الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العلماء: العلم والثقافة أهم أدوات الداعية الناجح

العلماء: العلم والثقافة أهم أدوات الداعية الناجح
28 أغسطس 2014 20:10
دعا علماء الدين إلى ضرورة تأهيل كادر من الدعاة المنفتحين على ثقافة ومعارف العصر، المؤمنين بثقافة التسامح، يحببون الناس في الحياة والتنمية والإبداع، ويتبنون القواسم الدينية والإنسانية المشتركة، لا يضيقون بالرأي المخالف، ولا يوظفون المنابر الدينية لخدمة الأجندة الأيدلوجية والأحزاب. وأكد العلماء أن الداعية لابد أن يكون مؤهلاً علمياً وثقافياً، خاصة بعد أن شاهدنا أدعياء على الساحة ودعاة يطلقون الفتاوى في كل اتجاه دون علم، ويدخلون مجال الدعوة وهم غير مؤهلين لها. شدد الداعية الشيخ معوض عوض إبراهيم، من علماء الأزهر الشريف، على ضرورة تأهيل الدعاة لمواجهة متطلبات العصر الحديث من جميع جوانب الحياة، مؤكدا أن هذا الأمر يتطلب أن يكون الداعية مؤهلاً ثقافياً وسياسياً واجتماعياً وفق التطورات والأحداث العالمية. ودعا المؤسسات الدعوية في الدول العربية والإسلامية لتزويد الدعاة بمختلف تقنيات ثورة المعلومات والبرمجيات الحديثة، مناشداً كل داعية إلى تقبل كل توجيه صالح وكل علم نافع، وأن يكون من مبادئه «أن الحكمة ضالة المؤمن»، فإن وجدها في أي وعاء سبق إليها وأخذها وعمل بها فهو أحق بها من غيره، فمن المهم أن يتقبل الداعية كل جديد في شتى ميادين العلم لمواكبة تطورات العصر العلمية، وبعد أن صار العالم بمثابة قرية صغيرة، لابد للداعية من أن يضيف إلى لغته العربية لغة أخرى يدعو بها إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة لشرح قيم الإسلام لغير الناطقين بالعربية. جذور تاريخية ويقول: الدعاة اليوم مطالبون بأن يصلوا حاضرنا بماضينا، فنحن أمة لها تراثها وأمجادها وجذورها الضاربة في التاريخ، ومن الواجب الانتفاع بأفضل ما في تراثنا، مع العلم أن هذا التراث كله من صنع العقل الإسلامي، وهو بالطبع غير معصوم، فهو قابل للنقد والمراجعة والمناقشة، والترجيح أو التصنيف، ويجب العمل على إحياء هذا التراث وخدمته بأساليب العصر وآلياته، وانتقاء الملائم منه لتعميمه ونشره على جماهير الأمة، وإبقاء الأشياء الأخرى لدراسة المتخصصين. وأكد أن هناك حاجة ملحة لتأهيل كادر من الدعاة المنفتحين على ثقافة ومعارف العصر، المؤمنين بثقافة التسامح، يحببون شبابنا في الحياة والإبداع، يتبنون القواسم الدينية والإنسانية المشتركة، لا يضيقون بالرأي المخالف ولا يحرضون باسم الجهاد، ولا يوظفون المنابر الدينية لخدمة الأجندة الأيديولوجية والحزبية، يتبنون ثقافة الاختلاف ونقد الذات، متدربين على فقه الانتماء وحب الوطن، فنحن لا نريد دعاة يدفعون شبابنا إلى ثقافة الهلاك، بل نريدهم أن يحببوهم في الحياة ويعلموهم أن جهادهم الحقيقي والأكبر هو جهاد التعليم والتنمية والتفوق، والجهاد بالمعنى الحربي والقتالي متروك للجيوش الرسمية فقط، أما جهاد الأفراد والجماعات السياسية فيكون في مجال الإصلاح والتنمية لا في تشكيل ميليشيات مخربة تروع الآمنين، وتدمر وتستبيح الدماء. التكنولوجيا وترى الدكتورة إلهام شاهين، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، أن هناك عدة صفات وخصال يجب أن تتوفر في الداعية رجلاً كان أم امرأة، أهمها أن يكون هادئاً رحيماً صبوراً حليماً، وأن يكون واسع الاطلاع، ومواكباً للأحداث العالمية والإقليمية والمحلية والدينية، ومعايشاً لآلام المسلمين وأحلامهم وآمالهم، كما ينبغي أيضاً أن يكون على إلمام كاف بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، إضافة إلى أن الداعية يجب أن يكون قدوة في الشكل والهيئة والمجلس والتصرفات. وتشير إلى بعض الصعوبات والعقبات التي تواجه المرأة الداعية، أبرزها عدم وجود جهة أو هيئة تتبناها، وتقوم بتدريبها على الأسلوب الأمثل للدعوة واستخراج التصاريح لها لمزاولة العمل الدعوي، كما يجب أن يكون، حيث إن هناك الكثير من النساء لديهن الرغبة في أن يسلكن طريق الدعوة، ولا يجدن جهة تهتم بهن، وكل من تسلك سبيل الدعوة تعتمد اعتماداً كلياً على نفسها في كل شيء. وتنتقد الدكتورة إلهام تحول الدعوة الإسلامية لدى بعض الدعاة من دعوة ربانية هادية وإرث نبوي شريف إلى تكتلات وجماعات، وشكليات نظرية، وذلك تأثراً بواقع الدعوات الأخرى ومحاكاة لها، مؤكدة أن الدعوة قيام بوظيفة الرسل عليهم الصلاة والسلام ومتابعة لهم فيها، بانضباط في مصادرها وأدلتها ومرجعيتها، وتميز في مناهجها وأساليبها ووسائلها. تأهيل علمي وثقافي أما الدكتور أحمد عمر هاشم، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، وعضو هيئة كبار العلماء فقال إن الداعية لا بد أن يكون مؤهلاً علمياً وثقافياً، خاصة بعد أن شاهدنا في السنوات الأخيرة أدعياء على الساحة لا يعرفون متطلبات الداعية الجيد، ودعاة يطلقون الفتاوى في كل اتجاه دون علم، ويدخلون إلى الدعوة وهم غير مؤهلين لها، ولا أتصور داعية من غير أن يحفظ القرآن كاملاً، ولا أعني بالحفظ أن يتلوه من الصدر أو القلب، وإنما أن يحفظ القرآن ويعيه تماما بكل ما فيه من عبر ومعانٍ وأسباب نزوله وتفسيره الموضوعي وتفسيره التحليلي، وأن يكون القرآن هو الثقافة الأساسية أو العماد المكون لثقافة الداعية. ويرفض إهمال كثير من الدعاة ترتيب الأولويات في عملهم، وضعف الموازنات بين الواجبات والإمكانات، وبين المفاسد والمصالح، مما جعل بعضهم يقدم المهم على الأهم، والأمر التكميلي على الضروري حتى إن بعضهم ينطلق من خلال رؤيته للواجب المطلوب دون نظر إلى الإمكانات والقدرات، ولعل وقوع بعض الدعاة في هذا الخلل، بسبب وجودهم في وقت ازدحمت فيه الأهداف، وتعاظمت الواجبات، وكثرت الضغوط الداخلية والخارجية، مع ضعف قدراتهم وإمكاناتهم، فدفعهم الشعور بالواجب إلى تحمل مسؤوليات أكبر من إمكاناتهم، فتعثرت خطواتهم، وضاعت قدراتهم ونفذ إلى قلوب بعضهم الإحباط واليأس مما فتح لأعدائهم ثغرة يدخلون من خلالها فيمكنون لباطلهم ويضعفون أمل المسلمين في الوصول إلى أهدافهم. الداعية يحتاج إلى دراسة الحديث أوضح الدكتور أحمد عمر هاشم، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، وعضو هيئة كبار العلماء أن الداعية لا يستطيع أن يواجه الناس دون أن يدرس الحديث النبوي، ويعرف مصطلح الحديث، ويستطيع أن يميز بين الأحاديث الضعيفة والموضوعة، ثم يعرف معنى العقيدة وأصول الفقه ليس فقط من واقع الكتب، ولكن من واقعها الاجتماعي والنفسي والسلوكي لأن الناس تفصل بين العقيدة والواقع، وهذا خطأ فلا بد أن يدرس العقيدة ومردوداتها وأثارها الاجتماعية والسلوكية والتربوية والسياسية في الفرد والمجتمع، كما يجب تبصير الدعاة في العالم الإسلامي بكل ما يحيط بنا من مؤامرات هدفها النيل من هذا الدين الحنيف، مع العلم أن تبصير الدعاة بذلك الأمر يعد خطوة إلى الأمام تؤهلهم لمواجهة تلك التحديات، التي تتعرض لها الأمة الإسلامية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©