفها ان تسكّن الآلام وتنشط الدورة الدموية، وعضلات القلب، وتمنع تصلب الشرايين، وتعتبر أدوية طبيعية تحمي الإنسان من الأمراض، وتزود عنه الإصابات المفاجئة، عدا انها تخفض "الكوليسترول" وتساعد في الشفاء من التهابات اللثة والأسنان، ومن المفيد التذكير أن أي معجون للإنسان لا تخلو تركيبته من الزعتر الأخضر وغيره، باعتبار انه مهدئ لآلام "الروماتيزم" والنقرس والتهاب المفاصل، ورواسبه أن ينشط جلدة الرأس ويمنع تساقط الشعر. كما أن الخضار والأعشاب البرية تمتاز برائحتها القوية التي تنعش الأجسام، وأيضاً غناها بالألياف الغذائية لان أوراقها وعروقها تستخدم طعاماً وشراباً للانسان، عدا استخراج مكوناتها في الزيوت والعقاقير المستعملة في الجهاز الهضمي والسعال وتقوية عضلات القلب ومنع تصلب الشرايين وطرد الفطريات من المعدة، والغازات والاملاح وإزالة المغص والتشنجات والنزلات البردية وعوارض الاحتقانات. الشفاء من الأمراض يقول د. صموئيل حداد إن الخضراوات البرية والأعشاب والنباتات التي تنمو في الطبيعة وفي الأراضي "البعلية"، لها فوائد لا تحصى ولا تعد، وهي أفضل من أي دواء صناعي، بل ان معظم الأدوية يدخل في تركيبتها العديد من أنواع الزعتر الأخضر والبابونج والزوفا و"شلش الزلوع"، وبعض الاصناف تعتبر كنزاً صحياً وطبياً لا مثيل لها. فاذا اخذنا كمثال الزعتر فهو يكسو الأرض في الجبال والمرتفعات، عبر أوراق صغيرة تنبت من الساق، وتأخذ شكل الازهار الوردية والأرجوانية، وتزدهر في منتصف فصل الصيف، وتتمتع برائحة زكية وعطرية قوية، لذلك أطلق عليه صفة "مفرح الجبال". وتستعمل أوراق الزعتر لعلاج أمراض السعال والالتهابات واللثة، ويمكن استعماله أيضاً كبخار يقضي على "الفيروسات" و"البكتيريا" والطفيليات المعوية، ويفيد في الشفاء من نزلات البرد والصداع ويمنع الشد العضلي. عن طريقة التحضير يضيف د. صموئيل: بداية تغلى عروقه المزهرة وأوراقه مع الماء، ويتم تناوله مثل الشاي بعد غليانه، ويضاف إليه بعض العسل، وهناك طريقة أخرى حيث يضاف اليه التين وذلك من أجل الربو والسعال وضيق النفس. أما اذا تم خلطه مع الخل فإن مفعوله يساعد على طرد الغازات وتنقية المعدة والصدر والكبد، وإعادة النضارة والحيوية لوجه الإنسان، وتنشيط عضلات القلب ومنع تصلب الشرايين. لطالما أفردت كتب الطب القديمة موسوعات طويلة عن الغذاء الذي توفره الخضار البرية التي تعيش على أرض "البعل"، أي تنمو لوحدها في البراري وعلى سجيتها، واهميتها لا تتوقف عند حدود تغذية الجسم، ولا خصوصية مائدة الطعام، بل أنها تعتبر دواء طبيعياً لناحية أوراق الخضار والنباتات التي تحتوي على بعض المواد شديدة الفاعلية، من شأنها علاج الأمراض التي تحتوي على مواد لها، خصوصاً بالنسبة الى تسكين الالم والتطهير والالتهابات وتنشيط الدورات الدموية. والبارز في هذا المجال أن بعضها مثل الزعتر يحتوي على مواد شديدة، تعمل على تقوية جهاز المناعة لدى الإنسان، يضاف إليه بعض المكونات الأخرى مثل خلط زيت الزعتر معها، لمنع "الاكسدة" بدلاً من إضافة مواد صناعية قد تضر بالصحة العامة. خيرات الأرض الآيات والحكم الدينية التي لا تعد ولا تحصى والتي أنعم بها الخالق على عباده، في ما خلق شيئاً ولا أخرج زرعاً، الا لقول بالغ مثل: "أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ". الخضار التي يدخل بعضها في عالم الطب، هي خير وقاية وعلاج، وهي وإن كانت من عطاءات الطبيعة بامتياز، إلا أن لابد للبشر بها لذلك يمكن الحديث عن آفاق مفترضة لتصنيع بعض أنواعها في الصناعات الدوائية، حيث بدأت تنتعش استخداماتها في العديد من الأمراض والأوبئة، والمهم هنا أن الوعي بدأ في الاهتمام بهذه المنتجات، لاسيما عبر حماية الخضار البرية "البعلية"، وتنظيم عملية الحصاد، لنفي الصفة البرية، وتحويلها إلى جزء من مكونات القطاع الزراعي، عبر ايلائه الأهمية الفائقة واللازمة لبديل زراعي مفيد اقتصادياً. نعم طبيعية في هذه الأيام، نجد في أعالي الجبال والهضاب "عجقة" ناس وزوار، يقصدون هذه الأماكن لقطف وجمع ما تيسر لهم من الخضار "البعلية"، مثل: الهندباء والخبيـزة والجرجير والزعتر الأخضر.. وتطول اللائحة حول أصناف وأنواع نمت في الأرض على سجيتها، وبقدرة الخالق، فأغنت البشر بغذاء طبيعي وعافية صحية، بعيداً عن الادوية وعلاج الأطباء، وهذه النعمة الطبيعـية يصـح فيها القـول: "في الخضار والأعشـاب البرية، درهم الوقاية خير من قنطار علاج".
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©