الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«التراث الشعبي الإماراتي».. نحوأطلس فلكلوري واستراتيجية وطنية

«التراث الشعبي الإماراتي».. نحوأطلس فلكلوري واستراتيجية وطنية
8 أغسطس 2015 22:48
عصام أبوالقاسم (الشارقة) تزايد الاهتمام بجمع وتدوين ونشر ودرس التراث الشعبي في الإمارات على نحو لافت في السنوات العشر الأخيرة، وبدت تجربة الدولة في هذا الجانب متقدمة مقارنة بسواها من دول المنطقة، بيد أن ثمة تحديات ظلت تحول دون بلورة هذا الاهتمام إلى «اشتغال أساسي»، بحسب الببليوغرافية الشارحة التي أنجزها الدكتور يوسف عيدابي وصدرت طبعتها الثانية أخيراً عن دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، ومن تلك التحديات حداثة الدرس الفلكلوري في جامعات وأكاديميات الخليج وضآلة عدد المشتغلين به، خاصة في المجال الميداني في مقابل تسارع الخطى في مشوار العصرية والحداثة المدنية. وتلفت الببيلوغرافيا، التي جاءت في نحو 250 صفحة من القطع المتوسط، إلى أن «ما تم جمعه وتدوينه وحفظه من تراث الأوائل في الإمارات قليل وقليل، وقام بهذا القليل أفراد عزل إلا من إيمان عميق بقيمة الماضي في الحاضر». كما يذكر المؤلف أن «الذهاب إلى الفلكلور المحلي كراهة كبيرة للصعوبات التي تقابل الباحث..»، في إشارة إلى انه يستلزم عملاً مؤسساتيا موفور الإمكانات. ولكن العقد الأخير، يقول عيدابي، شهد إقبالاً ملحوظاً على التراث، خاصة من قِبل مؤسسات الثقافة والتعليم، فتكاثر الاهتمام بالشعر ونُشر العديد من الأبحاث حول العمارة التقليدية والمحكيات والموسيقا الشعبية، وأسهم هذا الإقبال في تعزيز مكانة الفلكلور وتزايد المقاربات حول وجوهه المختلفة، كما كان ملهماً في تنشيط العديد من التظاهرات المهرجانية والأكاديمية، في شكل لم يحصل من قبل. ونوّه الكتاب بالجهود التي بذلت في معاهد ومراكز ومؤسسات مثل نادي تراث الإمارات ومركز زايد للتراث والتاريخ في العين وأبو ظبي والمجمع الثقافي وندوة الثقافة في دبي ودائرة الثقافة والإعلام في الشارقة ومركز الدراسات والبحوث في رأس الخيمة وجامعة الإمارات العربية المتحدة التي خصصت مساقاً أكاديمياً لدراسة التراث، إضافة للعديد من الدوائر والجهات الحكومية الأخرى التي بلغت بعملها طوراً متقدماً مثل صيانة وترميم المباني التاريخية المهمة وذات القيمة. وورد في الببيلوغرافيا التي تعد الأولى من نوعها في ذاكرة النشر الإماراتي، أن عملاً مثل جمع البيانات المتصلة بالجهود الأكاديمية والمعرفية التي سبق إنجازها في حقل التراث الإماراتي، هو مما كان ينقص خزانة حفظ التراث في الدولة، إذ لم يعثر إلا على مصنّف خليجي جماعي واحد صدر 1993 ونشره «مركز التراث الشعبي لمجلس التعاون لدول الخليجالعربية» وأعده د. أحمد عبدالرحيم نصر. ورصد كتاب «التراث الشعبي في الإمارات»، وفرز مجمل الإنتاج المعرفي المتعلق بالفلكلور في الإمارات على مدار خمسة عقود زمنية، أي منذ أواسط الخمسينيات حتى مطلع الألفية الثالثة، سواء الصادر منه باللغة العربية أو الإنجليزية أو الفرنسية، وهي تضم أكثر من (900) مادة تراثية غير المتكررات وغير المجلدات والأجزاء وغير الطبعات المزيدة المنقحة، وهي نشرت إما في كتب أو دوريات عربية صادرة في الإمارات أو في الدول العربية، ومنها (43) مادة نشرت في اللغتين الانجليزية والفرنسية. ويأمل مؤلف الكتاب أن يتعاظم الاهتمام بالتراث، خصوصاً على الصعيد الرسمي، وأن تكلل الجهود بوضع أطلس فلكلوري يساعد الأجيال الحديثة من الباحثين والمشتغلين في مقارباتهم ومحاوراتهم نحو اكتشاف واقتراح مواد وموضوعات وأسئلة جديدة تثري خزائن التراث الشعبي وترسخ الوعي بأهميته وسط الشرائح كافة. ‏? اقتباس مع صورة عايدابي حداثة الدرس الفلكوري في جامعات وأكاديميات الخليج وضآلة عدد المشتغلين به في مقابل تسارع العصرية والحداثة المدنية، من التحديات التي تحول دون بلورة الاهتمام بالتراث الشعبي إلى «اشتغال أساسي» يوسف عايدابي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©