الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

موائد الرحمن تنادي الصائمين وطبول «المسحراتي» تفرح الجميع

موائد الرحمن تنادي الصائمين وطبول «المسحراتي» تفرح الجميع
11 أغسطس 2011 22:22
جاء رمضان في سلطنة عمان هذا العام مختلفاً مع اشتداد حرارة الطقس، وقد بذلت العديد من الجهات جهوداً لإيجاد خيام مكيفة وفتح مساجد إضافية لاستقطاب الصائمين العمانيين.. ومع ارتفاع صوت آذان المغرب، وموعد الإفطار تجد إقبال العمانيين على التجمع على مائدة رمضانية واحدة، فهذا الشهر ذو نكهة خاصة لاتختلف كثيراً بين البلدان العربية والإسلامية، ولكن تظل العادات والتقاليد المتداولة بسلطنة عمان ذات مذاق مميز في حياة كل عماني، حيث تكثر فيه صلات الرحم والزيارات وتجمع الصغار والكبار علي موائد الشهر الفضيل. يقول فيصل خميس السعدي: تبدي الحكومة العمانية اهتماماً كبيراً في التيسير على مواطنيها وبالذات من العاملين في الجهات والمؤسسات الحكومية، حيث يقتصر الدوام الرسمي أثناء شهر رمضان على 6 ساعات، بدلًا من 8 ساعات وهي مواعيد العمل اللائحية، والقانونية المتفق عليها في كل الجهات التابعة للدولة أو الحكومة العمانية. أمسيات دينية ويضيف السعدي: يذيع التلفزيون العماني فقرات وبرامج ومنوعات خاصة خلال هذا الشهر، وتبدأ غالبية هذه الفقرات بالأمسيات الدينية، سواء لتلاوة آيات من الذكر الحكيم، أو لاستعراض، وشرح بعض القضايا الدينية، والإجابة على بعض الأسئلة الفقهية المرتبطة بشروط الصيام، وفضائله، وما يبيحه الإسلام للمرضي والمسافرين من الصائمين، أما النوع الآخر من البرامج فتكون مرتبطة بالفقرات الخفيفة والفكاهية والمسابقات، وغيرها من الفقرات المحببة في هذا الشهر بصفة خاصة. ويقول أحمد الحارثي موظف بوزارة الاوقاف والشؤون الدينية بسلطنة عمان: من المظاهر الدينية في شهر رمضان في سلطنة عمان، كثرة التردد والتوافد، على بيوت الله لأداء جميع الصلوات، وإطالة جلسات القرآن الكريم، وحلقات العلم التي تغطي ساحات المساجد وبعض المنازل، كما يشهد شهر رمضان في العادة افتتاح مساجد جديدة في عدد من ولايات السلطنة جاعلين بداية إعمار هذا الشهر المبارك تيمناً وابتهاجاً. تكافل اجتماعي ويشير الحارثي قائلاً: يتجمع الرجال في المساجد لتناول الإفطار معاً، حيث تزدحم ساحات المساجد الخارجية بالعديد من الأطباق المختلفة، كما تتجمع النساء في مكان مخصص لهن لتناول وجبة الإفطار معاً. ويضيف الحارثي: يتميز رمضان في سلطنة عمان بصور جميلة وطيبة تعبر عن التكافل والتضامن الاجتماعي، الذي حرصت عليه الشريعة الإسلامية، فيقيم الأثرياء موائد للبسطاء، في عدد من المساجد في كل ولاية، وتوزع أطعمة ومأكولات ومشروبات يتبرع بها الأغنياء، وأهل الخير، وهو ما يعكس صفة الكرم التي ترتبط بالشعوب العربية. ومن الأمور التي تشتهر بها غالبية القبائل في سلطنة عمان تلك المجالس التي يعقدها مشايخ وزعماء القبائل، ويتحدثون فيها في مختلف الأمور الدينية والاجتماعية، كما يلجأون إلى أوقات السمر بعد صلاة التراويح حيث يسعد الأطفال، والشباب، ويقضون أوقاتاً طيبة في ليالي الشهر الفضيل.. رياضة وشعر ويقول زياد البلوشي، إن الأندية الرياضية في رمضان أو مراكز الشباب العمانية تتحول إلى خلية نحل تعج بالنشاط والحيوية، وتمتلئ بالأنشطة الدينية، والثقافية، والروحية، وتعقد فيها الأمسيات الشعرية، كما يلقي فيها الأدباء والشعراء الشباب عددا من قصصهم القصيرة وأشعارهم والتي يتولاها آخرون بالنقد والتحليل من الناحية الفنية. ويضيف أحمد الحسني: يصاحب هذه المناسبة دعم الحكومة لبعض السلع التموينية الضرورية، وعلى رأسها اللحوم، فتقوم بطرح كميات كبيرة من لحوم الأبقار ولحوم الخراف المستوردة والمدعومة، ويتولى عدد من المسؤولين بوزارة البلديات الإقليمية متابعة هذا المشروع في كافة ولايات السلطنة، إضافة إلى توفير المشروبات الباردة والساخنة والقهوة العمانية التي لا تخلو مائدة رمضانية منها. ويشعر البعض بعد تناول طعام الإفطار، وتأدية الصلوات بالحاجة لبذل المجهود، بعد يوم مليء بالراحة والدعة، فيلجأ البعض إلى السير على الأقدام على طريق الكورنيش أو على امتداد أسواقها القديم المشهورة بالمنسوجات والعطور ولعب الأطفال والمأكولات، فيكون لتجوالهم هدفان، أولهما التجول في الحدائق العامة للتنزه والاستمتاع بالمناظر الخلابة على شاطئ خليج عمان، والثاني التسوق وشراء المستلزمات المختلفة. وفي المساء وتحت الأضواء الكاشفة يمارس الشباب والأطفال ألواناً عديدة من الرياضة مثل كرة القدم والسلة والطائرة، وسباق الجري، والعدو، وغيرها. «القبولي» و «المكبوس» ويؤكد منتصر فتحي: تجري منافسة قوية بين مطاعم العاصمة العمانية لجذب الصائمين إلى تناول طعام الإفطار، حيث يحرص كل مطعم على تقديم أنواع متعددة وأسعار منخفضة، فمنها ما يقدم المأكولات الشامية كالحمص والمسبحة والسبع دول أو المصرية كالكباب والأرز المدسوس “المعمر” الذي يطهي باللبن ومنها المتخصص بالأكلات العمانية. وتحفل المائدة في البيت العماني بأنواع من الأطعمة الشهيرة في شهر رمضان والتي تحرص على تناولها الأسر العمانية ومنها “الثريد” وهو الخبز المرقق المخلوط مع المرق واللحم واللقيمات، وأنواع الأرز العاني “كالقبولي” و”المكبوس” والمحمر والأبيض بالإضافة إلى الشوربات بأنواعها . أما سعيد المزروعي فيقول: يعتمد كثير من العمانيين في إفطارهم على التمر والماء إلى جانب بعض الفواكه والخضراوات والمشروبات الباردة التي تريح الجسم، ومن أهم الفواكه التي تقدم على مائدة الإفطار المانجو والشمام، والجح “البطيخ الأحمر” ويعقب الإفطار تقديم المشروبات الساخنة مثل الشوربة بالشعير وأيضاً السمن والكستر. ويضيف: ينشد الأطفال مجموعة من الأهازيج والأناشيد التي تتناسب مع قدوم الشهر الفضيل، والتي ورثوها عن أبائنا وأجدادنا. «المسحراتي» يقول سعيد المخيني، موظف في جهة حكومية: إن مظاهر، وعادات شهر رمضان في سلطنة عمان تكتسب طبيعة خاصة ومميزة حتى وان اتفقت أو تشابهت مع غيرها من البلدان العربية والإسلامية، فلدينا المسحراتي في بعض الولايات، الذي يسعد الصغار والكبار، الذي يوقظ الناس ليتناولوا طعام السحور، وغالبا ما يتكون هذا الطعام من اللبن والأرز، وغيرها من المأكولات، أما طعام الإفطار فيبدأ كالعادة بالتمر ثم يؤكل «الهريس» وهو مكون من القمح، ويؤكل معه اللحم بالأرز، ويلي الإفطار مباشرة تناول أنواع عدة من الحلويات مثل «الكراميللا» ويرافقها من الفواكه كل من المانجو والبرتقال، والموز وهو من الفواكه المحببة والمفضلة عند الكثيرين.
المصدر: مسقط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©